«ليه تعرضى نفسك لمخاطر تسلق جبل الكلمنجارو، وانت مريضة بسرطان الثدى ومالكيش حد من اقاربك تعرضوا لتجربة قاسية مع المرض؟» سؤال مستفز تعرضت له عبير سليمان بشكل يومى بعد ان اعلنت عن عزمها تسلق الجبل فى شمال شرق تنزانيا والذى يبلغ ارتفاعه 5892 مترا، واختارت فكرة تسلق الجبل كتحدى الصعاب لمطالبة السيدات بتحدى سرطان الثدى كما تحدت أعلى قمة فى افريقيا فى تجربة هى الاولى من نوعها بالنسبة لها. عبير فتاة عمرها 32 عاما موهبتها «آداب الحكى» لدرجة جعلتها تترك عملها لتتفرغ لمشروع إحياء ادب الحكى وتحلم بأن يكون هناك جيل من الحكاءين والرواة، وهى صاحبة مدونة «يوميات عانس»، وقررت الانضمام إلى المشروع القومى لصحة المرأة وحصلت على الموافقة المبدئية لدعم فكرتها فى تسلق الجبل ووجدت تشجيعا من هذا البرنامج التابع لوزارة الصحة. المشروع القومى لمكافحة سرطان الثدى يهدف لشراء 40 عربة طبية متنقلة للكشف المبكر عن اورام الثدى تبلغ قيمة كل منها 7 ملايين جنيه مصرى، لتتجول فى القرى المصرية لمتابعة المرض فيها وتوعية النساء بمخاطره وتعليمهن كيف يكتشفن إصابتهن به مبكرا، «ولا يوجد حتى الآن وبعد مرور عامين من المشروع سوى 4 عربات فقط تقوم بهذه المهمة». تقول عبير «قررت ان انفذ الفكرة على حسابى الشخصى وبدأت فعلا فى التدريب لمدة 3 شهور وخصصت كل دخلى له وبدأت اشتغل بشكل اضافى وانظم حفلات توقيع كتب لروائيين ومفكرين لزيادة دخلى»، وجمعت ثمن الرحلة نحو 25 الف جنيه وحسيت ساعتها انى تحديت الناس ورجال الاعمال وحققت هدفى». وكنت خلال العامين أيضا أشترى الأدوات اللازمة لتسلق الجبال حيث إنها كانت غالية جدا، وغير متوفرة فى مصر لذلك كنت قد اشتريت بعضها وأجرت البعض الاخر اثناء وجودى فى تنزانيا. عبير بدأت تهتم بالمعرفة عن المرض بشكل اوسع بعد إصابة صديقة والدتها بالمرض، وعرفت أن تكلفة العلاج تصل إلى 15 الف جنيه، وهى مرتفعة جدا خاصة فى بلد مثل مصر. وسافرت يوم 11 سبتمبر لمدة 10 ايام، وكان شعار كل المتسلقين «واحدة واحدة» لانها رحلة مش سباق المهم انك توصل، وكنا نتسلق يوميا 7 ساعات ويوم الوصول إلى القمة وصلت إلى 15 ساعة». سرطان الثدى يعد أكثر الأمراض انتشارا بين السيدات على مستوى العالم، وأعلى نسبة وفيات فى مصر ترجع إلى الإصابة بهذا المرض، حيث تشكل المصابات بهذا النوع من السرطان أكثر من 33 % من الإصابات بمرض السرطان بكل أنواعه، إلى جانب أن المصابات به يكتشفن اصابتهن فى المرحلة المتأخرة التى يصعب شفاؤها، بسبب الجهل الصحى فى مصر، والمرض يصيب المرأة المصرية فى الاربعينيات بينما تتأخر الاصابة به فى كل الدول إلى الخمسينيات.