قال سيف الإسلام القذافى، نجل الزعيم الليبى معمر القذافى، إن عهد الحكم العسكرى والملوك والأمراء قد ولى، مؤكدا أن بلاده لم تعد بحاجة إلى «قائد عظيم». وفى مقابلة أجرتها معه صحيفة صنداى تايمز البريطانية اعتبر نجل العقيد القذافى، الذى يحكم البلاد بقبضة من حديد لأكثر من 40 عاما، أن «المستقبل للمديرين، الناس ستنتخب المديرين وليس الملوك ولا القادة العظام». وتابع: «ينبغى أن يكون للناس مطلق الحرية فى اختيار قادتهم، إن المستقبل للديمقراطية، ليس هناك طريق آخر أمام ليبيا». وحذر «بطل الإصلاح» على حد وصف الصحيفة، من وقوع بلاده «فى مشكلة خطيرة للغاية» إذا فشلت فى تبنى نهج أكثر ليبرالية فى علاقاتها مع الغرب. وأجرت الصحيفة المقابلة مع سيف الإسلام فى حديقة فيللا لأحد الأصدقاء فى ضواحى روما، حيث عرض رؤيته لليبيا فى القرن الواحد والعشرين، جالسا على مقعد خشبى أمام حوض من المياه ومحاطا بالنخيل وأشجار الأرز، وأعرب سيف الإسلام عن رغبته فى أن «يجعل من ليبيا فيينا شمال أفريقيا» مدينته الأوروبية المفضلة، مؤكدا أنه «يجرى بالفعل بناء فنادق فاخرة». وأشار المنسق العام للقيادات الشعبية الليبية إلى ضرورة خلق بيئة مناسبة للسياحة فى ليبيا قائلا: «إذا لم يكن لديك مشروبات كحولية ولا تأشيرات ولا فنادق لن يأتى أحد إلى ليبيا. ورأى سيف الإسلام الحاصل على درجة الدكتوراه من كلية لندن للاقتصاد، أن «القيود المشددة على تأشيرات الدخول للغربيين ستلغى قريبا، وسنبدأ بالبريطانيين»، موضحا أنه تمت مناقشة التدابير اللازمة للسماح ببيع المشروبات الكحولية للأجانب فى الفنادق. وتمتد آمال القذافى الطموحة، من أجل تحديث بلده المسلم المحافظ، إلى حد الضغط على حكومة والده من أجل التوصل إلى دستور يعكس الإصلاحات من «الألف إلى الياء» فى دولة كانت علاقاتها مع الغرب مشحونة على مدى التاريخ. تمثل طموحات سيف الإسلام تغييرا جذريا فى نمط القائمين على خدمة «الأخ القائد» (68 عاما) الذى يحكم ليبيا منذ 41 عاما وفقا لمبادئ الكتاب الأخضر الذى كتبه عام 1975 لشرح فلسفته الاشتراكية. وتمت مقارنته بالكتاب الأحمر للزعيم الصينى ماو تس تنج. وذكرت الصحيفة البريطانية أن سيف الإسلام صاحب الشخصية الكاريزمية والذى يجيد الإنجليزية والألمانية والفرنسية، يلعب دورا حيويا فى تغيير صورة ليبيا على المستوى الدولى، حيث يعمل على تسهيل انتقال بلاده من دولة منبوذة إلى حليفة محتملة للغرب. كما أقنع والده بالتخلى عن برنامج ليبيا النووى عام 2003، منهيا بذلك عزلة بلاده الدبلوماسية وممهدا الطريق لزيارة تونى بلير العام التالى، والذى من وقتها يزور ليبيا بشكل متكرر كضيف لمعمر القذافى. ورغم تطلعاته فى مجال الإصلاح أصدرت منظمة العفو الدولية الأسبوع الماضى تقريرا تنتقد فيه وضع حقوق الإنسان فى ليبيا حيث وصفته بأنه «مازال ميئوسا منه». وقال سيف الإسلام معقبا على تقرير المنظمة الدولية: «أنا أحترم منظمة العفو الدولية للغاية، ولكن دورها يجب أن يكون حاسما للغاية وأن تطالب بمزيد من الإصلاحات وهذا أمر جيد». إلا أنه فى الوقت نفسه أكد أنه «فخور جدا، وواثق جدا، من أن الأوضاع فى ليبيا اليوم تختلف عنها قبل 20 عاما». متحديا منظمة العفو أن «تذكر اسما لسجين سياسى واحد فى ليبيا». وأشار سيف الإسلام إلى أن «هناك أناسا تنتقد والدى والبلد والحكومة ويعيشون فى ليبيا أحرارا، وهو ما يحدث للمرة الأولى فى تاريخنا، الناس لم تعد تخاف، لم يعد هناك خوف بعد الآن».