أدان مجلس النواب الليبي تصرفات وسلوك حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، مُحملًا إياها المسئولية الوطنية والقانونية والأخلاقية على الأحداث الجارية في مدينة طرابلس. وقال في بيان بشأن بشأن الأحداث التي تشهدها مدينة طرابلس، اليوم الأربعاء: «شعبنا الليبي العظيم يدمي قلوبنا اقتتال الأخوة، ويحزننا سقوط الضحايا الأبرياء والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، والرعونة في التعامل مع قضايا الوطن والمواطن». وأضاف: «يحدث ذلك ونحن في آخر النفق نحو إنهاء جمود العملية السياسية، وإنهاء الانقسام الجهوي والمؤسساتي بتشكيل حكومة موحدة واحدة تدير شئون البلاد الداخلية والخارجية بيسر وسهولة، بعد أن أجمع المجتمع الدولي على أن في هذه الخطوة الحل النهائي للأزمة في البلاد». ونوه أن حكومة الوحدة الوطنية - منزوعة الثقة من مجلس النواب – وسعيها للتمسك بالسلطة لاستمرار العبث بمؤسسات الدولة، والرغبة في تعطيل هذا المشروع الوطني الذي جاء نتيجة لجهود مضنية بذلها مجلس النواب ومجلس الدولة وبعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة في ليبيا، دفع إلى «جر البلاد إلى حالة من الاقتتال بين الأخوة». وحمّل المجلس المجتمع الدولي وبعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة في ليبيا مسئولية عدم ممارسة الضغط الدولي الكافي على حكومة الوحدة الوطنية للتخلي عن السلطة، وتسليمها لحكومة موحدة واحدة، ومن ذلك سحب الاعتراف الدولي بشرعيتها، ودعم ومساندة مجلسي النواب والدولة لتشكيل حكومة جديدة محددة الولاية؛ مهمتها إنهاء الانقسام المؤسساتي، ودعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لتنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية المتزامنة؛ طبقا لمقترح ورأي اللجنة الاستشارية التي اختصت بمعالجة القضايا الخلافية في الإطار الانتخابي. ودعا مجلس الدولة إلى التواصل مع مجلس النواب ومباشرة العمل والتنسيق لتشكيل حكومة موحدة واحدة في أقرب وقت، من شأنها واختصاصاها تهدئة الأوضاع وإحلال الأمن والسلام. وأكد أنه «يعطي الأهمية القصوى لوقف الاقتتال فورا، وفتح ممرات أمنة وتمكين الجهات المختصة من ممارسة واجباتها في حماية المدنيين، والقيام بعمليات الإنقاذ والإسعاف وإطفاء الحرائق». وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية أن مصر تتابع ببالغ القلق التطورات الجارية في دولة ليبيا الشقيقة والاشتباكات العسكرية القائمة في العاصمة طرابلس، وما قد تؤدي إليه من تصعيد مفتوح وتهدد مقدرات وأرواح الشعب الليبي الشقيق. وأهابت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية بجميع المواطنين المصريين المتواجدين في ليبيا، بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر والتزام منازلهم لحين تبين الأوضاع وعودة الهدوء والاستقرار، والتواصل مع السفارة المصرية في طرابلس حال وجود أية أحداث تمس المواطنين المصريين، علمًا بأنه تم تخصيص رقم هاتف (00218914897985) لهذا الغرض. ودعت مصر الأطراف الليبية كافة إلى إعلاء المصالح الوطنية وإنهاء حالة التصعيد القائمة، والاحتكام لصوت العقل حفاظًا على مقدرات الدولة الليبية.