عقد مجلس الوزراء اجتماعا عاجلا أمس برئاسة د. أحمد نظيف لبحث تزايد معدلات الإصابة بمرض إنفلونزا الطيور وسط مخاوف من تحوره إلى سلالة قاتلة تنتقل من الإنسان إلى الإنسان. ولم يحضر الاجتماع ممثل لاتحاد منتجى الدواجن، باعتبار أن غالبية الإصابات الأخيرة تمت بين مربى الطيور فى المنازل وليس فى المزارع التى يبلغ عددها 17 ألفا فى الجمهورية. وحذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد احتمال إصابة بعض المصريين بالفيروس شديد العدوى، دون أن تظهر عليهم أعراض الإصابة وهو ما قد يمكن الفيروس من التحور إلى سلالة يمكنها الانتشار بسهولة بين البشر. وذلك بعد تزايد معدلات الإصابة بالمرض فى مصر، حيث سجلت وزارة الصحة 12 حالة إصابة منها 11 حالة لأطفال 9 منهم دون الثالثة، وهو الرقم الأعلى عالميا فى 2009. وقال جون جابور المتخصص فى الأمراض الناشئة بمنظمة الصحة ومقره القاهرة: إن «هناك حاجة لإجراء اختبارات لإثبات وجود مثل هذه الحالات المصابة بفيروس إنفلونزا الطيور دون ظهور الأعراض على المصاب». لافتا إلى أن ذلك «سيكون محور دراسة تعتزم الحكومة المصرية إجراءها بدعم من المنظمة». واعتبر جابور أن انتشار هذه الحالات فى مصر التى يبلغ إجمالى الإصابات فيها 63 حالة منذ عام 2006 «مبعث قلق فقط الآن.. إنه سؤال يجب طرحه (..) وأضاف: إن تغيرا فى نمط إصابة إنفلونزا الطيور للبشر فى مصر هذا العام أثار المخاوف حيال وجود حالات إصابة بالفيروس دون أن تظهر عليها الأعراض». بحسب رويترز. وحذر من أن «وجود حاملين للفيروس لا تظهر عليهم الأعراض سيمثل تطورا مقلقا، لأنه قد يتيح للفيروس مزيدا من الوقت للتحور داخل الجسم البشرى.. إذا كانت هناك حالات من هذا النوع فى مصر فالهدف هو علاجها على الفور لوقف تكاثر الفيروس. لأنه سواء من خلال التحور أو إعادة التشكيل سيؤدى هذا إلى سلالة وبائية.» ومن بين 12 مصريا أصيبوا بإنفلونزا الطيور هذا العام كانت تسع حالات لأطفال دون الثالثة وقلت حالات الإصابة بين البالغين كثيرا. وتماثلت كل الحالات للشفاء. ويختلف الحال كثيرا عن نفس الفترة من العام الماضى، إذ أصيب سبعة أشخاص معظمهم بالغون وأطفال أكبر سنا بالفيروس وتوفى ثلاثة. وأضاف جابور أن تزايد الحالات بين الأطفال دون ظهور إصابات مماثلة بين البالغين أثار تساؤلات حول ما إذا كان البالغون يحملون الفيروس دون أن تظهر عليهم أعراض المرض. وتابع بأن «هناك شيئا غريبا يحدث فى مصر. لماذا يظهر بين الأطفال الآن ولا يظهر على البالغين؟ نحتاج أن نعرف ما إذا كانت هناك حالات لا تظهر عليها الأعراض.» وأشار إلى أنه «لا توجد حالات معروفة من هذا النوع من الإصابات بين البشر فى دول أخرى ظهر بها المرض ولكن لا توجد بعد». ومن جهته قال الدكتور عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة: إن الوزارة تتبع إجراءات صارمة لمنع تحور المرض بما يمكنه من الانتقال بين البشر، وأن وزارة الصحة تجرى بشكل دورى أبحاثا مع جهات دولية رفيعة فى أمريكا وبريطانيا. واعتبر أن معدلات الوفاة فى الحالات المصابة فى مصر من أقل المعدلات العالمية وهو ما يعكس ارتفاع درجة الرعاية الصحية لها.