يعتقد البعض أنه كان يتعين على إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما استغلال مقتل خالد سعيد "شهيد الطوارئ" للدفع في ربط تحسين سجل مصر في حقوق الإنسان بالمعونة الاقتصادية والعسكرية. وذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن موت سعيد ليس مؤشرا على أن حالته فريدة، حيث نقلت عن مجموعات حقوقية القول إنه على الرغم من تنامي الوعي خلال السنوات الأخيرة، فإن وحشية الشرطة وقضايا التعذيب مستمرة في الانتشار، فيما عدا حالات نادرة تمت محاسبة رجال الشرطة عليها. ونقلت الصحيفة عن عايدة سيف الدولة، إحدى مؤسسي مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، قولها إن حالة سعيد كانت فاضحة، إلا أنها ليست استثنائية، حيث إن عدد حالات التعذيب التي وثقها المركز شهدت ارتفاعا في السنوات القليلة الماضية. وأوضحت عايدة أن التعذيب هو السبيل الوحيد الذي يحافظ على استقرار النظام، مؤكدة أن القصص المشابهة لقصة سعيد تهدف إلى إرهاب الضحايا والمحيطين بهم، وهذا يفسر كيف يحكم النظام عبر الإرهاب. وأرجع معتز الفجيري، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، الفضل إلى الإنترنت والمدونين لانتشار حالات تعذيب مشابهة إلى الجمهور بسرعة فائقة، كما قال حسام الحملاوي، الناشط السياسي، إن الوعي الزائد أدى إلى رفع صوت مزيد من الناس في ذلك الشأن، وإن وجود دليل مادي، مثل فيديوهات التعذيب والصور، كان عاملا محفزا للفت الانتباه إلى قضايا بعينها، وذلك في الوقت الذي يمر عدد كبير منها مرورا عابرا. وختاما، لفتت الصحيفة إلى أن قضية سعيد جذبت انتباها دوليا شمل منظمة العفو الدولية "أمنستي" التي حثت مصر -يوم الثلاثاء الماضي- على حماية الشهود في قضية مقتل سعيد، فضلا عن اعتقال المسئولين عن الجريمة حتى انتهاء التحقيقات.