أعلن د. أحمد بهاء الدين قنصل مصر في لاجوس ل"الشروق" أن "السفير محمد عبد الحكم - مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية- أصدر تعليماته اليوم السبت، لمكتب الخارجية بمطار القاهرة لتسهيل إجراءات دخول الجثمان واستلامه، والتعامل بكل سهولة مع أهل المتوفى"، مؤكدا أنه تم نقل الجثمان على متن طائرة تتبع الخطوط الفرنسية أقلعت من مطار لاجوس في التاسعة والنصف من مساء الجمعة، في رحلة غير مباشرة للقاهرة عبر باريس لتصل مصر في السابعة من مساء أمس. وأضاف القنصل المصري في لاجوس - العاصمة القديمة لنيجيريا والتي تبعد عن مكان الحادث بنحو 1000 كيلو متر- إن شريف نجيب السفير المصري في العاصمة أبوجا يقوم بالاتصال بأعلى المستويات في الحكومة الفيدرالية النيجيرية لمتابعة سير التحقيقات وتسليم القاتلين للعدالة، مضيفا أنهم يتابعون مع الشركة التي كان يعمل بها الفقيد للحصول على كافة مستحقاته منها ووصولها لذويه. وأكد أن الحادث لم يكن سياسيا أو ضد مصر، وإنما كان عملية سطو لميليشيات مسلحة من المتمردين الذين يطالبون الحكومة بزيادة نسبتها من عوائد البترول، مشيرا إلى أنهم سرقوا كل ما كان مع الفقيد حتى الهاتف المحمول. وأضاف أن السفارة المصرية لن تطالب المصريين بأن يتركوا البلد، بالرغم من خطورة المنطقة وتعرض العديد من موظفي الشركات الدولية للخطف أو للقتل أكثر من مرة، حيث تم خطف 5 موظفين من دول غربية الشهر الماضي، لأن الشركات الدولية العاملة في هذه المنطقة لم تترك البلد، بل تتفاوض مع المتمردين لدفع الفدية ولا تمنع هذه الحوادث من استمرار الشركات في العمل في ظل الوضع الأمني المتدهور، مشيرا إلى أن كل المطلوب من المصريين هناك أن يسجلوا أسماءهم في السفارة أو القنصلية لإعطائهم الإرشادات الأمنية ومتابعتهم. وقال بهاء الدين إننا "نواجه مشكلة كبيرة في تحديد عدد المصريين الموجودين بنيجيريا، لأن الغالبية العظمى من المصريين الذين يأتون إلى نيجيريا لا يهتمون بتسجيل أنفسهم في القنصلية أو السفارة"، مشيرا إلى أهمية التسجيل حيث سيتم الاتصال به ومتابعته أولا بأول، وقال "أحيانا تحدث حادثة ضحيتها مصري وأنا ليس لدي علم بأنه موجود أصلا في نيجيريا". وأشار إلى أن العدد التقريبي للمصريين في نيجيريا يصل إلى ألف مصري في الشمال، ومثلهم في الجنوب، غالبيتهم من الصفوة حيث يعملون كأطباء ومهندسين ويحصلون على رواتب مرتفعة، ويخرجون في حراسة الجيش أو حراسة شركات أمن خاصة. من جهتها، شكرت المهندسة جيهان عبد المنعم زوجة القتيل –في اتصال هاتفي معها- تعاون القنصلية المصرية في لاجوس، وقالت "إنها تتمنى سرعة إنهاء وتسهيل الإجراءات في المطار كي يلحقوا أن يصلوا عليه بعد صلاة العشاء في المسجد المجاور للمطار ودفنه". وعلقت على الحادث قائلة "حرام علينا أن يذهب أحد منا لهذه المناطق الخطرة.. رايحين نعمل طرق لناس متستاهلش.. أنا أصلا كنت ضد سفره إلى هذا المكان الخطر، لكن قدر الله وما شاء فعل".