عكست بعض رسائل التهنئة بعيد الفطر المبارك الحديث عن مستقبل الحكم فى مصر مع اقتراب الانتخابات الرئاسية فى 2011 وإعلان عدد من السياسيين رغبتهم فى الترشح، بالإضافة إلى حملات دعم مرشحين بعينهم مثل الائتلاف الشعبى لدعم جمال مبارك. ومن بين الرسائل التى انتشرت بين مستخدمى الهاتف المحمول «الشوارع زحمة والمطاعم زحمة والمواصلات زحمة، على العموم عيد فطر مبارك وجمال وبرادعى وسليمان والله أعلم إيه تانى بما إن كل حاجة بقت زحمة»، اللافت أن الرسالة لم تتحدث عن حمدين صباحى مؤسس حزب الكرامة رغم وجود حملة تدعو لدعم ترشيحه للرئاسة. البرادعى كان البطل الأول للعديد من رسائل التهنئة للعيد، كان منها «كل عيد وإنت سعيد.. مصر صحيت من جديد.. البرادعى مش وحيد.. التغيير بقى مش بعيد.. التغيير قادم أكيد». و«عيدكم حرية وتحرير.. عيدكم نصر وتغيير.. والعيد الجاى يا رب يكون على مصر مع البرادعى غير». الدكتور على ليلة، أستاذ علم الاجتماع السياسى، يحلل ظاهرة الحديث فى السياسة فى رسائل التهنئة بالأعياد، التى تعكس أيضا تراجع فرحة المصريين واستمتاعهم بالعيد، وقال: «أنا شخصيا مرعوب لأننا لا نعرف ماذا سوف يحدث غدا». وأضاف «التهنئة أصبحت مجرد طقوس وغير معبرة عن السعادة الحقيقية باستقبال عيد الفطر لأن الحزن العام أقوى من السعادة المؤقتة التى تتضاءل». واعتبر أستاذ علم الاجتماع أن هذه الظاهرة انعكاس لحرية الإنسان فى تعامله مع «الفضاء الالكترونى» فى إشارة منه إلى المواقع التفاعلية ورسائل المحمول. وأشار ليلة إلى أن الحديث عن مستقبل الحكم فى مصر خاصة سيناريو التوريث وخلافة الرئاسة من أكثر المشاكل التى تشغل بال المصريين، وأضاف أن النظام السياسى يزيد الأمر غموضا لأن موقفه غير معروف.