على قدر أهل العزم يأتي التأهل .. ظل الأهلي متمسك بأمل الصعود إلي دور المجموعات في دوري أبطال أفريقيا بعد هزيمته الكبيرة بهدفين من الاتحاد الليبي ..ظل يكافح التكتل الدفاعي الصلد من منافسه في ستاد القاهرة حتى أحرز 3 أهداف أنهي بها التفوق الليبي وخطف بطاقة الصعود . يستحق بطل الدوري المصري التأهل ليس لأنه فاز بالنتيجة التي تحسم صعوده ولكن لأنه كان الأكثر سيطرة واستحواذ وفرص خطيرة على المرمى التي أضاعها الواحدة تلو الأخرى وفي المقابل يستحق الاتحاد الليبي الشهير بالتيحا الإشادة لأنه قدم عرض جيد وأن كان شعاره التيحا والكرة المليحة فأن ثلاثية الأهلي كانت أيضا مليحة حيث إلي أن أفتتح عماد متعب الثلاثية بهدف من لوحة فنية رائعة . في الدقيقة 60 وبينما الأوضاع متأزمة والأمل يبتعد تلقى متعب الكرة العرضية من جهة اليسار من سيد معوض في ارتفاع متوسط يقابلها بيسراه ويهيئها لنفسه وهو يلف بزاوية 90 درجة ويسددها بيمناه قوية في الزاوية العكسية لمرمى الحارس المميز سمير العبودي تكون الهدف الأول الذي بدأ يعيد الأمل . لم يكن الهدف الثاني متوقعا لأن الأهلي على مدى 75 دقيقة لعب عشرات الكرات العرضية العالية على رؤوس مهاجميه فلم تثمر لأنها أما كانت من نصيب العبودي يستعرض في التقاطها أو على رؤوس المدافعين الليبيين الذي يشتتونها أو تمر ضالة لا تجد من يلمسها . ولأن أسامة حسني شارك في الدقيقة 63 بدلا من شريف عبد الفضيل فقد بدأ الجمهور الأهلاوي ونجمي الطرفين في الشوط الثاني سيد معوض ومحمد بركات يمنيان النفس بضربة رأس متقنة منه على طريقته المعتادة .. ولكن هذه المرة كان محمد فضل لها برأسه وبتركيز شديد حولها علي يسار العبودي في الدقيقة 75 ليعود الفريقان إلي نقطة التعادل بناء على نتيجة المباراتين . لاح شبح ركلات الترجيح مع انتهاء الوقت الأصلي للمباراة ورفع الحكم الرابع لوحته مشيرا باحتساب حكم الساحة 5 دقائق حتى بدأ الجميع يتأهب لمشاهدة فاصل من التوتر العصبي مع ركلات الترجيح إلا أن شهاب الدين أحمد كان لديه رأي أخر أراح المصريين وقضى على آمال أشقائهم الليبيين بقذيفة بعيدة المدى كانت كالشهاب الذي خطف العيون والألباب وأزال عن الأهلي الغمام . من أكثر من 35 ياردة سدد شهاب تسديدة صاروخية سكنت الزاوية العليا اليمنى لمرمى الاتحاد ولم يكن عبودي قادر على أن يفعل لها شيء ..وقد سبقها بتسديدتين صاروخيتين أقربها مرت بجوار العارضة بسنتيمترات قليلة وأكدت أنه مكلف بالتسديد البعيد ولكن أن يأتي الهدف في التوقيت القاتل وأن يكون الحاسم هذا ما زاده حلاوة وأدخله ذاكرة التاريخ الأهلاوي على طريقة هدف أبو تريكة في الصفا قسي التونسي الأهلي بعيدا عن النتيجة كان الأكثر سيطرة أمتلك الكرة ولعب بدفاع متقدم معتمدا في البداية على الكثافة العددية في وسط الملعب وأنهاء الهجمة كان هو المشكلة التي لا تزال أزلية في الكرة المصرية فالذي يرى مباراة تشيلسي الانجليزي قبل هذه المباراة بدقائق وهو يحرز 8 أهداف في مرمى ويجان يعرف الفارق بين استثمار الفرص وأنصاف الفرص وبين الفريق الذي يضيع الأهداف المحققة .. فقد كانت هناك أكثر من فرصة في حلق المرمى ولكنها لم ينتهي كما يجب. بدا الفريقان الشوط الأول بسيناريو متوقع دفاع مرسوم بدقة من جانب المدرب الصربي ميودراج المدير الفني للاتحاد الليبي وهجوم من الأهلي معتمداً على الكرات العرضية عن طريق الاختراق من الأجناب . قاد شريف عبد الفضيل الهجوم من جهة اليمين ومحمد بركات من جهة اليسار يدعمه سيد معوض وكانت العرضيات التي لعبها الأهلي من الناحيتين سببا في ظهور دفاع الاتحاد متألقاً فحتى الثغرات التي كانت تظهر بتكفل مهاجمو الأهلي بعلاج الثغرات التي كانت تنتج من عدم التركيز في التمركز فأضاعوا عدة فرص سهلة لمتعب وأحمد حسن وكان البطء في إنهاء الهجمة وضعف التسديد وقصور الرؤية للزملاء من أهم الأسباب . وفي هذا الشوط افتقد الأهلي عنصر هام من العناصر المهمة في تنويع الهجمات وهو إجادة الاختراقات من العمق حيث كانت الهجمة الوحيدة التي نجح فيها الفريق المصري من الاختراق لمحمد بركات ويسدد ولكن الحارس سمير العبودي حارس مرمى الفريق الليبي وحاول في الدقيقة ال39 أن يصنع هدفاً كالذي تعادل به لفريقه في مباراته الأخيرة مع الزمالك ولكن الحارس الليبي أنقذها. تعرض مرمى صاحب الأرض للخطورة عدة مرات كان أخطرها في الدقيقتين الأخيرتين فمن تسديدة قوية لداودا كاميلو خرجت الكرة بجوار القائم الأيمن والثانية لعبد العزيز بريش و تصدى لها القائم الأيمن . في الشوط الثاني لعب محمد فضل من البداية بدلا من أحمد حسن في محاولة لزيادة عدد اللاعبين المتواجدين داخل منطقة الجزاء ومع الدفع بأسامة حسني بدلا من شريف عبد الفضيل انتقل بركات إلي جهة اليمين فكان مركز ثقل الأهلي الذي بدأ يعتمد على الانطلاقات من ناحيته ويفعل الاختراقات من العمق ومن لكن ارتباك المساعد حال دون تنفيذ انفراد لأسامة حسني حيث أوقفه للتسلل كان لتوالي الهجمات والكرات المتنوعة على منطقة جزاء الاتحاد أثرها في الحد من تقدم مهاجميه حيث ألقى ميودراج بكوليبالي منفردا ونجح وائل جمعة في السيطرة على الأوضاع الدفاعية بكفاءة عالية لتنتهي المباراة بتفوق الأهلي وحصوله على بطاقة الصعود . ويحسب لحسام البدري مدير الفني أنه استطاع أن يقرأ أخطاء الشوط الأول ويعالجها بصورة جيدة ويفتح أمام فريقه طريق الفوز الذي واجه صعوبات من البداية ولكن كانت النهاية سعيدة للجماهير العريضة من الأهلي التي ملئت المدرجات وتخطت 60 ألف متفرج . أدار اللقاء طاقم دولي بقيادة دوي نومانديز ديسيري من ساحل العاج .