شهدت المناظرة التى جرت بين رموز الأحزاب والقوى، التى أعلنت مشاركتها فى انتخابات مجلس الشعب، وباقى القوى التى قررت المقاطعة مشادات كلامية وتلاسن بالألفاظ. واتهم عبدالحليم قنديل، المنسق العام لحركة كفاية فى المناظرة، التى ستنقلها فضائية الجزيرة مباشر الأحزاب والقوى، التى قررت المشاركة فى الانتخابات بالتورط فيما وصفه ب«جريمة» تنصيب الرئيس حسنى مبارك لفترة رئاسية سادسة. وشن قنديل، خلال المناظرة التى استمرت لأكثر من 3 ساعات، هجوما حادا على الأحزاب المشاركة فى انتخابات تنعدم فيها ضمانات النزاهة ووصفها ب«أكشاك السجائر». تصريحات قنديل، التى ألمح فيها لعقد عدد من الأحزاب صفقات مع النظام، أثارت غضب حسين عبدالرازق، عضو المجلس الرئاسى بحزب التجمع، الذى برر مشاركة حزبه فى الانتخابات بمحاولته قطع الطريق أمام الحزب الوطنى وجماعة الإخوان المسلمين للانفراد بالساحة فى حالة إعلان أحزاب الائتلاف الرباعى مشاركتها فى الانتخابات. وأضاف: «إذا قاطعنا الانتخابات سيضطر الناخبون للتصويت لصالح مرشحى الحزب الوطنى أو الإخوان وهما وجهان لعملة واحدة»، مشددا على أن المشاركة فى الانتخابات تمكنهم من التواصل مع قطاعات عريضة من الجماهير. وقلل عبدالرازق من قدرة الأحزاب والقوى، التى قررت المقاطعة، من حشد الجماهير فى العصيان المدنى تمهيدا للإنهاء السلمى للنظام الحاكم، وهو السيناريو الذى تتبناه حركة «كفاية». واختلف معه أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطى، الذى أكد إمكانية تواصل الأحزاب مع المواطنين دون الحاجة للمشاركة فى انتخابات وصفها ب«الصورية». ودلل على ذلك قائلا: «يستطيع الإخوان التواصل مع آلاف الجماهير بتقديم أنشطة مختلفة لهم دون الحاجة لإضفاء شرعية على انتخابات غير شرعية». وقال حرب إن إعلان أى حزب مقاطعة الانتخابات قرار ليس سهلا، إلا أنه أكد فى الوقت نفسه أن مصر تمر بمرحلة بالغة الدقة تستلزم عدم التغاضى عن أى أعمال تزوير، حسب قوله. واتفق أيمن نور، مؤسس حزب الغد، مع طرح الغزالى حرب، وقال إن النظام فقد صلاحيته ونحن دورنا أن نرى ما الذى يريده الشارع المصرى ،وتساءل مستنكرا «هل هذا النظام لديه إرادة سياسية لإجراء انتخابات نزيهة؟.. أشكّ». فيما برر الدكتور أحمد دياب، الأمين العام للكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين بمجلس الشعب، مشاركتهم فى الانتخابات برغبتهم فى فضح ما سماه ب«التزوير الممنهج» المتوقع أن تشهدها الانتخابات المقبلة. وأضاف: «مشاركتنا ستجهض محاولات الحزب الوطنى سرقة المصريين وتزوير إرادتهم»، وأبدى تخوفه من نجاح الحزب الوطنى فى إقناع الجماهير بتشرذم المعارضة، بحيث يصبح الخيار الوحيد الذى لابد أن يتخذوه، حسب قوله. واتفق معه عصام شيحة، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، الذى دافع عن مشاركة حزبه فى الانتخابات قائلا: «قاطعنا انتخابات عام 90 ودفعنا ضريبة ذلك فى انتخابات عام 1995 التى فزنا فيها بعدد محدود من المقاعد». وتابع: «المقاطعة أمرها بسيط تقاطع وتجلس فى البيت، أما المشاركة فلها ضريبة»، واعتبر أن مقاطعة الأحزاب الشرعية للانتخابات يعطى مساحة للمستقلين وغير الشرعيين بالمشاركة». جدير بالذكر أن جبهة المشاركين فى الانتخابات ضمت حسين عبدالرازق، عن حزب التجمع، وأحمد حسن، عن الحزب الناصرى، وأحمد دياب، عن الإخوان المسلمين، وعصام شيحة، عن حزب الوفد، فى الوقت الذى ضمت فيه جبهة المقاطعين عبدالحليم قنديل، عن حركة كفاية، وأسامة الغزالى حرب، عن حزب الجبهة، وأيمن نور، عن حزب الغد، وعبدالرحمن يوسف، مقرر اللجنة الشعبية لدعم البرادعى. وكان من المقرر أن تستضيف نقابة الصحفيين سلسلة من المناظرات، التى ستجريها قناة «الجزيرة مباشر» حول الانتخابات البرلمانية المقبلة إلا أن النقابة تراجعت عن العقد الذى أبرمته مع الجزيرة مما اضطرها لعقده بحزب الجبهة الديمقراطية، بحسب مذيع بالجزيرة. يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر: مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر