أكد أبوبكر الجندى، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفاع مستوى معيشة المصريين اعتمادا على انخفاض نسبة إنفاق الأسر على الطعام والشراب إلى 44.2% من إجمالى إنفاقها فى عام 2008/2009، بتراجع قدره 0.7% عن عام 2004/2005. «هذا الانخفاض ليس كبيرا وإنما يعد مجرد بداية»، كما جاء على لسان الجندى، خلال مؤتمر صحفى عقده أمس، للإعلان عن المنهجية الجديدة التى اتبعها الجهاز لقياس أسعار مؤشر المستهلكين ابتداء من أغسطس الماضى، والذى جعل سنة الأساس فى قياسه هى 2010. ويعد القياس الجديد ضرورة ملحة، بحسب قول الجندى، مع تغير أنماط المستهلكين وتطورها، بالإضافة إلى ظهور وانتشار عدد من السلع والأدوات المنزلية التى لم تعتدها السوق المصرية من قبل. «ظهور الفاكهة المستوردة مثل المندرين (اليوسفى الأصفر)، والأجهزة الجديدة مثل الكولر (وهو جهاز بين التكييف والمروحة انتشر مؤخرا فى السوق)، وتزايد الإقبال على استهلاك الأرز البسمتى، بعد إن كان مقصورا على شريحة محدودة من المجتمع، اضطررنا إلى إدخال عدد جديد من السلع إلى قائمة سلع السلة، يقول الجندى مشيرا إلى أن ظهور بعض السلع الجديدة والأدوات المنزلية المتطورة، أدى إلى زيادة عدد سلع السلة التى يتم الاعتماد عليها فى القياس إلى 964 سلعة بدلا من 825 سلعة فى القياس القديم. وقد سجلت أسعار الخضراوات فى شهر أغسطس زيادة سنوية تقدر ب45.8%، واللحوم والدواجن 32.9%، والحبوب والخبز 17.2%، بينما سجلت الفاكهة زيادة 8.9%، وأتى فى ذيل القائمة الأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 0.5%، دافعا بذلك معدل التضخم الشهرى فى الجمهورية لتسجيل أعلى زيادة له منذ أول العام بنسبة 3%، بالإضافة إلى زيادة معدل التضخم السنوى بنسبة 11.5% فى إجمالى الجمهورية، وفقا لما أعلنه، أبوبكر الجندى، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، وقال الجندى إن هذه الزيادة كانت وراء ارتفاع معدل التضخم الشهرى لشهر أغسطس بنسبة 3%، وإلى زيادة معدل التضخم السنوى إلى 10.9% برغم توقعات انخفاضه نتيجة ارتفاع الرقم الشهرى الذى يتم المقارنة عليه فى العام الأسبق والذى بلغ 9.7% فى يوليو 2009. «لقد تزامن دخول المدارس، وشهر رمضان وقبلها علاوة الموظفين هذا العام، وعامة هذه هى المناسبات الثلاث المعتاد أن تشهد فى كل منها الأسعار تزايدا واضحا، فما بالك إذا اجتمعت مع بعض»، بحسب الجندى. ووفقا للقياس الجديد، والذى اعتمد على بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك 2008 و2009، انخفضت أوزان كل من الطعام والشراب من 44.9% من إجمالى إنفاق الأسرة فى 2004/2005 إلى 44.2% فى 2008/2009، وكذلك شهد قسم الملابس والأقمشة انخفاضا ملموسا، فقد تراجع من 8.2% إلى 5.8%، ف«المنتجات الصينية من ملابس جاهزة وأحذية، ذات الأسعار المنخفضة، حيث أصبحنا نسمع عن حذاء رياضى بعشرة جنيهات، بعد أن كان البعض يشتريه ب600 جنيه، وتى شيرت قطن ب15 جنيها، كل هذه الأسعار المنخفضة ساعدت فى انخفاض نسبة إنفاق المصريين على هذا البند»، تبعا للجندى. كما أن ارتفاع أسعار الرحلات السياحية وبصفة خاصة الحج والعمرة أدت إلى انسحاب شريحة كبيرة من المجتمع من الإنفاق عليها، مما كان له دور رئيسى، وفقا للجندى، فى تراجع وزن قسم الثقافة والترفيه من 2.6% إلى 2.1% خلال نفس الفترة. أما عن الأوزان التى ارتفعت فى القياس الجديد، فقد جاء قسم الخدمات والرعاية الصحية فى المقدمة حيث وصل إلى 6.5% من إجمالى إنفاق الأسرة بدلا من 4.1% فى الفترة ما بين 2004/2005 إلى 2008/2009، و«هذا كله يعكس زيادة الوعى الصحى لدى الأفراد، بالإضافة إلى عدم قدرتهم عن الاستغناء عن هذه الخدمات حتى فى حالة ارتفاعها، فمثلا بينما سجلت الأدوية زيادة، ولكنه لا يستطيع المواطن أن يستغنى عنها»، تبعا للجندى. ثم يأتى قسم المسكن ومستلزماته، والذى بلغ 17.8% بدلا من 16.1%، والتعليم الذى وصل إلى 3.4% بدلا من 3.2% خلال نفس الفترة، والمطاعم والفنادق إلى 4.1% بدلا من 3.4%، «وزيادة إقبال شريحة كبيرة من المجتمع على استهلاك الوجبات الجاهزة كان وراء زيادة وزن بند المطاعم والفنادق»، بحسب الجندى. وكان الجهاز المركزى للتعبة والإحصاء قد اعتمد فى سبتمبر 2007 تغييرا مماثلا حيث جعل سنة الأساس يناير 2007، اعتمادا على نتائج بحث الدخل والإنفاق لعام 2004/2005.