أكد الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن التدخين أخطر من مرض الإيدز؛ حيث يتسبب في وفاة ثلاثة أشخاص كل دقيقة على مستوى العالم بمعدل 4.3 مليون نسمة سنويا، فيما يقتل الإيدز 2 مليون من البشر فقط. وقال، في ندوة طبية استضافتها "ساقية الصاوي" مساء أمس الثلاثاء، إن النيكوتين الموجود في التبغ هو المادة السامة الأقوى على وجه الأرض وأسرع السموم في القضاء على الضحايا والجرعة القاتلة منه تتراوح من 30-60 ملليجراما، وأن تأثيره يصل للمخ بعد 10 ثوان فقط من بدء التدخين، مشيرا إلى أنه يؤدى إلى زيادة عدد ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وضيق الأوعية الدموية في الجلد، وكان يتم استخدامه كمبيد حشري فعال في الثلاثينيات من القرن الواحد والعشرين. وأشار إلى أن التدخين هو السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة، وأن ضحاياه بلغوا خلال القرن الماضي أكثر من 100 مليون شخص، فيما بلغ ضحايا مرض الإيدز -منذ ظهوره وحتى الآن- 40 مليون شخص. وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية تتوقع -في إحصائيات حديثة تم نشرها على شبكة الإنترنت- أن يرتفع عدد الوفيات بسبب التدخين إلى 10 ملايين حالة وفاة سنويا في عام 2020، وستكون 70% من هذه الوفيات (أي 7 ملايين شخص) في الدول النامية، لافتا إلى أنه بهذا المعدل سيموت مليار من البشر من التدخين في القرن الحالي. وأضاف أن عدد المدخنين في العالم يزيد عن 2.1 مليار نسمة، من بينهم 200 مليون امرأة، وأن نسبة المدخنات للمدخنين في دول العالم الثالث يصل إلى 7% مقابل 48%، وفي العالم المتقدم 24% مقابل 42%. وقال إن البنك الدولي يقدر خسائر تكاليف الرعاية الصحية لضحايا التبغ 200 بليون دولار سنويا، وفي مصر يبلغ متوسط الإنفاق الشهري للفرد على السجائر 110 جنيهات، لافتا إلى أن هناك 4 ألاف مادة سامة تنبعث في الهواء الجوي جراء تدخين التبغ، من أبرزها النيكوتين الذي يعد أكثر المواد فاعليه في التبغ والمسبب للإدمان. وأوضح أن للتدخين أثرا على ظهور الشيخوخة المبكرة وزيادة التجاعيد الجلدية بمقدار خمسة أضعاف عند المدخنين، وأنه يدمر فيتامين "سي" الذي يعد من المواد المضادة للأكسدة، والتي تزيد من كفاءة الجهاز المناعي.