أصدرت الناشطة النسائية الألمانية المعروفة أليس شفارتسر كتابا جديدا تطالب فيه بمنع الطالبات من ارتداء الحجاب في المدارس الألمانية وسط توقعات بأن يثير الكتاب جدلا في المجتمع الألماني. وتعتبر الصحفية والكاتبة أليس شفارتسر (Alice Schwarzer) من أشهر الناشطين في مجال حقوق المرأة منذ ستينيات القرن الماضي. وفي كتابها الجديد الذي يحمل عنوان "التحجيب الأعظم" تدعي شفارتسر بأن الحجاب ليس مجرد قطعة من قماش أو فقط عبارة عن آخر صيحة في عالم الأزياء تتحلى به الفتيات المسلمات. بل هو حسب رأيها "شعار للتطرف الإسلامي وراية الحرب التي يرفعها منذ ثمانينيات القرن الماضي على طريق التوسع والانتشار في قلب أوروبا"! وفي حين أن قوانين بعض الولايات الألمانية تمنع المعلمات في المدارس الحكومية من ارتداء الحجاب أثناء تواجدهن في المدرسة، تدعو الصحفية شفارتسر الآن إلى منع الحجاب لدى الطالبات أيضا، وتقول في هذا الإطار: "منع الحجاب للطالبات سوف يتيح للفتيات من العائلات الأصولية أن تتحرك بحرية وبمساواة، ولو على الأقل في نطاق المدرسة". هل يحث المنع على التمسك أكثر بالحجاب؟ ومن المتوقع أن تثير دعوة شفارتسر إلى منع الحجاب رفض القراء الذين يرون في مثل هذه الدعوة انتهاكا للحقوق الشخصية وحرية الأديان، وهي حريات من المفروض أن تكون بديهية في دولة ديمقراطية مثل ألمانيا. ويتساءل هؤلاء عما إذا كان هذا المنع له أي تأثير أصلاً، وإذا ما كان هو بالأحرى سيحفز المسلمات اللاتي يرتدين الحجاب من باب التفاخر بالهوية الإسلامية على التمسك بالحجاب تبعا لمقولة: "كل ممنوع مرغوب؟". توضح شفارتسر، والمؤلفات الأخريات اللواتي اشتركن معها في تأليف الكتاب، نقاط الصراع بين حق المرء الشخصي في أن يكون مختلفا وحق المساواة، وتكتب شفارتسر في هذا السياق: "حق الفتاة بأن ترتدي الحجاب يجعلها تنزوي عن الآخرين في المجتمع ويقيد حرية جسمها. ويجر هذا الحق في التحجب أشياء أخرى وراءه، مثل: مطالبة الأهل بمعاملة خصوصية لبناتهم في المدارس، كإقصائهن عن دروس السباحة، أو كفصل الجنسين في دروس الرياضة، أو الرحلات المدرسية، أو حصص التثقيف الجنسي".