تباينت ردود أفعال رجال الدين الإسلامى على بيان الأزهر الصادر أمس الأول، والذى تناول الرد على تصريحات الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس، وما تضمنته محاضرته فى مؤتمر تثبيت العقيدة من «إساءة للدين الإسلامى ففى حين رأى الكثير من علماء المسلمين أن بيان الأزهر «جاء شافيا كافيا»، ذهب البعض إلى أن القضية «كانت تستوجب وقفة أكثر إيجابية»، معربين عن رغبتهم فى «تحركات كنسية أكثر فاعلية»، إلى حد مطالبة المفكر الكبير المستشار طارق البشرى للكنيسة بأن «تتبرأ من مواقف بيشوى». وأعرب المفكر الكبير أحمد كمال أبوالمجد عن رضاه الكبير عن البيان، وقال ل«الشروق» إنه يفرق بين حق الإخوة المسيحيين فى المساواة الكاملة بغض النظر عن عددهم، وبين الهوية العربية الإسلامية لمصر، التى هى خط أحمر شديد الإحمرار، ومن يقترب منه تصعقه الكهرباء وقال البشرى ل«الشروق»: الأزهر أصدر بيانا جيدا وقويا فى مجمله، وأنا أوافق على ما بدا فيه من غضب وصراحة». ولام المفكر الكبير على الصحف المصرية «التى تعاملت مع البيان وكأنه خبر بسيط، ولم تنشر نص البيان الصادر من أعلى جهة فقهية إسلامية»، ودعا البشرى الكنيسة بأن «تقلل صلاحيات بيشوى، لأن تصريحاته تضع الكنيسة فى وضع حرج. وطالب الدكتور عبدالفتاح الشيخ، رئيس جامعة الأزهر الأسبق ورئيس اللجنة الفقهية بالمجمع، بتقديم الأنبا بيشوى لمحاكمة عاجلة «لإثارته الفتن وازدرائه العقيدة الإسلامية»، كما طالب بحضور البابا شنودة إلى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وعقد مؤتمر صحفى «يعلن فيه عدم موافقته على تصريحات بيشوى وعلمت «الشروق» أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب تلقى اتصالا هاتفيا من سكرتير البابا شنودة قبيل الاجتماع «يطلب منه تأجيل عقده حتى يتدخل البابا لإنهاء الأزمة إلا أن الطيب رفض، لأن دعوات حضور الاجتماع تم توزيعها على جميع أعضاء المجمع»، بحسب مصادر مؤكدة، طلبت عدم الكشف عن هويتها وقال عدد من أعضاء مجمع البحوث إن «روحا طيبة سادت المناقشات وأدت إلى إصدار هذا البيان الذى رأوه «عاقلا وجيدا». وحول تصريحاته فى قناة الجزيرة، مساء أمس الأول، التى أشار فيها إلى كتب ومقالات للبابا شنودة «تؤكد أن ما قال بيشوى من أن المسلمين ضيوف فى مصر ليس جديدا»، قال الدكتور محمد عمارة: «هذه التصريحات جاءت لتوعية الأمة وكشف الحقائق وخلفية الوقائع»، مؤكدا أن حديثه «كان بعيدا عن منصبى كعضو فى مجمع البحوث»، وإنما باعتباره مفكرا له رؤيته التى ينطلق منها وفق معلومات لديه. وكان عمارة عرض ما لديه من كتب ومقالات للبابا شنودة فى جلسة المجمع، وتم التوافق على إصدار هذا البيان الذى رآه العلماء فى مجمله قويا، على حد وصفه