اعتبرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن استمرار سيطرة حركة المقاومة الإسلامية حماس على قطاع غزة يثبت أن جماعة الإخوان المسلمين قادرة على الاحتفاظ بالسلطة لمدة طويلة، ما يعد سابقة لن تقبلها مصر بسهولة. وقالت الصحيفة -على لسان افرايم سنيه، نائب وزير الدفاع السابق- إن القاهرة وتل أبيب لا تقبلان استمرار سيطرة حماس على القطاع، مؤكدة أن استيلاء منظمة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين على السلطة بالقوة يعد سابقة خطيرة بالنسبة إلى مصر. وأضافت الصحيفة أنه على الجانب الإسرائيلي فإن القطاع يمثل قاعدة صواريخ إيرانية تبعد 3 كيلومتر عن أقرب مدينة إلى غزة و60 كيلو متر عن تل أبيب، حيث يتراكم فيه المزيد والمزيد من الصواريخ والقذائف، التي ستنطلق ضد إسرائيل في النهاية. ولفتت جيروزاليم بوست إلى أن إسرائيل لا يمكنها الانفصال عن القطاع جراء الاعتماد المتبادل بين الاثنين في مجالات التجارة والطاقة والمياه والبيئة والصحة، فضلا عن استحالة إدارة شئون القطاع بكفاءة مع مرور الوقت دون التعاون المباشر بين إسرائيل وحماس، التي قالت الصحيفة إنها لن تتمكن من حكم غزة لفترة طويلة حتى مع المساندة الخارجية. ورأت الصحيفة أن اتباع إستراتيجية مشتركة بين مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية يمكنه أن ينقل التحكم في المعابر الحدودية إلى السلطة وأن ينشأ إدارة مدنية للإشراف على الانتخابات الوشيكة في القطاع، غير أن الصحيفة أكدت صعوبة الوصول إلى هذه المرحلة دون تحييد قوة حماس العسكرية. رياء العالم من جانب آخر، اعتبرت الصحيفة أن مقاطع الفيديو والصور التي جرى بثها عن عملية الاعتداء الإسرائيلي على قافلة أسطول الحرية التي كانت متوجهة لكسر الحصار، توضح أن الهدف من إرسالها كان استفزاز الحكومة الإسرائيلية، التي تعين عليها التعامل بأسلوب أكثر ذكاء مع روادها. واعتبرت الصحيفة أن رد الفعل الغاضب على فقدان ما اعتبرتهم جهاديين أتراك يعتبر دليلا واضحا على رياء العالم، مشيرة إلى أنها لم تشهد مثل هذه الردة الغاضبة حينما تتناثر أشلاء عشرات المسلمين في التفجيرات الانتحارية داخل المساجد في العراق وباكستان، فضلا عن ضحايا المدنيين الأفغان جراء هجمات قوات حلف شمال الأطلنطي "الناتو" ضد جماعة طالبان.