قدمت الشاعرة التونسية جنات البخاري ديوانها الأول "ديوان الشجرة"، وهي في السبعين من عمرها. وفي تقديمه للديوان، علق الروائي حسن بن عثمان على هذا الحدث، بأن مسيرة "خالته" جنات البخاري الحياتية تكشف عن معدن صلب لامرأة قوية الإرادة، شديدة الشكيمة، تنازل الصعاب والعقبات بروح كفاحية عالية وعزيمة فذة لا تلين، بما يليق بالشعر كممارسة لا تعرف المستحيل، وبما يليق بها كقدوة من القدوات المثلى. وأضاف أن الديوان جعله مشدوها أمام العديد من السوانح والفلتات والتألقات الشعرية، التي هي من صميم الشعر المتشكل في قصيدة النثر، التي من أخص خصائصها خروجها عن المألوف والاشتغال على المفارقة في اللغة وفي المعنى، وذلك حسب نماذجها الأساسية، كلما نسيت أنها قصيدة تفكير وتنظير وافتعال، وعادت إلى العفوية والذهول وطفولة الأشياء والعلاقات والكون، بما يسمح للشعر، مهما كانت صياغته وقوالبه، بأن يكون شعرا، وإلا صار الفن مجرد فن إدارة الفن، في حين أن الشعر هو دوما خروج عن الإدارة لتأكيد فنون الخروج.