فسر محمد البرادعى المعارض والناشط السياسى معطيات تصعيد لهجة خطابه ضد النظام فى الفترة الأخيرة وتلويحه بالعصيان المدنى قائلا إن ذلك مدفوع بعوامل هى «عدم استجابة النظام المصرى لمطالب التغيير الإصلاحية، والاستجابة الشعبية الجارفة لعملية التغيير، والآن أصبح ظهرى مسنودا من الشعب»، بينما يقترب عدد التوقيعات على بيان التغيير «معا سنغير» من رقم مليون توقيع. جاء هذا خلال لقاء البرادعى أمس الأول مع مجموعة من الأدباء والفنانين، ومن بينهم الشاعر سيد حجاب، ومحمد عبلة، وشريف حتاتة، والمخرج مجدى أحمد على ويسرى نصرالله، إضافة لعدد من القيادات السياسية واليسارية، وفى مقدمتهم القيادى اليسارى عبدالغفار شكر، وجورج إسحق المنسق الجماهيرى للجمعية الوطنية للتغيير، وعصام سلطان المحامى والقيادى بحزب الوسط تحت التأسيس، وأبوالعلا ماضى. وقال البرادعى: لم أجد من النظام فى الفترة الأخيرة أى استجابة أو مناقشة لمطلب واحد من مطالب التغيير، بل وجدت هجوما شديدا وتجريحا لشخصى، معربا عما وصفه ب«الفخر بأننى أكثر مصرى يكرم فى الخارج، وأكثر مصرى يهان داخلها» وأرجع ذلك إلى أن «النظام يفتقد للمصداقية والأخلاق، وبالتالى لم أتصور منه غير ذلك». «أعلم أن النظام شرس ويفتقد للمصداقية والأخلاق، فى الخارج هناك قلق كبير على أمنى، لكن كل شخص لابد أن يضحى، أما حمايتى ومستقبل البلد فإنها مرهونة بالشباب» على حد قول البرادعى. وردا على تساؤلات عديدة تتعلق بالعصيان المدنى الذى لوح به البرادعى مؤخرا فى أكثر من موضع، أوضح «أعلم أن الشعب غير مهيأ للعصيان لكننا حاليا فى مرحلة تعبئة شعبية وطمأنة للشعب، وتوعيته بأن له صلاحيات وسلطات». وقبل الوصول لمرحلة العصيان المدنى، نوه البرادعى إلى أن «أقوى وأسرع طريقة لتغيير النظام هى مقاطعة الانتخابات بالكامل ترشحا وانتخابا» باعتبارها الخطوة الأولى نحو العصيان المدنى. وغلب التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين على حديث عدد من الحضور خاصة من التيارات اليسارية. وقال المخرج مجدى أحمد على: «ما ينفعش البرادعى يجلس تحت لافتة «السيف والمصحف»، (شعار الإخوان). غير أن البرادعى عقب بحسم قائلا: «الكلام العملى والواقعى حاليا أن أمد يدى للجميع للماركسى وللإخوان المسلمين وأى شخص يشارك فى صنع مصر اهلا به»، متسائلا: «كيف يمكننى أن استأصل فى مرحلة أطلب فيها الوفاق الوطنى 20% من الناس. وسبق لقاء البرادعى بالأدباء والفنانين اجتماعه بنحو 100 شخص من المتطوعين فى حملة طرق الأبواب، الذين أعلنوا عن نقل مشروع التغيير للشارع وداخل المنازل، ووصول عدد توقيعات «طرق الأبواب» لرقم 50 ألف توقيع. وقال البرادعى، خلال لقائه بأعضاء الحملة «طرق الأبواب لجمع المليون توقيع على بيان التغيير» ونشطاء حركة شباب 6 أبريل بمنزل هانى عنان أحد مؤسسى حركة كفاية مساء أمس الأول الذى استمر أكثر من ساعة: «ينتظر (العالم) ما ستسفر عنه قاطرة التغيير فى مصر، وعلينا ألا نتعجل تحقيق التغيير لأنه لن يحدث خلال شهر واحد». وطالب البرادعى نشطاء الحملة، وجميع النشطاء المعنيين بجمع التوقيعات بتوحيد وتكثيف جهودهم لتتجاوز المليون توقيع خلال الفترة المقبلة.