«لأنهم يرونه فى إسرائيل بطلا قوميا وهب حياته لتحقيق حلم الوطن، ظلت عيونهم مسلطة على هذا العمل الدرامى الذى كان مقررا أن يظهر من خلاله على الشاشة الصغيرة خلال شهر رمضان، وبذلوا ضغوطا فى الكواليس من أجل حذف مشاهده من المسلسل، بل تدمير العمل بالكامل». بهذه الكلمات صور الفنان شريف صبحى عملية استبعاد مشاهد «موشى ديان» وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق، والذى كان سيجسد شخصيته فى مسلسل الجاسوسية «عابد كرمان»، ويؤكد أن هناك قوى صهيونية تقف خلف الحرب الدائرة ضد المسلسل، وانه فصل جديد من فصول الحرب التى تشنها تلك القوى ضد أى محاولة للاقتراب مما يرونه فى إسرائيل أشياء مقدسة، مشيرا إلى أن تلك الحرب التى تم شنها من قبل على مسلسل فارس بلا جواد الذى قدمه شقيقه الفنان محمد صبحى، وتناول فيه بروتوكولات حكماء صهيون. وقال إن المسلسل تعرض منذ بداية الإعلان عنه للعديد من محاولات تعطيله بفعل قوى خفية، مشيرا إلى أن الاسم الأساسى الذى تم اختياره للمسلسل هو «كنت صديقا لديان»، ولكن طالبت بعض الجهات السيادية بتغير الاسم واستبعاد اسم ديان من عنوان الموضوع، وبعدها تلقى فريق العمل مطالبه بتعديل النص وحذف دور «ديان» بالكامل، وذلك رغم أن الفكرة الأساسية للعمل الدرامى كانت تقوم على قدرة بطل المسلسل عابد كرمان فى الوصول إلى إقامة علاقة صداقة بوزير الدفاع الإسرائيلى، وهو الحدث الذى كانت تمهد له كل أحداث الحلقات السابقة فى المسلسل حيث تظهر شخصية ديان فى السبع حلقات الأخيرة فقط. ويقول شريف صبحى: «تلقيت خبر استبعاد دورى من المسلسل بينما كنت مع فريق العمل فى سوريا، حيث انهار المخرج نادر جلال بعد تلقيه الخبر، وتم نقله للمستشفى، وظل يعتذر لى طوال الوقت ويؤكد لى عميق حزنه على المسلسل الذى فقد جزءا مهما من أحداثه». وأضاف أنه كان قد بذل جهدا كبيرا فى استلهام مفردات هذه الشخصية الغامضة الصعبة، وفى سبيل ذلك قرأ الكثير عن شخصية ديان، وبحث على مواقع الإنترنت عن صوره ليستشف منها نظراته وتعبيرات وجهه. ونفى صبحى أن يكون المسلسل قد صور الوزير الإسرائيلى بشكل مهين أو سخر منه بشكل أو بآخر، وإنما قدمه كشخصية درامية تمثل جزءا مهما من أحداث المسلسل، مشيرا إلى أن النص الذى كتبه السيناريست بشير الديك والذى اعتمد على الدقة فى مراجعة كل الأحداث، والتفاصيل المتعلقة بهذه الشخصية. وأضاف أن الدراما المتعلقة بهذه الشخصية تسير على ثلاثة محاور، الأول باعتباره شخصية عسكرية تهتم بأدق التفاصيل، وهذا ما يتضح من المشهد الذى يراجع فيه خرائط وبيانات خط بارليف، والذى يطلب فيه من قادته العسكريين أن يعدوا له خطة لاقتحام هذا المانع العسكرى العظيم، لكى يعتمد عليها فى وضع معالجات وحلول للثغرات التى يتضمنها مخطط بناء سد بارليف. أما المحور الثانى فهو الذى يعالج حياته الخاصة وعلاقته بأسرته، ورغم أن ديان معروف عنه عشقه للنساء والخمر لم يركز المسلسل على مشاهد تناول الخمور، أو علاقاته النسائية، واكتفى بإشارات عابرة من ظهور الكأس إلى جواره فى بعض المشاهد، ونظرات الإعجاب التى تظهر أثناء لقاءاته ببعض السيدات الجميلات، بينما تعامل نص المسلسل مع آثار تلك الصفات فى شخصية ديان انعكاسها على علاقته بزوجته وأفراد أسرته، والتى يصورها أحد المشاهد فى حوار مع زوجته عن أبنائه الثلاثة يقول فيه: «أيهود لا يحبنى، والثانى يعيش حياته فى أمريكا، البنت مشغولة بكتبها ومؤلفاتها»، وهو ما يشير إلى أنه لم يشعر بالحياة الأسرية. أما المحور الثالث فهو الذى تعامل مع عشقه للآثار القديمة، وبحثه الدائم عن الآثار تدل على وجود العبرانيين فى فلسطين، ليثبت بها فكرته بأن فلسطين أرض يهودية، ويظهر فى مشاهد بين مقتنياته من التحف القديمة والآثار التى كان يحتفظ بها فى بيته. ويشير شريف صبحى إلى أن فريق العمل استجاب لكل التحفظات التى أبدتها الجهات الأمنية ومن بينها حذف مشاهد ديان كاملة، ورغم ذلك تم استبعاد المسلسل فى اللحظات الأخيرة من على خرائط العرض فى رمضان.