ما حقيقة الأجسام الطائرة التي تحلق فوق الولايات المتحدة؟

تشهد الولايات المتحدة حالة من القلق والارتباك بعد الإبلاغ عن مشاهدات متكررة لطائرات مسيّرة مجهولة الهوية فوق مناطق سكنية، مواقع حيوية، ومنشآت عسكرية.
وتأتي هذه التقارير وسط دعوات لاتخاذ إجراءات عاجلة للتعامل مع هذه الظاهرة التي وصفها البعض بأنها تهديد محتمل، بينما تصفها السلطات الفيدرالية بأنها "حالات خطأ في تحديد الهوية" أو نشاط تجاري قانوني.
بدأت المشاهدات في 18 نوفمبر بولاية نيوجيرسي، حيث أبلغ السكان عن طائرات مجهولة تحوم فوق مناطقهم ليلاً، أحياناً في مجموعات، وتستمر في الطيران لساعات. وشملت التقارير مواقع حساسة مثل منشأة "Picatinny Arsenal" العسكرية ونادي الجولف الخاص بالرئيس المنتخب دونالد ترامب في بيدمنستر، بالإضافة إلى محطة "Naval Weapons Station Earle" البحرية.
-التحقيقات وردود الفعل الرسمية
أعلنت السلطات الفيدرالية، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI" ووزارة الأمن الداخلي "DHS"، أنها تتعامل مع هذه المشاهدات بجدية، مشيرة إلى أنه لا توجد أدلة على وجود تهديد أمني أو صلة بنشاط أجنبي.
وقال وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس: "لا توجد حتى الآن أي معلومات تشير إلى أن هذه المشاهدات تمثل تهديداً للسلامة العامة أو الأمن القومي".
رغم ذلك، ضغط سياسيون محليون، مثل حاكم نيوجيرسي فيل مورفي، للحصول على مزيد من الموارد الفيدرالية، مشددين على ضرورة "تعبئة جميع الإمكانيات" لإنهاء هذه المشاهدات.
-إجراءات جديدة لمواجهة الطائرات المسيّرة
رداً على المخاوف، أرسلت وزارة الدفاع أنظمة متطورة للكشف عن الطائرات المسيّرة إلى منشآت عسكرية في نيوجيرسي، وتم أيضاً نشر أنظمة مماثلة في ولايات أخرى مثل نيويورك وكونيتيكت للمساعدة في تحديد مصدر الطائرات.
في نيويورك، أغلقت السلطات المجال الجوي فوق مطار "ستيوارت الدولي" مؤقتاً بسبب نشاط مشبوه للطائرات المسيّرة، وفي أوهايو، تم إغلاق المجال الجوي فوق قاعدة "رايت باترسون" الجوية، حيث تم رصد نشاط مشابه.
-جدل حول التعامل مع الطائرات
دعا الرئيس المنتخب دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي إلى إسقاط الطائرات المجهولة، وكتب على منصته "Truth Social": " إذا كانت الحكومة تعرف، فعليها إبلاغ الناس، وإذا لم تكن تعرف، فعليها إسقاطها!".
من جهته، حذر البنتاجون من أن إسقاط الطائرات قد يكون خطيراً، موضحاً أن هذا الخيار يُعتبر "الملاذ الأخير" لما قد يسببه من أضرار جانبية محتملة.
-استمرار الغموض والتساؤلات
بينما تؤكد السلطات أن غالبية التقارير قد تكون نتيجة خطأ في تحديد الهوية أو نشاط قانوني، إلا أن البعض يظل متشككاً في التفسير الرسمي.
وصرّح مسئول في وزارة الدفاع قائلاً: "نحن لا نعرف ما إذا كان هذا النشاط إجرامياً أو مجرد تصرف غير مسئول، لكنه بلا شك يثير الإحباط".
يذكر أن الطائرات المسيّرة أصبحت منتشرة بشكل كبير في الولايات المتحدة، حيث يوجد أكثر من 790 ألف طائرة مسجلة لدى إدارة الطيران الفيدرالية "FAA"، موزعة بالتساوي بين الاستخدامات التجارية والترفيهية.
ورغم تطمينات المسئولين، تبقى هذه الظاهرة مصدر قلق للكثيرين، خاصة مع استمرار التقارير عن مشاهدات جديدة، ويدعو خبراء إلى ضرورة تحديث القوانين والتكنولوجيا لضمان تنظيم هذا المجال المتنامي وضمان الأمن والسلامة العامة.