بدأت مزارع العنب في محافظة الأقصر استعدادها الكامل لموسم الحصاد الذي يُعد من أبرز المواسم الزراعية في جنوب مصر، إذ تتحول الحقول الممتدة إلى لوحات طبيعية تنبض بالحركة والنشاط، حيث ينهمك العمال في جمع عناقيد العنب التي نضجت بعد شهور من الرعاية الدقيقة، وسط فرحة تُشبه الأعياد في القرى الزراعية. ويُعد العنب من المحاصيل الاستراتيجية في الأقصر، نظرًا لجودته العالية، وتزايد الطلب المحلي والعالمي عليه، خاصة العنب الأبيض والأحمر اللذان يُزرعان على نطاق واسع في مراكز المحافظة المختلفة. ويقول المهندس محمد علي العديسي، صاحب إحدى مزارع العنب في الأقصر، إن موسم الحصاد بدأ فعليًا هذا الأسبوع في عدد من الحقول بعد التأكد من اكتمال نضج المحصول وفقًا للمعايير الفنية، مضيفًا أن مزارعي العنب في الأقصر يعتمدون على تقنيات حديثة في الري والتسميد لضمان جودة العناقيد وتناسقها. وأوضح العديسي، ل"الشروق" أن عملية الجمع تبدأ في ساعات الصباح الأولى لتفادي حرارة الشمس، ويتم استخدام أدوات دقيقة لتفادي تلف الثمار، مشيرًا إلى أن الأصناف المزروعة حاليًا تشمل العنب البناتي، والفليم سيدلس، والسبيريور، وكلها موجهة للتصدير وللسوق المحلية. وذكر العديسي، أن مزارع العنب في الأقصر تُنتج سنويًا آلاف الأطنان من المحصول، تُخصص نسبة كبيرة منها للتصدير إلى أسواق الخليج وأوروبا، بسبب تميز العنب المصري بالنكهة والحجم المناسب، مؤكدًا أن هناك رقابة مشددة على عمليات التعبئة والتغليف داخل محطات الفرز، حيث يتم فرز الثمار يدويًا، وتصنيفها حسب الجودة، ثم تعبئتها في عبوات خاصة تحافظ على سلامتها خلال النقل.
وأردف أن هذا الموسم يُتوقع أن يكون من أفضل المواسم من حيث الإنتاجية والجودة، بفضل الاستقرار المناخي هذا العام وتطبيق نظم الزراعة الحديثة، موضحًا أن الحقول المزروعة بالعنب تمتد على مساحات متزايدة سنويًا في مراكز إسنا والطود والبياضية، ما يعكس نجاح تجربة التوسع في المحاصيل التصديرية، مؤكدًا أن الأقصر تمتلك إمكانيات تؤهلها لأن تكون من أهم مناطق إنتاج العنب في مصر.