تراجع حجم المعروض من المواشي بالسوق المحلية، خلال الشهر الجاري، بنسبة تجاوزت ال50%، على أساس شهري، وفق عدد من العاملين بالقطاع، الذي برروا ذلك بانتشار الحُمّى القلاعية في البلاد. والحمى القلاعية هي مرض فيروسي يصيب الحيوانات ذات الحوافر مثل الأبقار والجاموس والأغنام، وهو من الأمراض المعروفة في مصر منذ عقود طويلة ويظهر على فترات متقطعة في بعض المحافظات. وكشفت نجلاء رضوان، رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، في تصريحات سابقة ل«الشروق» عن اكتشاف متحور جديد من فيروس الحمى القلاعية بالسوق المحلية منتصف يوليو الماضي، فيما ظهر التأثير في القطاع مع بداية نوفمبر الجاري. وقال مصطفى وهبة، رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، إن المرض الفيروسي أدى إلى انخفاض حجم المعروض بشكل ملحوظ خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولكن أسعار اللحوم لم تتأثر حتى الآن. وأضاف وهبة خلال تصريحاته ل«الشروق» أن التراجع في حجم المعروض من المواشي صاحبه انخفاض حاد في عمليات البيع، مشيرا إلى أن هناك عدد كبير من المستهلكين عزفوا عن شراء اللحوم خوفا من انتشار المرض. وأوضح أن الركود الحاد الذي يضرب الأسواق المحلية حاليا منع زيادة الأسعار رغم قابليتها للارتفاع بسبب قلة المعروض وارتفاع التكلفة، متابعا: «السوق لا يتحمل أي زيادات سعرية قادمة». وأشار وهبة إلى أن أسعار اللحوم مستقرة منذ عاميين تقريبا عند مستويات تتراوح بين 350 و400 جنيه للكيلو، باختلاف المناطق، كما استقرت أسعار كيلو القائم البقري عند مستويات تتراوح بين 170 و190 جنيها للكيلو. من جانبه قال عمر الصباغ، عضو شعبة القصابين باتحاد الغرف التجارية، إن أسعارا للحوم في مصر تُباع بأقل من تكلفتها، مشيرا إلى أن هناك عدد كبير جدا من القصابين تخارجوا من القطاع بسبب الخسائر المالية. وأضاف الصباغ خلال تصريحاته ل«الشروق» أنه لولا الركود الذي يضرب الأسواق المحلية، لارتفعت أسعار اللحوم في مصر بنسبة كبيرة جدا بسبب قلة المعروض. ووصف الصباغ حالة السوق المحلية حاليا قائلا: « كنت أذهب لسوق المواشي اشتري على الأقل 7 عجول، ولكن اشتري عجل واحد فقط بشق الأنفس»، مرجعا ذلك إلى انخفاض حجم المعروض. واستبعد أن يكون هناك أي زيادة في أسعار اللحوم خلال الفترة المقبلة، متابعا: «هناك ركود حاد في القطاع، وفي الوقت نفسه لا نستطيع تخفيض الأسعار إلى مستويات أقل من الحالية».