بدأت أمس أعمال مؤتمر «الإسلام والمسلمين فى أمريكا»، الذى تنظمه منظمة المؤتمر الإسلامى بالتعاون مع الجامعة الإسلامية فى شيكاغو. وبينما دعا مركز السياسات الأمنية اليمينى، إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى التراجع عن مشاركتها فى المؤتمر الذى يستمر ثلاثة أيام، رصدت صحف أمريكية تزايد حالة «العداء للإسلام» فى الولاياتالمتحدة. ومن المقرر أن يخاطب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى أكمل الدين إحسان أوغلو المجتمعين فى المؤتمر، الذى يحظى بمشاركة أمريكية رسمية، تتمثل فى مبعوث أوباما لمنظمة المؤتمر رشاد حسن، ومستشارة أوباما لشئون العالم الإسلامى داليا مجاهد، والسيناتور المسلم كيث إليسون، والمبعوث الخاص للأقليات المسلمة فرح بانديت. ويهدف المؤتمر إلى بحث سبل حل المشاكل التى تواجه الأقلية المسلمة فى الولاياتالمتحدة، وما يمكن أن تسهم به المنظمة فى هذا الإطار. إلا أن مركز السياسات الأمنية (اليمينى)، دعا واشنطن إلى مقاطعة المؤتمر، متهما منظمة المؤتمر الإسلامى بأنها «مناهضة لإسرائيل ولحقوق الإنسان». كما هاجم المركز المسئولين الأمريكيين لإجرائهم لقاءات مع وفد المنظمة، والتعاون مع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير). وذهبت مواقع إلكترونية أمريكية، مثل «كريستيان نيوز توداى»، و«يوروب نيوز»، وغيرها، إلى حد اتهام المؤتمر بالسعى إلى فرض الشريعة الإسلامية فى الولاياتالمتحدة. ويأتى الهجوم على المؤتمر فى وقت تشن فيه جهات يمينية حملة مكثفة ضد المسلمين فى الولاياتالمتحدة، برزت فى تهديد قس مغمور بإحراق نسخ من القرآن خلال الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر 2001، وقيام أمريكيين آخرين، بينهم قساوسة بإحراق نسخ من القرآن، فضلا عن المعارضة الشديدة لبناء مركز إسلامى، يضم مسجدا، فى «جراوند زيرو» على بعد أمتار من موقع هجمات سبتمبر فى نيويورك. وبحسب صحيفة كريستيان ساينس مونيتر فإن المخاوف الأمريكية من الإسلام لاتزال قائمة، حيث رصد مكتب التحقيقات الفيدرالية تزايد الاعتداءات العنصرية ضد المسلمين، رغم أن «المساجد لايزال مرحب بها فى العديد من المناطق» فى الولاياتالمتحدة. ونقلت الصحيفة فى تقرير على موقعها الإلكترونى الأحد الماضى، عن مركز «بيو» لاستطلاعات الرأى العام، أن آراء الأمريكيين فى الإسلام «أقل إيجابية» مما كانت عليه قبل خمسة أعوام. وأوضحت أن 42% من المستطلعة آراؤهم يرون أن الإسلام «لا يشجع على العنف بأكثر من باقى الأديان»، فيما رأى 35% أن الإسلام «أكثر عنفا من باقى المعتقدات». وأرجعت هذه النتائج إلى عاملين، أولهما «التهديدات الإرهابية الأخيرة ومحاولات الهجوم، مثل حادثة قاعدة فورت هود فى تكساس، ومحاولتى التفجير فى طائرة يوم الكريسماس، وميدان تايمز، أما العامل الأخير فهو «الجدل» المحتدم على المستوى القومى حول بناء المساجد. وذكرت كريستيان ساينس مونيتور أن أعداد المساجد فى الولاياتالمتحدة زادت بنسبة 57% خلال السنوات العشر الماضية، من 1209 مساجد إلى 1897، فى الوقت الذى أعلنت فيه وزارة العدل عن وجود 11 حالة تمييز «محتملة» ضد المسلمين، فتح التحقيق فى ثمانى منها حتى الأسبوع الماضى. من ناحيتها ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن «عددا قياسيا من العمال المسلمين قدموا شكاوى تمييز ضدهم، حيث دأب الكثيرون على وصفهم بالإرهابى أو «أسامة» (إشارة إلى أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة)، أو منع أصحاب العمل لهم من ارتداء غطاء الرأس أو أخذ راحة من أجل الصلاة». ومضت الصحيفة قائلة إنه على الرغم من أن المسلمين لا يشكلون سوى أقل من 2% من عدد السكان فى البلاد، إلا أنهم قدموا 3386 شكوى تمييز دينى خلال العام الماضى فقط.