يتدفق آلاف العراقيين الشيعة هذه الأيام إلى مدينة الكاظمية سيرا على الأقدام للمشاركة في إحياء ذكرى وفاة الأمام موسى بن أبي جعفر الملقب ب "الكاظم" الذي قتل خلال حقبة الخليفة هارون الرشيد، في الدولة العباسية، التي حكمت العراق قبل أكثر من ألف عام . واضطرت السلطات العراقية إلى إغلاق عدد كبير من الطرق الرئيسية وسط بغداد لاستيعاب الأعداد الكثيفة من الزوار من الرجال والنساء والأطفال، الذين اكتظت بهم الشوارع بشكل صار مألوفا كل عام، وخاصة في الأعوام التي تلت الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي كان يمنع بشدة إحياء مثل هذه المناسبات . ونشرت الحكومة عشرات الآلاف من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية في دوريات راجلة ومتحركة، بالإضافة إلى الكثيرين فوق أسطح البنايات العالية وإقامة نقاط تفتيش إضافية في الشوارع وفي محيط حي الكاظمية حيث تتسع رقعة المشاركة في إحياء هذه المناسبة التي ستبلغ ذروتها غدا الخميس. وأعلنت الحكومة هذا اليوم عطلة رسمية لجميع الدوائر الحكومية . وتشاهد في سماء بغداد حركة مستمرة للمروحيات التي يحلق بعضها على مستويات منخفضة للإشراف على الخطط الأمنية التي تديرها المؤسسة العسكرية العراقية، إضافة إلى استخدام تقنيات متطورة في مجال الرصد لمراقبة الحركة أثناء الزيارة. وفي تلك المناسبات، يوزع أثرياء ومنظمات جماهيرية وحزبية آلاف الأطنان من المواد الغذائية والمياه المعدنية والعصائر ووجبات الطعام السريعة، وأخرى يتم طهيها في الشوارع من قبل رجال وتوزع جميعا على الزوار من خلال شبكة من الأفراد بين الزوار لتوزيعها عليهم، أو دعوتهم للاستراحة وتناول وجبات الطعام فيما يتم الاستعانة بمئات مكبرات الصوت لبث أهازيج وقصائد وتراتيل دينية . وتتولى فرق طبية من وزارة الصحة ومنظمة الهلال الأحمر العراقية نشر فرق طبية في الشوارع على شكل مخيمات مجهزة بأدوية ومستلزمات طبية وسيارات إسعاف بإشراف أطباء وكوادر تمريض لتقديم الخدمات الطبية للزوار. وحددت السلطات العراقية مسارات لدخول الزوار محاطة بإجراءات أمنية مشددة أبرزها الطريق الذي يتوسط حي الأعظمية الذي تقطنه غالبية سنية، حيث يشاهد المئات من عناصر الشرطة والجيش في حالة تأهب قصوى .