حذر الدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء من عدم وضع نظام لمكافحة التدخين فى مصر على مستوى القيادة السياسية فى أولوياتها على الرغم من إنفاق المليارات سنويا لعلاج الآثار المدمرة للتدخين، مشيرا إلى المنظمات الدولية تنصح الدول أن تضع مكافحة التدخين من أولوياتها. وقال السيد فى تصريح خاص ل«الشروق» بعد انتخابه رئيسا للمكتب الإقليمى لمكافحة التبغ فى الاتحاد الدولى لمكافحة أمراض الرئة والدرن «قوانيننا كافية ومحترمة وتشيد بها المنظمات الدولية ولكن ينقصنا الالتزام السياسى، فالحكومة لم تقم بالدعم لتفعيل هذه القوانين مثل منع التدخين فى الأماكن العامة والمستشفيات ومراكز الشباب والنوادى والمصالح الحكومية والمطاعم والفنادق والأماكن السياحية، مع أنه توجد قوانين تمنع ذلك، وإذا دخلت أيا من هذه الأماكن ستجد من يدخن فيها بشكل علنى وملحوظ حتى المستشفيات». ولفت السيد إلى واقعة لاحظها فى مجلس الشعب وهو المكان الذى يصدر عنه القوانين، حيث رأى النواب يدخنون فى القاعة الرئيسية دون أى التزام بهذه القوانين التى وضعوها، وروى أنه فى اجتماع مع وزير الصحة أمس الأول قام أحد النواب بالتدخين فى القاعة دون استحياء، وهذا التراخى يحدث لأن «الحكومة لم تظهر العين الحمرا للناس».. ولو فعلت ما قامت به فى قانون المرور الجديد سيحترم كل شخص نفسه ومن حوله. واتهم شركات إنتاج الأفلام والمسلسلات التى استجابت لابتزازات شركات التدخين فشركات السجائر تدفع لهذه الأفلام، التى اخترقتها على حد تعبيره «بقلة أدب».. قائلا: «الممثل لا يترك السيجارة طول الفيلم ولا البنت تستحى من شرب السجائر فى الفيلم، لا يمكن أن تكون هذه الدراما تعبر عنا»، وتساءل عن دور الرقابة على هذه الأفلام، ودعا إلى كتابة تحذير بأن ما يفعله الممثل خطأ إذا كانت هذه الأفلام تقصد خيرا. وأشار إلى أن بلايين دولارات تكسبها شركات السجائر من دماء وصحة الغلابة فى دول العالم الثالث، موضحا أن 6 شركات من شركات التدخين دخلها أعلى من دخل 12 دولة من دول المنطقة.