دعا السياسى البريطانى السلطات المصرية إلى التراجع عن قرار منعه من دخول البلاد ضمن قافلة إغاثة جديدة تتجه الآن صوب قطاع غزة المحاصر، معربا عن تمسكه بدخول غزة مع القافلة. وكان جالاوى قد صرح ل«الشروق» هذا الأسبوع بأنه يعول على «الطابع العروبى لمصر» من أجل السماح له وللقافلة بالعبور إلى غزة، ما ردت عليه الخارجية قبل يومين بأن جالاوى ممنوع من دخول مصر. وفى بيان أرسله للصحيفة من فرنسا، حيث يوجد الآن مع جزء من قافلة «شريان الحياة 5»، ناشد النائب السابق فى مجلس العموم «الحكومة المصرية إعادة النظر فى قرارها»، الذى يقضى بأنه مدرج على قوائم الممنوعين من دخول البلاد، ما يعنى عدم السماح له بدخول مصر مع القافلة التى انطلقت الجمعة الماضى من كل من بريطانيا والكويت والمغرب. وطلب جالاوى ممن سماهم «أصدقاءه» فى مصر «القيام بكل ما فى وسعهم لإقناع الحكومة بتغيير قرارها»، وذلك دون توضيح هوية هؤلاء «الأصدقاء» أو ما إذا كانت هناك جهود وساطة تجرى بالفعل بينه وبين القاهرة. وفى اتصال هاتفى أجرته معه «الشروق» من لندن، رفض جالاوى، مؤسس حركة «تحيا فلسطين» الراعية للقافلة، الإدلاء بأى تفاصيل أخرى بخلاف ما ورد فى البيان، معتبرا ما جاء فيه كافيا، فيما بدا وأنه محاولة لعدم إفشال أى مساع تبذل للسماح له بدخول مصر. وحرص على أن يؤكد فى بيانه «أننا (منظمى رحلة القافلة) أظهرنا نيتنا للتعاون مع السلطات المصرية عبر تعديل مسار (القافلة) لتتجه إلى ميناء اللاذقية السورى، حيث سيتم استكمال كل الإجراءات المطلوبة من قبل مصر»، تمهيدا لإدخال المساعدات إلى غزة. لكن البيان تضمن كذلك تشديد جالاوى على اعتزامه «مواصلة قيادة القافلة التى تحمل مساعدات تشتد الحاجة إليها، ومحاولة كسر الحصار المفروض على غزة»، وهو ما يتناقض مع تصريحات أدلى بها ل«الشروق» على هامش انطلاق القافلة قبل أيام، قال فيها إنه على استعداد للعودة أدراجه «إذا ما طلبت السلطات المصرية» منه عدم دخول البلاد. كان جالاوى قد أعرب فى تلك التصريحات عن أمله فى أن تكون «المذبحة التى ارتكبتها إسرائيل فى عرض البحر ضد قافلة أسطول الحرية (نهاية مايو الماضى) قد غيرت كل شىء»، وذلك فى إشارة إلى الخلافات الحادة التى نشبت بينه وبين السلطات المصرية فى يناير الماضى على هامش مشاركته فى قافلة «شريان الحياة 3»، التى بلغت حد ترحيله إلى لندن، واعتباره «شخصا غير مرغوب فيه». وفى بيانه الأخير جدد جالاوى، الذى طالما انتقد ما يعتبره «تواطؤا مصريا فى حصار غزة»، تأكيده على أنه لم يتم تسليمه «أى إخطار رسمى» يفيد بأنه خرج «مُرحلا» من مصر، أو أنه يُعتبر «شخصا غير مرغوب فيه»، مُكررا ما قاله ل«الشروق» من أن «معركتى مع إسرائيل.. ولا أرغب فى نشوب صراع مع الحكومة المصرية». وبحسب ما يقول منظمو رحلة «شريان الحياة 5»، التى يشارك فيها نشطاء من أكثر من 25 دولة، من المقرر أن تجتمع الشاحنات المؤلفة للقافلة فى اللاذقية على أن تبحر من هناك صوب ميناء العريش تمهيدا لدخول غزة. وقد وُصفت القافلة، التى توقع جالاوى فى تصريحات سابقة وصولها للاذقية فى الخامس من الشهر المقبل، بأنها «أكبر قافلة إغاثية تحاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أعوام».