اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الخميس، بعدد من الشؤون المصرية كان على رأسها حادث إطلاق النار في شركة "المقاولون العرب"، وموضوع خلافة الرئيس حسني مبارك بالإضافة إلى تفاقم الأزمة بين "الجزيرة" وصحيفة "الأهرام"، وعرض لأحدث طريقة مبتكرة لتهريب البضائع إلى غزة، وأخيرا الحديث عن حاجة مصر إلى مبادرات مع جيرانها العرب. حادث "المقاولون" نموذج لأخذ الحق باليد أما صحيفة "الحياة" اللندنية فاعتبرت أن حادث إطلاق محمود طه أحمد سويلم (50 عاما) السائق في شركة "المقاولون العرب"، النار على موظفي الشركة وعمالها، يعد تصرفا جعل من الحادث نموذجا مثاليا لما يعانيه المجتمع المصري من تنامي ظاهرة العنف وأخذ الحق باليد. وقالت الصحيفة إنه قرر أن يأخذ حقه بيده وأن يعيده إلى نفسه بنفسه، حيث ينتشر شعور باليأس لدى الكثيرين من اللجوء إلى القنوات الشرعية لإعادة الحقوق، جراء بطء إجراءات التقاضي ولجوء البعض إلى الالتفاف وشراء ضمائر الشهود في ساحات القضاء وعدم تنفيذ أحكام القضاء، مما أدى إلى تنامي الشعور بعدم القدرة على استعادة الحقوق بالطرق الشرعية. أؤيد جمال مبارك وفي صحيفة "العرب القطرية" كتب سيد أحمد الخضر، أنه لا يعجبه إطلاقا الحديث عن محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق كخليفة راشد لمبارك، حيث إن البرادعي أساء للأحزاب المصرية وبخس نضال شعب مَصر العظيم بمجرد إعلان رغبته الترشح للرئاسة ومطالبة الناخبين بالالتفاف حوله! وأضاف الخضر أنه لا ينبغي انتخاب الرجل الذي سيكون صوتا نشازا في النظام العربي، حتى وإن كان له تاريخ كبير في إدارة أكثر الوكالات العالمية تعقيدا، مشيرا إلى أن هناك مستوى من التناغم في ذلك النظام يجب الحفاظ عليه وأنه لو انتخب البرادعي سيعمل على تعويض انعدام تجربته في الحكم بالحديث عن القانون وحقوق الإنسان والحريات العامة. كما زعم أن البرادعي سوف يقول -لا محالة- إنه ينبغي ألا يتوقف العرب عند القرارات الدولية لأنها بلا قيمة، ما يسيء للسياسة العربية التي تتمسك بالشرعية الدولية وبخيار السلام الشامل العادل، مضيفا أن البرادعي لم يعمل في التجارة وليست لديه رتبة عسكرية، والأهم من هذا كله أن أباه لم يكن رئيسا ولا حتى وزيرا، وعليه أعلن الكاتب معارضته التامة للبرادعي وتأييده المطلق لجمال مبارك، الذي اعتبره أحق وأهل للرئاسة. موكب زفاف لتهريب السيارات وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن مهربين مصريين قاموا بتهريب نحو 48 سيارة حديثة عبر أنفاق إلى غزة، بعد أن أوهموا السلطات بأنها موكب زفاف عرائس، حيث استقل عشرات المهربين وزوجاتهم وأطفالهم السيارات التي تحمل زينات الأفراح وهم يطلقون الزغاريد والأغاني. وأشارت الصحيفة أن رجال الأمن سمحوا لهم بالمرور دون تفتيش السيارات أو فحص أوراقها خوفا من تذمر قائديها، باعتبار أنهم في مناسبة ينبغي على الشرطة أن تساعد في إتمامها على خير وبلا إبطاء، غير أن بعض رجال الأمن المتمركزين على الحدود شعروا بوجود حركة غير طبيعية بمنطقة الدهينية، فداهموا المنطقة وتبادل معهم المهربون إطلاق الرصاص قبل أن يفروا هاربين، حيث تمكنت الشرطة من ضبط سيارتين فقط داخل النفق بعد أن تمكن المهربون من تمرير 48 سيارة أخرى. أزمة بين الجزيرة والأهرام ومن جانب آخر، قالت صحيفة "القدس العربى" اللندنية إن نشر صحيفة "الأهرام" الحكومية موضوعا تناول التطورات الأخيرة بقناة "الجزيرة" القطرية على خلفية استقالة مذيعات منها وتضمن سبا وقذفا لعدد من قيادات القناة، تسبب في إثارة أزمتين، أولهما داخل المؤسسة العريقة بعد أن تقدم عدد من صحفييها بمذكرات يطالبون فيها بالتحقيق في الموضوع الذي أساء للصحيفة وثانيهما بين "الجزيرة" و"الأهرام". وأضافت الصحيفة أن قناة "الجزيرة" رفعت دعويين قضائيتين على "الأهرام" بسبب قيامها بسب وقذف عدد من قياداتها، حيث طالبت بتعويض قدره 5 ملايين إسترليني، ونقلت "القدس العربي" عن مصادر قانونية القول، إن القناة رفعت الدعوى الأولى أمام المحاكم المصرية، فيما رفعت الدعوى الثانية أمام المحاكم البريطانية. وعن المبررات القانونية لرفع الدعوى أمام القضاء البريطاني، أشارت المصادر إلى أنه يوجد مكتب ل"الأهرام" في لندن، كما تطبع الأهرام نسخة دولية من هناك تضمنت "السب والقذف ذاته"، وعليه فإن الصحيفة تخشى أن يتم الحجز الإداري على مكتبها بلندن في حال صدور حكم لصالح قناة "الجزيرة"، كما أن الحكم قد يشمل منع صحفييها من دخول الأراضي البريطانية. مصر تزود الأردن بالغاز وذكرت صحيفة "الدستور" الأردنية أن القاهرة وافقت على تزويد المملكة الأردنية بالغاز الطبيعي للمنازل والصناعات، حيث نقلت عن خالد الإيراني وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني القول، إن الحكومة المصرية وافقت على تزويد المملكة بالغاز الطبيعي في عمان والزرقاء من خلال شبكة أنابيب. الحاجة إلى مبادرات المصالحة واعتبرت صحيفة "القدس العربي" أن إقدام الرئيس حسني مبارك على زيارة الجزائر لتعزية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، خطوة ذكية من حيث توقيتها والنتائج التي يمكن أن تترتب عليها، على صعيد إزالة التوتر الذي أصاب العلاقات بين البلدين أثناء الأزمة الكروية، وما شابها من حروب إعلامية طاحنة ومؤسفة في الوقت نفسه. وقالت الصحيفة إن تلك المبادرة التي جاءت من قبل مبارك -الأكبر سناً- سوف تعجل في طي صفحة الخلافات بين البلدين، وربما بدء صفحة تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وإيقاف كل الممارسات الانتقامية أو الثأرية التي اتخذت في ساعة الغضب والانفعال. وأكدت الصحيفة أنه لا بد من الاعتراف بأن مصر بحاجة إلى "مبادرات مصالحة" مماثلة مع أكثر من طرف عربي وأفريقي، حيث تتعرض علاقاتها للتوتر مع دول مثل سوريا والسودان وبدرجة أقل تونس ناهيك عن أزمتها المتفاقمة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، على خلفية وثيقة المصالحة الفلسطينية وتشديد الحصار من مصر على قطاع غزة.