استعرض برنامج (ما وراء الخبر) على قناة الجزيرة اعتذار قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عن تصريحات الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، ومطران دمياط وكفرالشيخ، تجاه ما نسب إليه من إساءة للقرآن ومشاعر المسلمين، وقد استضاف البرنامج المفكر الإسلامي فهمي هويدي، ونجيب جبرائيل المستشار القانوني ومحامي البابا شنودة. بدأ جبرائيل قائلا إن البابا يتمتع بحب المصريين، وارتبط لدى المصريين بحب الإسلام والمسلمين وتقديره للأزهر، والمؤسسات الإسلامية، وحول ما إذا كانت هناك حملة من الكنيسة الأرثوذكسية من أجل تصحيح صورة الأنبا بيشوى، أجاب أن الكنيسة ليست في حاجة لتجميل صورتها وليست بحاجة لحملة من الأساس، وكل ما حدث يجب اعتباره أنه مجرد سحابة عابرة، ويجب على عامة الشعب مراجعة نفسه جيدا قبل إثارة الفتن. وأضاف أن الإبقاء على الأنبا بيشوى شأن كنسي ويختص به البابا، مع مراعاة أن الأنبا بيشوي هو الرجل الثاني في الكنيسة. وفي سؤال للكاتب فهمي هويدي حول ما إذا كان تعليق البابا واعتذاره ينهي الأزمة؟، أجاب أنه من الناحية السياسية والأدبية نعم.. مشيداً بمواقف البابا الحكيمة العاقلة بحسب وصفه و"لكن مثل ذلك الكلام الصادر عن الأنبا بيشوي باعتباره أنه الرجل الثاني للكنيسة، كان يجب ألا يصدر منه خاصة أنه قد يُفهم أنه يمثل الكنيسة". وحول ما إذا اعتبر أن الأزمة انتهت، قال جبرائيل إن هناك حوادث مشابهة أخرى قد حدثت من قبل المجمع الإسلامي وأساتذة كبار مثل الدكتور محمد عمارة وزغلول النجار، يتهمون الإنجيل بالتحريف، وقد اعتذر وزير الأوقاف حينها - حمدي زقزوق- وقام بسحب الكتب، وأعتقد أن البابا شنودة قد أوضح أن الكلام الصادر عن الأنبا بيشوي لا يعبر عن فكر الكنيسة، وهو ما لا يقصده، فقد استشهد باستنكار الأنبا حرق المصحف الشريف بأمريكا. بينما قال هويدي إن الأزهر هو ما يمثل المؤسسة الإسلامية في مصر وليس أفراد المؤسسات الدينية، وحول حالة الغليان الطائفي التي تعيشها مصر وكيفية العبور منها وحلها، قال هويدي "إن غياب المشروع المشترك والقيادات المتفتحة التي يهمها الوطن في المقام الأول، بجانب صعود بعض المتعصبين إلى مراكز القوى في الطرفين هو ما أدى إلى الذهاب بعيدا عن المشاركة والتفاهم". وأيد جبرائيل كلام هويدي، مضيفا أن صعوبة الحوار والمشروع المشترك ترجع إلى القوانين التي تقيد الأقباط والحقوق المنقوصة لديهم، وأجاب هويدي "أن هناك أيضا حقوقا منقوصة للمسلمين أيضا.. أي أن هناك مشكلة في البلاد.. وليس هناك ما يستدعي الربط بين الحقوق المنقوصة والمواطنة وتجييش المشاعر الطائفية في مصر". واتفق معه هويدي قائلا إن المشكلة في الأصل مشكلة سياسية وليست طائفية، ويجب علي المصريين تقدير موقف البابا شنودة الأدبي واعتذاره في التليفزيون عما بدر.