أكد يورجن كلينسمان أنه "يشعر بخيبة أمل كبيرة" بعد إقالته من منصب المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ حامل لقب الدوري الألماني بصورة مفاجئة بعد أن كانت كل التقارير والأنباء تشير إلى أن إدارة ناديه ستبقي عليه حتى نهاية الموسم الحالي على الأقل. وكانت إدارة النادي الألماني العريق قد أعلنت في وقت سابق أن يوب هاينكس - الذي تولى تدريب النادي في الفترة بين عامي 1987 و1991 - سيخلف كلينسمان حتى نهاية الموسم ، على أن يتولى هيرمان جيرلاند منصب مساعد المدير الفني. وجاء قرار الانفصال بين البايرن وكلينسمان بعد الهزائم المتتالية للفريق ، وتحديدا بعد يومين من هزيمة الفريق أمام شالكه بهد في الدوري ، علما بأن كلينسمان تولى مهمة تدريب الفريق منذ عشرة أشهر فقط. وفي أول رد فعل له بعد قرار إقالته ، قال كلينسمان - 44 عاما – تعليقا على ما حدث : "برغم هذا ، أريد أن أتوجه بالشكر من كل قلبي إلى بايرن ميونيخ ، الجماهير ، الجهاز الفني ، اللاعبين ، المسئولين على هذا الوقت الزاخر بالأحداث". وأشار كليسنمان إلى أنه لا يعتقد بأنه فشل خلال فترة الأشهر العشرة التي تولى فيها تدريب الفريق. وأضاف : "ما زلت أعتقد بأن الفريق قادر على التتويج بلقب الدوري الألماني هذا الموسم". أما يواكيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني فقد دافع عن كلينسمان بقوة ، قائلا إن كلينسمان أظهر "قوة شخصية" وإخلاصا خلال فترة تدريبه لبايرن ميونيخ. وقال لوف - الذي سبق له له أن شغل منصب المدرب المساعد في الجهاز الفني للمنتخب الألماني تحت قيادة كلينسمان قبل وخلال كأس العالم 2006 - إنه فوجيء بقرار بايرن ميونيخ بإقالة كلينسمان. وأضاف في تصريحاته لوكالة الأنباء الألمانية أن "الأسابيع القليلة الأخيرة كانت قاسية ، لأن جميع الانتقادات صبت في اتجاه شخص واحد ، وهو كلينسمان ، وكان ذاك شيئا قاسيا" ، بحسب تعبيره. وقال أيضا : "ولكن يورجن أظهر قوة ، دائما ما كان مخلصا للنادي والفريق ، وهذا دليل الشخصية القوية". وأوضح لوف أن كليسنمان حافظ على تمسكه بخطة اللعب برغم التراجع ، وأضاف "إنه أمر صعب إلى أبعد الحدود ، كل التركيز كان عليه وحده .. برغم انتقاد طريقة لعب يورجن ، فقد ظل صامدا ولم يشهر أبدا بالفريق أو يلقي اللوم على الآخرين ، هذا يظهر قوة الشخصية". وانضم إلى قائمة المتضامنين مع كلينسمان أيضا توماس شاف المدير الفني لفريق فيردر بريمن الذي قال : "أرى أنه من المؤسف بشدة أن تتم إقالة زميل بدأ العمل وسط توقعات كبيرة". وأضاف : "لقد أراد أن يغير الأمور ، أرى أن هذا أمر مؤسف للغاية ، وأتمنى ليورجن كل التوفيق". وحتى فريق هوفنهايم المغمور الذي كان الحصان الأسود للدوري الألماني هذا الموسم ، وخاصة في الدور الأول ، أبدى تعاطفه الشديد مع مدرب البايرن المقال ، حيث أعلن الملياردير ديتمار هوب ممول فريق هوفنهايم أن إقالة كلينسمان أمر يدعو للأسف. وأضاف : "كان من المفترض أن يتم منح كلينسمان المزيد من الوقت .. يجب أن تتذكر أنه لم يختر الفريق بنفسه ، بل تولى فقط تدريبه ، الفرق بين منصبه في المنتخب الوطني هو أنه كان يعمل مع لاعبين صغار السن وفي بايرن مع نجوم أثبتت نفسها". على صعيد آخر ، وفي محاولة لإظهار قدرتها على تجديد الدماء ، قررت إدارة نادي بايرن ميونيخ تعيين لاعب الوسط الدولي السابق محمد شول مدربا جديدا لفريق الرديف في النادي خلفا لهيرمان جيرلاند الذي سيتسلم مهام مساعد المدرب الجديد للفريق الأول يوب هاينكس الذي تم تعيينه في هذا المنصب بعد تخلي النادي البافاري عن يورجن كلينسمان. وكان شول - 38 عاما - يشرف على فريق الشباب في النادي البافاري ، ولكنه أصبح آلان مدربا للفريق الرديف حتى نهاية الموسم. يذكر أن شول أصبح ثاني لاعب في تاريخ بايرن ميونيخ يمنح لقب "لاعب شرفي" بسبب تفانيه المطلق للنادي البافاري. وكان شول قد وضع في 2007 حدا لمسيرته الكروية بعد أن أمضى 15 عاما في صفوف النادي البافاري الذي سلمه الجائزة الشرفية في مباراة تكريمية جمعته ببرشلونة الإسباني في أغسطس 2007. ولم يسبق شول إلى هذا اللقب الشرفي إلا البرازيلي جيوفاني إيلبر الذي لعب في صفوف بايرن ميونيخ من 1997 حتى 2004. ولعب شول – المولود من أم تركية - لبايرن ميونيخ منذ عام 1992 ، وأحرز معه ثمانية ألقاب للدوري وثلاث بطولات للكأس وبطولة واحدة لكل من دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الأوروبي ، وخاض 36 مباراة دولية وقاد منتخب بلاده إلى الفوز بكأس أمم أوروبا عام 1996.