استرجع المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة مجموعة «الشروق»، ذكرياته مع السياسي والمفكر الراحل أحمد كمال أبوالمجد، مشيدًا بمكانته الدولية كمحامٍ دولي ودستوري. وتحدث المعلم، خلال مقابلة مع برنامج «الصورة» الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي عبر شاشة «النهار»، مساء الاثنين، عن شخصية أبوالمجد الفكرية، واصفًا إياه بالمفكر المنفتح والمجدد بدرجة كبيرة. وأضاف أن الدكتور حازم الببلاوي، رئيس الوزراء الأسبق، كان يصفه بأنه «مدفع رشاش بلاغة»، بينما كان الكاتب الراحل أحمد بهجت يقول عنه: «الحمد لله أنه لا يكتب رواية أو مقالات في الصحف»، في إشارة إلى مهارته الأدبية وقدرته الاستثنائية على التعبير. ويُعد أحمد كمال أبوالمجد، المولود في 28 يونيو 1930، أحد أبرز رجال القانون والفكر في مصر والعالم العربي، إذ حصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة القاهرة عام 1958، وتدرج في عدد من المناصب الأكاديمية والقضائية الرفيعة داخل مصر وخارجها. وشغل الراحل منصب أستاذ القانون العام بكلية الحقوق جامعة القاهرة، كما تولى رئاسة المحكمة الإدارية للبنك الدولي في واشنطن خلال الفترة من 1980 إلى 2002، وعمل محاميًا أمام محكمة النقض ومجلس الدولة والمحكمة الدستورية العليا، فضلًا عن كونه نائبًا سابقًا لرئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان. وامتد حضوره إلى المؤسسات الفكرية والدينية والحقوقية، حيث كان عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، والمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن، وأكاديمية المملكة المغربية، إلى جانب مشاركته في لجنة العشرين الأممية المعنية بحوار الحضارات عام 2001، وتوليه منصب مفوض شؤون حوار الحضارات بالجامعة العربية. وعلى الصعيد التنفيذي، تولى أبوالمجد عدة مناصب وزارية، من بينها وزارة الشباب ووزارة الإعلام، كما عمل مستشارًا ثقافيًا لمصر في الولاياتالمتحدة، ومستشارًا قانونيًا ودستوريًا لولي العهد الكويتي، ورئيسًا أو عضوًا في عدد من اللجان القانونية الدولية والإقليمية. وترك الراحل إرثًا فكريًا وقانونيًا بارزًا، تجلى في عدد من المؤلفات المرجعية، من بينها «الرقابة على دستورية القوانين في الولاياتالمتحدة ومصر»، و«الرقابة القضائية على أعمال الإدارة»، و«حوار لا مواجهة – دراسات حول الإسلام والعصر»، إضافة إلى دراسات مهمة حول الشريعة الإسلامية وتنظيم المعاملات التجارية الدولية الحديثة. .وكان الدكتور أحمد كمال أبوالمجد قد رحل في أبريل 2019، بعد مسيرة فكرية وقانونية حافلة.