أسدل المهرجان القومى للمسرح الستار على دورته الخامسة بكل ما حمله من أفكار جديدة ورؤى إخراجية متميزة وأيضا ما واجهه من مشكلات وصعوبات وعوائق.يطرح النقاد وكبار المسرحيين شهاداتهم فى محاولة لوقفة صريحة مع المهرجان من أجل النهوض به والثبات على هويته. المؤلف كرم النجار عضو لجنة التحكيم فى الدورة السابقة يرى أن إقامة المهرجان القومى للمسرح بدون نجوم لصالحه، فالنجوم يسعون إلى تطويع العمل لحسابهم الشخصى وهو ما يؤثر على القيمة الفنية للعمل لذلك تخضع مسارح النجوم لظروفهم وأهوائهم الشخصية فضلا عن عدم التزامهم بمواعيد العمل عكس ما يكون عليه الشباب الذين يتحمسون للعمل ويبذلون كل ما يملكون من طاقة لتعلم الجديد والاستفادة من خبرات كل من حولهم، لذلك فإن قاعدة وجود عناصر جديدة فى التمثيل والإخراج وغير ذلك تنقذ المسرح من الانهيار، ويستثنى النجار من تلك القاعدة عنصر التأليف المسرحى الذى لابد وأن تصاحبه الخبرة الكبيرة لأن للتأليف المسرحى مقومات لابد وأن تصاحبها الخبرة والتمكن من الأدوات التأليفية والدليل على ذلك أن جوائز المهرجان السابق ذهبت لعناصر شابة بينما حصد جائزة التأليف الكاتب أبوالعلا السلامونى. وعن رأيه فى تداخل مواعيد مهرجان الضحك والمهرجان القومى للمسرح يقول: لا علاقة للمهرجانين ببعضهما البعض حيث إن لكل منهما جمهوره الخاص ونحن كمسرحيين نتمنى أن يكون العام كله مهرجانات مادامت تساعد فى إفراز أجيال مسرحية جديدة وأود التأكيد على أن المشاركين فى المهرجان القومى ليسوا هواة ولكنهم محترفون غير مشهورين وكون إدارة المهرجان تمنحهم جوائزها يكون ذلك بداية انطلاقهم نحو عالم النجومية كما حصد العام الماضى سامح بسيونى مخرج عرض «يوليوس قيصر» جائزة أفضل مخرج شاب فضلا عن أربع جوائز أخرى حصدها العرض ذاته لما حققه من إبهار مسرحى عظيم كما ذهبت الكثير من الجوائز إلى «القرد كثيف الشعر» وهو من عروض قصور الثقافة الجماهيرية وذلك يدل على إفراز المهرجان لعناصر فنية شابة على أعلى مستوى. ويتعين علينا أن نواكب تقنيات المسرح الحديثة حتى لا يذهب مجهودات هؤلاء الشباب هدرا. حالة من الأسى والحزن انتابت الناقدة د. نهاد صليحة بعد انتهاء المهرجان وهى الحالة التى تنتابها كل عام حيث تقول ل«الشروق» إن ما يحزننى هو إفراز المهرجان للعديد من المواهب الفنية الشابة التى لا تلقى دعما ورعاية بعد ذلك ولنتساءل سويا أين ذهب أصحاب الجوائز الأولى فى الدورات السابقة من المهرجان والذين ظهروا بمستوى إبداعى مسرحى جميل؟. وتضيف المهرجان ما هو إلا نافذة تتيح للجميع رؤية العروض المسرحية التى قدمت خلال العام تتنافس جميعها لتحقيق الذات وإبراز المواهب ولكن ماذا بعد ذلك؟ وما الذى يستفيده أصحاب المراكز الأولى من مبالغ مادية ضئيلة تتراوح ما بين 5 و10 آلاف جنيه؟ لذلك أقترح أن تتضافر جهود المسرحيين لتقديم الدعم الفنى لهؤلاء الشباب بأن تكون الجوائز عبارة عن إنتاج عروض جديدة لهم يجوبون بها أنحاء المحافظات المصرية. وتؤكد د. نهاد أن المهرجان فى دورته الحالية شهد طفرة حقيقية فى العروض الجامعية التى قدمت نصوصا صعبة برؤى إخراجية ممتازة مثل عرض «ملحمة السراب» لجامعة القاهرة إخراج حسين محمود وعرض «عرق البلح» لجامعة حلوان إخراج عبير منصور. من جانبه يصف د. أحمد سخسوخ المهرجان القومى للمسرح بالانتصار للحركة المسرحية فى مصر حيث قدم العديد من العروض الجيدة التى تتسم بالموضوعية خاصة فى العروض العالمية التى قدمت برؤى مصرية مواكبة للعصر الذى نعيش فيه، ويضيف مازلت أطمح فى تقديم الأفضل فى السنوات القادمة والأهم من ذلك تجنب الأخطاء الفادحة التى تسبب فى وقوعها التنظيم غير الجيد للمهرجان، حيث ظهر فى المهرجان العديد من السلبيات التى تتجلى فى الإعلان عن عروض المهرجان قبل بدايته بأيام قليلة مما يؤدى إلى إحداث نوع من الارتباك الفنى لنظام المهرجان فى حين أن العروض التى تشارك فى المهرجانات العالمية مثل مهرجان «فيينا» تتحدد قبل بدء المهرجان بسنة كاملة. ويؤكد سخسوخ أن اشتراك فرق غير متكافئة من النواحى الفنية والمادية يتسبب فى أن تكون النتيجة النهائية غير عادلة مثل وجود فرق شركات وجامعات ضعيفة الإمكانات بجانب فرق البيت الفنى للمسرح والهناجر ذات الإمكانات العالية كما تنافس فى المهرجان عروض لمؤلفين عالميين مع أخرى لمحليين. فماذا لو اكتفينا بالنصوص المحلية حتى نزيد من إثراء المكتبات المسرحية بأعمال مصرية خالصة لتعميق الاتجاه المحلى.