دعا منتصر الزيات، رئيس منتدى الوسطية بمصر، الحركات الإسلامية إلى ترشيد خطاباها الدعوي والحركي، بالقول إن عليها أن تتجه إلى التكافل الاجتماعي، ووضع حلول اقتصادية للمشكلة التي تقع فيها المجتمعات. واستنكر الزيات، في الندوة التي عقدت صباح اليوم الاثنين، حول دور تيار الوسطية في نهضة الأمة، منهج بعض الجماعات الإسلامية في انتهاج العنف، وقال: إن هذه المواقف أعاقت الجماعات عن خدمة الدين والاستفادة من قدرتها في العمل الدعوي. وعرّف الزيات الوسطية بأنها الصبر على تحمل المواقف الواضحة المتمسكة بالحق، وقال: إن عددا من العلماء الموجودين على الساحة الآن يتعرضون للمعاناة الشديدة بسبب مواقفهم الواضحة، معتبرا الصبر على هذه المعاناة مرادفا للوسطية. واستدل بالدكتور محمد عمارة، المفكر الإسلامي المعروف والمشارك في الندوة، وقال إنه يثار حوله حملات هجومية كثيرة تخرج من مشكاة واحدة، كما أشار إلى منع الكاتب فهمي هويدي من الكتابة في الجرائد القومية. من جانبه، قال الدكتور محمد عمارة: إن العالم الإسلامي يشهد احتلالا لم يشهده في القرن التاسع عشر وهو قرن الاستعمار، وأشار إلى أن الجيوش الموجودة في الدول والظلم الاجتماعي أدى إلى انتهاجها للعنف، مستنكرا دعاوى تغيير المناهج الدينية، وما يشاع عن دعمها للعنف، وقال إن مدراس أفغانستان ظل طلابها لا يستطيعون حمل "سكين مطبخ"، ولكن الاستعمار أدى للأحداث الحالية، وكذلك ما يحدث في الصومال الآن، منوها عن أن ثلث الشعب العراقي قبل الاحتلال كان يتزوج زواجا مختلطا بين السنة والشيعة رغم الخلفية العدائية، إلا أن الواقع أظهر العنف. من جهته، أشار مروان الفاعوري، الأمين العام لمنتدى الوسطية بالأردن، في المؤتمر الذي حضره عدد من المتخصصين فى الحركات الاسلامية في العالم، إلى أن تراجع التيارات الإسلامية عن المجال الدعوي وتبني التطرف أدى إلى اتجاه لمقاومة الارهاب بدلا من مواجهة الفقر فى المجتمعات والاهتمامات بالمشكلات الحقيقية. في حين ألقى الصادق المهدي، رئيس المنتدى العالمي للوسطية، باللوم على دعاة السلفية الذين يتمسكون بالماضي فقط، وأطلق عليهم مصطلح دعاة السلفية "المتحفية"، وقال: إن تقديس الاجهتادات السابقة أدى إلى تراجع الأمة وإلى اتباع الغرب بخيره وشره؛ الأمر الذي أدى إلى ضياع الهوية. وأضاف "أن النجاة تكون بالتمسك بالأصول ومراعاة الواقع"، مشيرا إلى أن الغرب يهدف إلى تقسيم السودان والسعودية وإقامة دولة للأقباط فى مصر".