قالت منى عبدالناصر أرملة الملياردير أشرف مروان إن عملاء جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلى (الموساد) هم الذين قتلوا زوجها بدفعه من شرفة شقته فى الطابق الخامس فى 24 كارلتون هاوس بالعاصمة البريطانية لندن صيف 2007. وفى مقابلة نشرتها صحيفة أوبزرفر البريطانية أمس، قالت أرملة مروان، وابنه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إن زوجها كان يعتقد قبل وفاته بأن حياته فى خطر، مضيفة أن الأسرة اكتشفت بعد رحيله أن مشروع مذكراته الشخصية اختفى من على رف كتبه، علما بأن المذكرات فى حال نشرها كانت ستفضح أسرار أجهزة المخابرات فى الشرق الأوسط. الصحيفة شددت على أن وفاة مروان، الذى يتردد أنه كان عميلا مزدوجا للمخابرات الإسرائيلية والمصرية، تظل لغزا محيرا رغم مرور ثلاث سنوات على حدوثها، مشيرة إلى بدء السلطات البريطانية اليوم تحقيقا فى ملابسات الوفاة، على حد قولها. من ناحيته قال بارى ماى مدير مكتب التحقيقات فى محكمة «ويستمنستر»، التى تنظر القضية إن التحقيقات الجديدة ستستمر 3 أيام، ويحضرها بعض أفراد عائلة مروان، بالإضافة إلى 18 شاهدا استدعتهم المحكمة، لكنه رفض الإفصاح عن جنسياتهم أو إعطاء مزيد من المعلومات عن القضية «بسبب حساسيتها»، على حد قوله. من ناحيتها مضت منى، التى عاشت مع مروان أربعين سنة حتى رحيله قائلة إنه أخبرها قبل تسعة أيام من وفاته بأن فرق اغتيال تتعقبه، معربة عن اعتقادها بأن عملاء للموساد هم من قتلوا زوجها، متوقعة أن تدلى المخابرات الإسرائيلية بأقوالها فى التحقيق البريطانى. وأضافت فى حديث من منزلها بالقاهرة، أن مروان أخبرها ثلاث مرات فى السنوات الأربع قبل وفاته بأن حياته فى خطر: «فى المرة الأخيرة، بينما كنا بمفردنا فى شقة لندن، استدار ناحيتى قائلا: حياتى فى خطر. ربما يتم قتلى. لدى الكثير من الأعداء»، مشددة على أنه «عرف أنهم يتعقبونه.. لقد قتل على أيدى الموساد». وانتقدت منى التحقيقات البريطانية فى وفاة زوجها، متهمة المسئولين بالإهمال، حيث أضاع ضباط التحقيق زوج الأحذية، الذى كان يرتديه مروان حين وفاته، الذى كان من الممكن أن يساعد فى معرفة إن كان قد سقط من الشرفة أم تم فعلا دفعة منها. وبحسب «أوبزرفر» فإن شاهدا قال إنه رأى رجلين ملامحهما شرق أوسطية فى شرفة شقة مروان بعد دقائق من الحادث. ومنذ وفاة مروان، الذى كون ثروته من تجارة السلاح على حد قول الصحيفة البريطانية، تروج تكهنات بشأن طبيعة دوره فى حرب أكتوبر 1973 عندما كان مديرا لمكتب الرئيس أنور السادات لشئون المعلومات، حيث يردد عملاء للمخابرات الإسرائيلية أنه كان «جاسوسهم البطل» فى قلب الحكومة المصرية. لكن الرئيس حسنى مبارك أشاد بالرجل عقب رحيله، مؤكدا أنه قدم لمصر خدمات جليلة فى حين نسبت الأوبزرفر إلى رئيس سابق لجهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية، قوله إنه كان عميلا مزدوجا قدم معلومات خاطئة للإسرائيليين.