سمعنا كثيرا عن قيام شباب متحمس لمهنة الصحافة، بإنشاء موقع إلكتروني إخباري، أو إصدار جريدة إلكترونية علي الإنترنت أو من خلال مواقع التواصل الاجتماع ولكن أن تكون هناك مجلة شهرية بصيغة PDF)) تصدر شهريا بجهود وعقول شابة، فهذا هو الجديد، حيث أصدر مجموعة من الشباب مجلة تسمي "فورورد"، يهدفون من خلالها لمحاربة ثقافة (التمرير) التي أصبحت سائدة هذه الأيام، أي تلقي الناس لمعلومة وتصديقها دون التفكير في مدي معقوليتها أو صدقها. تضم مجلة "فورورد" في هيئة تحررها، مجموعة من الشباب الموهوب، الذي يعشق الصحافة وتصدر برعاية الإتحاد العربي للصحفيين الشبان وصدر العدد التجريبي لها في شهر يوليو الماضي، كما أقيمت احتفالية ببدء صدورها يوم 7 أغسطس الجاري، حضرها نخبة من نجوم الإعلام والمجتمع، تشجيعا لتلك التجربة الشبابية الوليدة وصدر منذ يومين، العدد الأول لها وضم عدد كبير من المقالات والتحقيقات المثيرة. مجلة (فورورد) تطوير لموقع (فكرة) يقول مصطفي علي رئيس تحرير المجلة "بدأت فكرة إصدار المجلة منذ عام وبالتحديد في شهر أغسطس 2009، حيث قمت بعمل ورشة في فنون التحرير الصحفي بمركز طلعت حرب الثقافي وكانت الورشة تحمل اسم (مدرسة الجيل)، على اعتبار أن نفس الجيل يقوم بنقل خبراته من نفسه لنفسه". وأضاف علي "كان الهدف من الورشة، انتقاء مجموعة من الشباب المتحمس والنشط، لكي ينضم لفريق عمل موقع إخباري اسمه (فكرة) وكان عبارة عن تجربة مماثلة لمشروع مجلة (فورورد) ولكنه كان في هيئة موقع إلكتروني شبابي يومي وتوقف بسبب مشاكل الهاكرز وكثرة اختراقه". وأوضح رئيس تحرير فورورد "بعد توقف موقع (فكرة)، ظل شباب الورشة يفكرون في كيفية عمل منتج جديد يوصل للشباب وينتشر ويؤثر فيهم بدون مشاكل المواقع الإلكترونية وتعقيدات وتكاليف المطبوعات ووجدنا أن مجلة ال"PDF" من الممكن أن تصبح بديلا قويا وجيدا، لأنها محمية ونستطيع في نفس الوقت عمل إصدار شهري يضم محتوى متنوع يرضى معظم الأذواق والاهتمامات". محاربة ثقافة التمرير وأشار إلي أن "كل موضوع في الموقع الإلكتروني يعتبر وحدة مستقلة بذاتها، أما في (فورورد) تعتبر المواضيع كلها مترابطة، لأننا أردنا تقديم محتوى متنوع في وحدة واحدة، تعمل علي توسيع اهتمامات الشباب ولا تجعلهم يملون، كما أن التنوع يصنع نوع من إثارة الاهتمام". وأكد علي "أن أسم (فورورد) تم الموافقة عليه من قِبل جميع المشاركين في المجلة وجاء اختيار هذا الاسم، لأن ثقافة ال(فورورد) انتشرت بكثرة هذه الأيام، حيث أصبح الناس يمررون ما يتلقونه بدون التفكير فيه، فكيف يحدث ذلك لإنسان عاقل في حين أن جهاز الكمبيوتر لا يستطيع تمرير ما يتلقاه من أوامر، دون أن يعالجها ويفهمها أولا ونهدف من هذه المجلة إنعاش تلك الخاصية عند الناس مرة أخري، لأنهم لا يجب أن يصدقوا كل ما يمر عليهم دون أن يفكروا فيه". جمع الأموال لتنظيم الفعاليات! أما فيما يتعلق بالتمويل فيقول علي "نظرا لأن المجلة لا تعتمد علي الطبع ولا علي حجز موقع إلكتروني بأجر، فإن التكلفة الفعلية لها، لا تتطلب أموال كثيرة، لأنها تعتمد في المقام الأول علي تصميم الصفحات وتنفيذها في صيغة ال(PDF)، كما أن كل العاملين بها، هم شباب متطوع، يحتاجون للاجتماع مرة واحدة في الأسبوع فقط لمناقشة، كل ما يتعلق بالعمل وكانت المشكلة الحقيقية في مكان الاجتماع ولكن الإتحاد العربي للصحفيين الشبان حل تلك المشكلة بصفته راعي المشروع وذلك بأن خصص لنا يوما أسبوعيا في مقره لكي نجتمع فيه". وألمح رئيس تحرير فورورد: إلي أنهم عندما احتاجوا لموقع إلكتروني يربطهم بالقارئ وفرت لهم احدي الشركات مساحة من خوادمها الإلكترونية لكي ينشئوا عليه الموقع، في مقابل أن تصبح راعي للمجلة وهو ما حدث بالفعل، كما أنهم عندما يحتاجون لأموال لتنظيم فعاليات معينة، يقومون بالتجميع من بعضهم البعض ويفكرون مستقبلا في تصميم صفحات إعلانات داخل المجلة وتسويقها لبعض الشركات. الخروج من عباءة الواقع الإفتراضي وأستطرد قائلا "تميل معظم مواضيعنا لحث الشباب علي التفكير ورفض المسلمات وإعادة النظر فيها، أما بخصوص التابوهات الثلاثة (الدين، السياسة، الجنس)، فلا يوجد لدينا أي محاذير بشأنها ولكننا لا نأخذها من منطلق الإثارة ولكن من منطلق المناقشة والعرض الموضوعي". وأكد علي "أنهم يخططون للخروج من عباءة الواقع الافتراضي وذلك عن طريق، عمل صالون شبابي اسمه (زائد واحد) هدفه الأساسي، تنظيم حلقات نقاشية بين الشباب حول الأوضاع السيئة والأفكار السلبية في البلد والخروج بنتائج ايجابية تجعل الشباب قادر على الحلم ولديه الرغبة في العمل لتحقيق حلمه، كما أننا نفكر في عمل جلسات بين جمهور المجلة ومحرريها، يتبادلون فيها المعرفة". تحقيق الإنتشار وأشار إلي أنهم يهدفون الآن لتحقيق أكبر قدر ممكن من الانتشار ويعتمدون بنسبة كبيرة علي صفحتهم علي الفيس بوك، في التواصل مع الجمهور -الذي أعجبته الفكرة بشدة وتحمس لها. وختم مصطفي علي حديثه قائلا: نقوم الآن بعمل فكرة جديدة تتلخص في وضع مواضيع المجلة ونشرها علي الفيس بوك وعلي موقعنا الخاص، موضوع وراء الآخر كنصوص ويسبقها صورة لصفحة الموضوع داخل المجلة، لكي يستطيع الناس غير المهتمة بقراءة كل المجلة، قراءة المواضيع التي تهمها فقط وتعمل لها مشاركة علي حساباتهم علي الفيس بوك ويضعون تعليقاتهم.