دورة أخرى من المهرجان تختتم ليل غدٍ الأحد، وعلى الرغم من كونها أقصر نوعا ما مقارنة مع الدورات السابقة للمهرجان، إلا أن المهرجان حافظ على تلك الجاذبية المعهودة.ولوحظ أن صانعي الأفلام المحترفين كما الهواة أتوا بأعداد غفيرة هذا العام، إلى جانب السياح القادمين من أنحاء العالم، وأعلن عن أن المهرجان منح ما يقارب من عشرة آلاف موافقة وبطاقة مشاركة لمشاركين من أنحاء العالم، فيما منح ما وصل تقريبا إلى ستة عشر ألف موافقة وبطاقة مشاركة في دورته قبل عامين أي قبيل الأزمة المالية التي تضرب العالم اليوم. ونقلت "الرأي" أبرز التعليقات والتحليلات التي وردت عن مهرجان كان بمختلف المواقع الإخبارية والإليكترونية، وسنتناولها بشقيها المتعلق بالأفلام والآخر المتعلق بكواليس كان. التفاصيل: قريباً من الأفلام 1- هذا العام تحول اختيار الأفلام التي ستتنافس على السعفة الذهبية إلى مشكلة حقيقية فالمهرجان كافح ليصل بعدد أفلام المسابقة في النهاية إلى 19 فيلما، وهو عدد قليل مقارنة مع السنوات العشر الأخيرة، فاختيار فيلم "الغضب" للمخرج تاكيشي كيتانو - لعرضه داخل مسابقة كانت أصلا تعاني من قلة توافر الأفلام التي تصلح للتسابق على أن تكون واجهة مميزة لسينما العالم في 2010 - طرح الكثير من التساؤلات. 2- فيلم الافتتاح كان روبين هود بطولة راسل كرو وكيت بلانشيت وهما من أستراليا يلعبان بطولة فيلم إنكليزي الهوى 100%، أما المعالجة الجديدة لأسطورة روبين هود فمختلفة عما اعتدناه فهود هنا ليس اللص الذي يسرق من الأغنياء ليعطي الفقراء، بل هو السير روبين المقاتل الشجاع في جيش الملك ريتشارد قلب الأسد ويعود من الحروب الصليبية لكي يجد نفسه وقد اتخذ موقفا ضد أولئك الذين يتآمرون على الملك بل ويريدون تسليم البلاد للفرنسيين. أما حبيبة روبين ماريان التي ستلجأ معه إلى غابة شيروود التي يشن منها هجماته ضد الأثرياء تصبح هنا أرملة لأحد النبلاء أيضا بدلا من خادمة في بيت من بيوت الأرستقراطيين اللصوص. 3- فيلم الختام سيكون الفيلم الفرنسي الشجرة The Tree للمخرجة جوليت بيرتوشيللي (وهي ابنة المخرج المعروف جان لوي بيرتوتشيللي)، وبطولة الممثلة شارلوت جانيسبرج التي لعبت بطولة فيلم نقيض المسيح الذي أثار ضجة في المهرجان العام الماضي. ويعتبر هذا الفيلم الذي صورت أحداثه في استراليا، ثاني أفلام المخرجة التي حصل فيلمها الأول منذ أن رحل أوتار، على جائزة أحسن عمل أول في مسابقة سيزار للسينما الفرنسية في 2004. 4- فيلم المخرج مانويل دي أوليفيرا حالة أنجليكا الغامضة، يعالج فيه بأسلوب مميز يقترب من التجريد والتخلص من المشاعر الجارفة فيتناول موضوع الموت، وكيف يمكن أن يكون خلاصا من الحياة الأرضية الضيقة، وتحقيقا لشيء أسمى وأجمل يتمثل في الحب المطلق الأبدي. 5- فيلم المخرج وودي ألان "ستقابلين رجلا غريبا طويلا أسمر" يضم عددا من كبار الممثلين والمشاهير مثل نعومي واتس وأنطوني هوبكنز وأنطونيو بانديراس وجوش برولين وجيما جونز وفريدا بنتو (بطلة Slumdog Millionaire) لكن وودي ألان لا يمثل في فيلمه بل ولا يظهر ولو في مشهد واحد كما يفعل كثير من المخرجين. والفيلم يتناول مفارقات العلاقة بين الرجال والنساء وبين الشباب وكبار السن وكيف يمكن أن يصل المرء إلى لحظة التحقق. ويطرح الفيلم تساؤلا مفاده، هل هناك وقت ينبغي أن يتوقف فيه المرء عن الطموح إلى اللذة بحجة أنه صار طاعنا في السن؟ وهل يمكن أن يبدأ حياة جديدة في سن متأخرة وأن يحصل على السعادة أم أن الأمر بأكمله ليس سوى وهم كبير؟ تدور أحداث الفيلم كلها في لندن والشخصيات في معظمها إنجليزية. 6- أوليفر ستون فيلمه المال لا ينام، هو الجزء الثاني من فيلمه الأول والذي استعان فيه ببطل الجزء الأول مايكل دوجلاس الذي كان أداؤه واثقا ولبسه الدور جيدا لأنه أيضا كتب خصيصا له. أما الإنكليزية كاري موليجان التي تألقت في فيلم التعليم ورشحت للأوسكار عن دورها فيه، فقد فرضوا عليها التحدث باللكنة الأميركية البشعة وهو ما جعلها لا تشعر بالراحة بعد أن خرجت أيضا من بيئتها الطبيعية، بل وبدت ملامح وجهها وقد شاخت قبل الأوان! ويظهر شارلي شين كضيف شرف في مشهد واحد من الفيلم يدور في حفل، كما يظهر المخرج أوليفر ستون حوالي ثلاث مرات كباحث عن الحقيقة عبر الإنترنت ومتلصص على عالم وول ستريت.