لم يكن ليأتي فوز المخرج التايلاندي ابيتشات بونج ويراسيتاكول بجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم بمهرجان كان السينمائي 2010 في وقت أفضل من هذا بالنسبة لبانكوك المكلومة. وقالت إينج كانجانافانيت، منتجة الأفلام المستقلة: إنها أخبار رائعة في وقت نحتاج فيها لأخبار طيبة، كتبت له رسالة نصية قصيرة في الليلة الماضية لأقول له الشعب التايلاندي يحتاج فوزك. وفاز ابيتشات بونج أمس الأحد بجائزة المهرجان لأفضل فيلم عن فيلمه المثير للجدل العم بونمي يتذكر حياته السابقة. ويأتي فوزه بينما تلم بانكوك شعثها جراء مظاهرات عنيفة مناهضة للحكومة على مدار شهرين تركت العاصمة مشتعلة والبلاد منقسمة للغاية بين مؤسسة محصنة وقوى التغيير. ويعتبر أبيتشات بونج (39 عاما) نفسه مدافعا قويا عن التغيير على الأقل في صناعة السينما المحلية في تايلاند التي تعانى من قيود الرقابة الصارمة. وقال المخرج التايلاندي للصحفيين المحليين في كان: لا يمكننا صناعة فيلم عن الوضع الحالي، مشيرا إلى قتال الشوارع الذي تشنه القوات ضد المتظاهرين، ما أسفر عن مقتل 85 شخصا. كما أنه منتقد صريح للنظام التقليدي من المعايير المزدوجة في تايلاند وهي شكوى سائدة بين معظم المتظاهرين القرويين الذين تدفقوا إلى تايلاند على مدار الشهرين الماضيين. وأصبحت المعايير المزدوجة شعارا لوصف توجه النظام التايلاندي، سواء أكان النظام القضائي أو الشرطة أو وزارة الثقافة في محاباة الأغنياء والمشاهير وأصحاب النفوذ الاجتماعي على حساب المواطنين العاديين. واحتج أبيتشات بونج في الشهر الماضي على قرار وزارة الثقافة بمنح المخرج الشهير صاحب العلاقات القوية تشاتري تشاليرم ثلثي ميزانية تبلغ 300 مليون باهت (9.4 مليون دولار) للمساهمة في تمويل الجزء الثالث من مسلسله سري سورييوثاي، وهو مسلسل ملحمي تاريخي يدور حول الملك التايلاندي الذي تمكن بمساعدة زوجته المخلصة من هزيمة بورما في عام 1548 . ويعد تدعيم صناعة السينما جزءا من البرنامج الحكومي تايلاند القوية، الذي يهدف لتشجيع الإبداع في الاقتصاد. وحصل أبيتشات بونج على 3.5 مليون باهت من البرنامج، لكنه احتج مطالبا بضرورة منح أموال أكثر للفنانين الشباب الصاعدين بدلا من تشاتري، الذي يعد بالفعل شخصية كبيرة في صناعة السينما التايلاندية. واندهش كثيرون من حصول أبيتشات بونج على أموال من البرنامج الحكومي. وقالت إينج إن الرأي العام بين صناع السينما أن الحكومة أعطته الأموال لشراء صمته، للقضاء على مجتمع الفيلم المستقل من خلال إلقاء عظمة لأكبر كلب، وكان رفض مشروع فيلم إينج الأخير ماكبث التايلاندي. ولم يكن التمويل بالنسبة لأبيتشات بونج يعني الصمت، حيث انتقد أثناء تواجده في مهرجان كان السينمائي الرقابة المفروضة على السينما في بلاده، والتي أصبحت أكبر عائق في الصناعة إلى جانب ضعف التمويل. وقال كرايساك تشونهافان، العضو البارز في الحزب الديمقراطي الحاكم: ما يقوله عن العوائق والعراقيل التي تفرضها الرقابة في تايلاند صحيح تماما. وقال كرايساك إن: مسئولو الرقابة التايلاندية يعتقدون أن الشعب التايلاندي مجموعة أطفال، نظام الرقابة قمعي للغاية ورجعي حيث لا يوجد أي سبيل يمكن من خلاله تشجيع صناعة السينما مثل الطريقة الموجود في كوريا الجنوبية. وأشار إلى أن وزارة الثقافة شكلت فقط في عام 2006 وأن كثير من موظفيها تم تعيينهم من إدارة الألعاب الرياضية. وتقضي قواعد الرقابة بأنه يجب الحصول على تصريح من رابطة أطباء تايلاند لعرض مشهد لطبيب يقبل ممرضة، بينما يجب حصول مشهد لراهب تايلاندي على موافقة من رابطة البوذيين التايلانديين. وحظر في تايلاند عرض معظم أفلام أبيتشات بونج، التي تقترب كثيرا من المواضيع التي تعد من المحرمات الاجتماعية مثل المثلية الجنسية . وقال بريان بينيت، مؤسس مهرجان بانكوك السينمائي الذي ينظم حاليا مهرجانا للأفلام القصيرة للعام المقبل في تايلاند: من حسن حظه أنه حصل على دعم كبير من الخارج. ويعرف عن المخرج التايلاندي بأنه من مخرجي الطليعة ويشتهر بأفلامه المختلفة أو الجديدة، الأمر الذي جعل نجاحه في الفوز بالجائزة الرئيسية في مهرجان يمثل نوعا من المفاجأة بسبب قصة الفيلم الغريبة، وهو ما ترك بعض رواد المهرجان في حيرة وآخرين في حالة دهشة. ونال أبيتشات بونج شهرة كبيرة في المهرجانات السينمائية في جميع أنحاء العالم على مدى سنوات وحصل على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان 2004 عن فيلم أمراض استوائية.