كانت المعركة السياسية والإعلامية لخلافة الرئيس مبارك والأزمة بين المحامين والقضاة، وتزايد أكوام القمامة في القاهرة وعلاقات مصر وتركيا والتحديات الاستراتيجية التي تواجهنا، في مقدمة القضايا التي تناولتها صحف عربية صادرة، اليوم السبت، فيما يخص الشأن المصري، بجانب تعاون الليبراليين مع الإخوان وجدل بالأزهر حول إفطار اللاعبين في رمضان، وتصريحات وزير الخارجية حول التحول إلى المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل. قطار التوريث ذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية، أن المعركة السياسية والإعلامية لخلافة الرئيس حسني مبارك تشتد وسط غموض وتكهنات متضاربة حول حقيقة حالته الصحية، وأن هناك بوادر بانطلاق "قطار التوريث" بعد أن غطت صور جمال مبارك شوارع القاهرة في حملة لدعمه مرشحا للرئاسة تحت عنوان "جمال مصر" قام بها كيان غامض يدعى (الائتلاف الشعبي). ونقلت الصحيفة عن مراقبين القول، إن الحملة الدعائية التي تروج لجمال رئيسا، ما كانت لتنطلق ويسمح لها بإلصاق ملايين الصور في الشوارع دون موافقة من جهات سياسية وأمنية من داخل الحزب والحكومة والأجهزة الأمنية، إلا أنه يبقى من المبكر التكهن بإمكانية نجاح "قطار التوريث" في الوصول إلى غايته. وأكدت الصحيفة أن الأحداث الأخيرة أثبتت أن الشارع لا يتحرك إلا في مواجهة اشتداد الأزمة الاقتصادية، كما حدث في إضرابات الأجور وتسريح العمال أو احتجاجا على التعذيب كما حدث في قضية خالد سعيد "شهيد الطورائ"، وأن تسارع التغيرات التي شهدتها الساحة المصرية خلال الأعوام القليلة الماضية يجعل من الصعب التكهن بما سيكون عليه رد الفعل تجاه "التوريث". وكما رأى المراقبون أن محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حرص مؤخرا على توجيه رسائل سياسية لطمأنة أركان النظام، مفادها أنه يريد الإصلاح وليس هدم مؤسسات الدولة كما حدث في العراق، إلا أنه لم يتلق أي رد فوري عليها. كما أن البرادعي حرص على الاحتفاظ بمسافة عن خطاب بعض القياديين في الجمعية الوطنية للتغيير الذين استسلموا لخطاب راديكالي أجوف يفتقد إلى الرؤية والاعتدال السياسي. أزمة المحامين أنهت أسطورة "قدسية" القضاء من جانب آخر، عددت الصحيفة فوائد الأزمة التي نشبت مؤخرا بين القضاة والمحامين، مشيرا إلى أنها ربما تسهم في عملية تطوير وضع سيئ قائم منذ سنوات طويلة، حيث أنهت أسطورة قدسية القضاء المصري، التي اعتبرت أن مصر جعلته من المقدسات ليتم استغلاله لصالح فئة محددة تكون دائما فئة الحكم والمقربين منه. تزايد أكوام القمامة في عاصمة أم الدنيا كما أوردت "القدس العربي" تقريرا لوكالة الأنباء الألمانية انتقد تزايد أكوام القمامة في القاهرة، وعزا ذلك إلى أن المسئولين أصبحوا غير قادرين على السيطرة على مشكلة القمامة التي أصبحت تتراكم على جوانب الشوارع في أحياء الأغنياء والأجانب ذاتها، ومن بينها عظام حيوانات وقوارير بلاستيكية وقشور بطاطس وقطط نافقة. وتابع التقرير أنه من بين أسباب أزمة القمامة الصراع بين شركات النظافة الكبيرة التي استنفرت قبل عدة أعوام لحل المشكلة وعائلات العاملين في جمع القمامة التي كانت تعيش منذ عقود على الاستفادة من الأشياء الصالحة ضمن القمامة، مشيرة إلى أن حدة الأزمة تصاعدت العام الماضي عندما أعطت الحكومة أوامرها في خضم هستريا أنفلونزا الخنازير، بقتل جميع الخنازير التي يربيها جامعو القمامة والتي كانت تلتهم جزءا كبيرا من القمامة العضوية. أبو الغيط: لجنة المبادرة لم تفرط في الثوابت ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، تأكيداته أن لجنة متابعة مبادرة السلام العربية لم تأخذ موقفا يؤدي إلى الانتقال الفوري للمفاوضات المباشرة، مشددا على أنها تمسكت بالمطالب اللازمة لتوفير الأجواء المناسبة لبدء التفاوض المباشر، ولم تفرط في الثوابت العربية. وقال أبو الغيط في تصريحات صحفية، تعليقا على نتائج الاجتماع الذي عقد بمقر الجامعة العربية، يوم الخميس الماضي، في القاهرة: "إن العرب ينظرون إلى هذه الجولة من المفاوضات باعتبارها الجولة النهائية... ونرفض أن تكون عملية مفتوحة الأمد"، مشيرا إلى أن المطلوب من جانب الولاياتالمتحدة الآن هو "طمأنة الفلسطينيين". لندن بدأت تمويل الإخوان منذ الأربعينيات كما أجرت "الشرق الأوسط" حوارا مع مارك كيرتس، مفجر فضيحة العلاقات السرية بين لندن وأصوليي الشرق الأوسط، صرح فيه بأن هناك وثائق تدعم الادعاء بأن التمويل البريطاني لجماعة الإخوان بدأ في أربعينيات القرن الماضي؛ وأنه خلال العقد التالي كانت بريطانيا متواطئة مع الجماعة لاغتيال الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر. وأوضح كيرتس أنه في عام 1956، عندما قامت بريطانيا بغزو مصر ضمن ما يعرف بالاعتداء الثلاثي، كانت هناك مصادر جديرة بالثقة تشير إلى أن بريطانيا قامت باتصالات سرية مع جماعة الإخوان وغيرهم من الشخصيات الدينية كجزء من خططها للإطاحة بعبد الناصر أو اغتياله، لكن لسوء الحظ، لا تحتوي الملفات السرية التي تم الكشف عنها أي تفاصيل أخرى بشأن ذلك. مصر وتركيا.. تكامل أم تنافس؟ وفي مقاله بصحيفة "البيان" الإماراتية لفت خالد السرجاني الصحفي المصري، إلى حرص الجانبين المصري والتركي، على تأكيد أن علاقاتهما هي علاقات تكامل وليست علاقات تنافس -خلال زيارة الرئيس التركي عبد الله جول إلى القاهرة مؤخرا- كرد غير مباشر على المقولات التي سادت في الفترة الأخيرة، حول أن تركيا تسعى إلى ملء الفراغ الذي تركته مصر في الشرق الأوسط. تحديات استراتيجية وذكرت صحيفة "القبس" الكويتية أن العديد من القضايا الأفريقية أصبحت تدق أبوابنا بقوة ومعظمها تصنف تحت خانة "التحديات الاستراتيجية"، وفي مقدمتها قضية مياه النيل بعد أن أقدمت معظم دول الحوض (6 من أصل 10 دول) على التوقيع على الاتفاقية الإطارية الجديدة لتوزيع المياه، أما القضية التالية تتعلق بمخاطر انفصال جنوب السودان على مصر، في ظل توقعات أقرب إلى اليقين بأن الجنوب "راحل راحل" عن الشمال بعد أشهر قليلة، فضلا عن مشكلة تنامي وتصاعد الإرهاب القادم هذه المرة من الصومال. الإخوان والليبراليون وقال بلال صعب، المدرّس المساعد في دائرة الحكومة والسياسة بجامعة ميريلاند في كوليدج بارك، في مقاله بالصحيفة، إن الليبراليين يواجهون قرارا صعبا يتوجب عليهم اتخاذه في الانتخابات الوطنية المقبلة، هو الخيار بين رفض التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين والمشاركة وحدهم من دون فرص حقيقية لتحقيق تمثيل قوي في البرلمان المصري، أو ضم قواهم مع الإخوان والتنازل مؤقتا على المستوى الفلسفي بهدف طرح مرشح قوي محتمل يقبله كل من الليبراليين والإخوان. جدل بالأزهر حول فتوى تجيز إفطار اللاعبين في رمضان أما صحيفة "العرب" القطرية فأبرزت تجدد الجدل حول إفطار لاعبي كرة القدم مع اقتراب حلول شهر رمضان من كل عام، حيث أجاز المجلس المركزي الإسلامي في ألمانيا -بالمشاركة مع سلطات نوادي كرة القدم الألمانية- إفطار لاعبي كرة القدم المحترفين في ألمانيا، ونقلت الصحيفة عن أحمد حسن قائد المنتخب المصري -الذي سبق أن احترف في كل من بلجيكا وتركيا- القول إنه فيما يتعلق بموضوع صيام رمضان، فإنه يفضل العمل وفقاً لقوله تعالي: "وأن تصوموا خير لكم". وأضافت الصحيفة أن تلك الفتوى أثارت جدلا بين علماء الأزهر بعد أن أعلن الدكتور عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، تأييده لإفطار لاعبي كرة القدم في نهار رمضان، وقال ل "العرب": يجوز شرعا إفطار لاعبي الكرة أثناء تأديتهم المباريات في نهار شهر رمضان لأنهم يؤدون عملا.