ستسلط الأضواء على شرطة بترول العراق حين تخفض الولاياتالمتحدة قواتها في العراق إلى 50 ألفا بحلول نهاية الشهر وتتحول من دور قتالي إلى دور استشاري، حيث أعلنت حالة التأهب في القوة بالفعل بعد تلقي معلومات في بداية الأسبوع تشير إلى أن القاعدة تخطط لشن هجمات على خطوط الأنابيب ومنشآت البترول. ويملك العراق ثالث أكبر احتياطيات بترولية في العالم ويأمل في زيادة إنتاجه ليتمكن من جمع المال اللازم لإعادة البناء بعد عقود من الحرب والعقوبات والتدهور الاقتصادي. ووقعت بغداد اتفاقات قيمتها مليارات الدولارات مع شركات البترول لزيادة قدرة العراق على الإنتاج إلى 12 مليون برميل يوميا خلال 7 سنوات لينافس السعودية أكبر مصدر للبترول في العالم، لكن كل شيء يعتمد على قدرة العراق - عضو منظمة أوبك - على تأمين حقوله البترولية ومصافي التكرير والبنية التحتية من المتمردين الذين انتشروا في كل أنحاء البلاد منذ الغزو الأمريكي عام 2003 . وخضعت شرطة بترول العراق لسنوات من التدريب واشترت كميات كبيرة من المعدات منذ أن تسلم المسئولون العراقيون مسؤولية تأمين المنشآت البترولية عام 2005 لكن إبراهيم يعدد قائمة طويلة من احتياجات قوته أولها الرجال. وقال اللواء حامد إبراهيم رئيس شرطة بترول العراق في مكتبه بمقر قيادة الشرطة إلى جوار وزارة البترول في بغداد بينما كان يرد على اتصالات هاتفية لا تتوقف على هاتفه المحمول أو الخط الأرضي في مكتبه "من المفترض أن نكون 41 ألف شرطي لكن ينقصنا 10 آلاف رجل". وحتى تسد هذه الثغرة تشغل شرطة بترول العراق حراسا مدنيين يتلقون تدريبا لا يزيد على أسبوعين أو تلجأ إلى رجال العشائر المحليين على أمل أن يحول توظيفهم دون هجومهم على خطوط الأنابيب. كما يقدم الجيش والشرطة النظامية المساعدة أيضا. وتساعد 4 أفواج من الشرطة في حماية خط أنابيب رئيسي يمتد من حقول البترول حول كركوك إلى ميناء جيهان التركي لكن هذا ليس كافيا، فهذا الخط الذي ينقل ربع صادرات البترول الخام العراقي إلى ناقلات البترول في ميناء جيهان التركي تعرض لهجمات تخريب متكررة على مدار العام الأخير كما يعاني من مشكلات صيانة متواترة. وخلال الشهرين الماضيين تعرض الخط مرتين لتفجيرات نفذها متمردو حزب العمال الكردستاني التركي المحظور. وتحتاج شرطة بترول العراق أيضا إلى طائرات استكشافية لمراقبة المواقع المهمة ومسار خط الأنابيب وبالرغم من تسلمها نحو 600 سيارة من القوات الأمريكية إلا أنها لا تزال تعاني من نقص في عربات الصهاريج وعربات الجيب وعربات الإسعاف. كما هناك حاجة إلى العربات التي تستخدم في شق الطرق للربط بين المنشآت البترولية التي عادة ما تكون بعيدة. وقال إبراهيم: "حين كان الأمريكيون هم الذين يتولون المسئولية كنا نقوم بطلعة جوية استكشافية مرة في الأسبوع. لكن الآن ولأنه تنقصنا الطائرات هناك تراجع كبير". وتحتاج شرطة بترول العراق أيضا إلى 100 عربة صهريج لنقل المياه إلى المواقع البعيدة حتى تتمكن من نشر قوة دائمة من الأفراد في المواقع الهامة. ويقول إبراهيم إن هناك نقصا بنسبة 80 % في تلك العربات. ولا توجد إحصاءات تذكر عن الهجمات على أنابيب البترول وعلى المنشآت البترولية الأخرى في العراق لكن إبراهيم يقول إن هناك تراجعا في الهجمات بنسبة 80 % مقارنة بذروة العنف الطائفي عامي 2006 و2007 . لكنه يقول إن إصلاح الأضرار ما زال يتكلف نصف مليار دولار في العام وصرح بأن العراق يجري محادثات مع شركات ألمانية وصينية لشراء كاميرات مراقبة ومعدات أخرى عالية التقنية. ونقل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تحذيرات إلى مسئولي الأمن خلال اجتماع عقد يوم الأحد وأمر بتشديد الأمن حول البنية التحتية البترولية.