قررت الحكومة المصرية اتخاذ إجراءات سريعة لمتابعة ومراقبة فيروس إنفلونزا الخنازير الذى يجتاح المكسيك وبعض دول أمريكا اللاتينية وأوروبا. وأعلن الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة أنه تم رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع منافذ الحجر الصحى على مستوى الجمهورية.. مشيرا إلى أنه تم فحص 6 ركاب قدموا من مدريد أمس الأول وتبينت سلامتهم، وعمل كروت مراقبة صحية لمتابعتهم يوميا. كما كشف د.نصر السيد مساعد وزير الصحة للشئون الوقائية أنه بعد مسح للمخالطين للخنازير فى القاهرة والجيزة والقليوبية تبين أن العينة وعددها 179 شخصا سليمة. كما أكدت وزارة الزراعة أن جميع العينات المسحوبة من مزارع الخنازير كانت سلبية. وقال د.مجدى راضى المتحدث باسم مجلس الوزراء إن د.أحمد نظيف رئيس المجلس طلب متابعة ومراقبة جميع منافذ الوصول للقادمين من الدول المصابة. وأضاف راضى أن وزارة الصحة أكدت عدم إصابة أى مواطن مصرى بإنفلونزا الخنازير، وأنه تم تدعيم المخزون من عقار «تامىفلو» الذى ثبتت فاعليته فى علاج إنفلونزا الطيور. وكشف مسئول بالمجلس أن أجهزة معنية ستعمل قوائم للقادمين من الدول المصابة لتتبعهم فيما بعد، وينتظر تشكيل لجنة خلال أيام فور الانتهاء من إعداد التقارير المناسبة لاتخاذ إجراءات مشددة. وقررت الحكومة الإسراع بإنشاء المنطقة الجديدة المخصصة للخنازير، لكن مصادر مسئولة رفضت إعطاء أى بيانات حول تلك المزارع والأماكن حتى لا يستغل أصحاب المزارع الأمر فى تهريب الخنازير. وكان الدكتور مصطفى أورخان المدير السابق لمركز الإنفلونزا التابع للأمم المتحدة قد صرح ل«الشروق» بأن مصر والبلدان العربية أصبحت فى مرمى مرض «إنفلونزا الخنازير»، بعد أن أعلنت إسرائيل عن إصابة اثنين من مواطنيها بهذا المرض. وقال أورخان إن «ما يردده بعض وزراء الصحة العرب من أن بلادهم بعيدة عن مرض إنفلونزا الخنازير كلام يفتقد للدقة وينافى الحقائق العلمية، بالنظر إلى سهولة انتقال المرض بين المسافرين من دولة إلى أخرى، ليس هذا فحسب بل من خلال مقاعد الطائرات نفسها، فلو جلس شخص سليم فى مقعد تصادف جلوس شخص مصاب بالمرض مكانه سينتقل إليه المرض، وبالتالى أؤكد أن مصر والبلدان العربية ليست ببعيدة عن مرض إنفلونزا الخنازير». وحذرت الدكتورة منى محرز مدير معهد بحوث صحة الحيوان، ومدير معمل الرقابة على الإنتاج الداجنى، وعضو اللجنة القومية لمكافحة إنفلونزا الطيور من انتقال مرض إنفلونزا الخنازير إلى مصر بنفس السرعة التى انتقل بها من المكسيك إلى الولاياتالمتحدة، مؤكدة عدم وجود أى لقاح ضد المرض فى أى مكان فى العالم مع تحوره ليصيب الإنسان وينتقل بين البشر، مطالبة بنقل حظائر الخنازير خارج الكتلة السكنية. وفى السياق ذاته قال الدكتور عبدالهادى مصباح أستاذ علم المناعة وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة: «هذا المرض لا يعرف الحدود». وفى غضون ذلك قدم أمس سمير الششتاوى محامى الحزب الوطنى بلاغا للمستشار عبدالمجيد محمود النائب العام ضد الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء ووزراء الصحة والزراعة والبيئة، لمطالبتهم بإعدام الخنازير، نظرا لما أصبحت تشكله من خطر داهم على صحة المواطنين. واختصم البلاغ إسرائيل عياد أكبر تاجر خنازير، وجاء فى البلاغ أن جميع الشرائع السماوية تحرم الإضرار بالنفس البشرية، وأن مصر خسرت من جراء إنفلونزا الطيور نحو 18 مليار جنيه، رغم أن الوباء وصلها متأخرا. وطالب البلاغ وزراء الصحة والبيئة والإدارة المحلية ومحافظى القاهرة والجيزة و6 أكتوبر وحلوان والقليوبية كل فى محافظته بإعدام الخنازير فورا، نظرا لما تمثله من خطورة داهمة إذا أصيبت بمرض الإنفلونزا. وفى مجلس الشعب تقدم النائب المستقل جمال زهران بطلب إحاطة عاجل إلى وزير الصحة، حول انتشار مرض إنفلونزا الطيور ووصول عدد الوفيات جرائه إلى 25 حالة، ولفت إلى أن النواب حذروا من تربية الخنازير فى مصر لكن الحكومة لم تستجب لتحذيراتهم، واصبحنا الآن نواجه خطرا جديدا قد يداهمنا فى اى وقت نتيجة وجودها فى مصر.