تقع "ملاهي أبو العباس"، المعروفة شعبيًا ب"ديزني لاند الشعبية"، في قلب منطقة بحري بجوار ميدان المساجد، أحد أبرز معالم حي الجمرك بالإسكندرية، وتُعد من أقدم وأشهر وجهات الترفيه في المدينة، وتستقطب زوارًا من مختلف المحافظات، خاصة خلال الأعياد، والمولد النبوي، وفصل الصيف. ويقول أحمد قباري، من سكان ميدان المساجد، إن بداية ملاهي أبو العباس كانت بمنصات خشبية مؤقتة، تُركب وتُفكك كل موسم، مع الاحتفال بمولد أبو العباس المرسي، وكانت تضم عددًا محدودًا من الألعاب والمراجيح اليدوية، ومع مرور الوقت انتقلت إلى شارع جانبي بجوار مسجد البوصيري. وأضاف قباري أن الملاهي أصبحت وجهة مفضلة للأهالي والزوار، بسبب أسعار الألعاب التي تبدأ من 10 جنيهات، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا ومناسبًا لكثير من الأسر. ويؤكد علي حسن، أحد رواد الملاهي، أنه يزورها منذ الطفولة في الأعياد لركوب المراجيح ومشاهدة الأراجوز، واليوم يصحب أبناءه إلى المكان نفسه، الذي ما زال يحتفظ بملامح الماضي وألعابه القديمة. وتقول شيماء فؤاد، إحدى الزائرات، إنها تحرص على زيارة الملاهي مع أبنائها في الأعياد والصيف، بفضل موقعها المميز في بحري، أحد أعرق مناطق الإسكندرية، وأسعارها المناسبة وتنوع ألعابها رغم بساطتها. ومن جانبه قال محمد حسن، مسؤول عن مجموعة من ألعاب المراجيح، إنه يعمل بالملاهي منذ صغره مع والده، على المراجيح اليدوية، ورغم تطور الألعاب، فإن "ديزني لاند الشعبية" ما زالت تحتفظ بطابعها الأصيل ومكانتها كأحد أعرق أماكن الترفيه بالإسكندرية. وأضاف حسن أن للملاهي عدة أسماء بين الناس، منها: ملاهي بحري، وملاهي المرسي، وملاهي الغلابة، وديزني لاند الشعبية، مؤكدًا أن ارتباطها بموقعها التاريخي حولها إلى مزار شعبي متجذر في وجدان السكندريين. وقال هشام ياسر، أحد مسؤولي الألعاب، إن الملاهي كانت قديمًا موسمية، لكنها الآن مستمرة طوال العام، ويقل الإقبال في الشتاء، ويزداد الزحام بالأعياد، خاصة عيد الأضحى، مشيرًا إلى أن الأجيال تتوارث حب هذا المكان الذي حافظ على بساطته وذكريات الفرح لعقود.