الهجمات الإسرائيلية تخلف عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين في الجيب الساحلي

خلفت الهجمات الإسرائيلية المستمرة على مختلف المناطق في قطاع غزة يوم الخميس عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين وسط استمرار الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية المسلحة والجيش الإسرائيلي.
واستهدفت الطائرات الإسرائيلية منازل سكنية وأراض زراعية ومفتوحة ومدرستي الزهراء وعبد الفتاح حمود واللتين تؤويان أعدادا من النازحين منذ صباح اليوم في مناطق متفرقة من القطاع.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني في بيان مقتضب إن حوالي 15 فلسطينيا غالبيتهم من النساء والأطفال قتلوا في استهداف المدرستين.
‏وقبل الهجوم تم اتخاذ العديد من الإجراءات بهدف تقليص احتمال المساس بالمدنيين، بما في ذلك استخدام أنواع الذخيرة والصور الدقيقة وغيرها من المعلومات الاستخباراتية، وفق البيان.
وفي مخيمات وسط قطاع غزة، شنت المدفعية الإسرائيلية والجوية قصفا مكثفا، لاسيما في المناطق الشرقية.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي أدى إلى استشهاد 56 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة.
وذكرت المصادر ل (د.ب.أ) أن الشهادء والجرحى وصلوا إلى المستشفيات، لافتا إلى أن جثث بعض القتلى وصلت أشلاء وعليها آثار حروق.
‏وفي بيان منفصل قال الجيش إن قواته العاملة في رفح عثرت أمس على حفر تحتوي على منصات إطلاق قذائف صاروخية ودمرتها في منطقة محور فيلادلفيا، على بُعد عشرات الأمتار من أكبر مخزون للوقود في قطاع غزة والذي يخدم سكان القطاع.
‏وذكر البيان أن أي ضرر بالمخزون من شأنه أن يعرض حياة عشرات الآلاف من الغزيين في المنطقة للخطر في عملية تدمير حفر الإطلاق، لافتا إلى أن مخزن الوقود لم يتعرض لأي ضرر.
وبالإضافة إلى ذلك، ذكر مصدر أمني فلسطيني أن عدة مناطق في مدينة رفح جنوب القطاع شهدت دوي انفجارات وإطلاق أسلحة رشاشة نتيجة اشتباكات تدور بين عناصر من الفصائل الفلسطينية وقوات الجيش الإسرائيلي.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم استهداف آليات إسرائيلية بقذائف "الياسين105" في حي "تل السلطان" غرب رفح.
ونشرت الكتائب مقاطع مصورة لبعض عملياتها العسكرية في حي تل السلطان التي استهدفت الآليات الإسرائيلية.
بموازة ذلك نزحت عشرات العائلات الفلسطينية من منازلها اليوم بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي سكان مناطق في شرق مدينة خان يونس بالإجلاء تمهيدا لعملية عسكرية ردا على إطلاق قذائف صاروخية على إسرائيل.
وتضطر العائلات التي تخرج من منازلها للتوجه إلى مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومنازل أقربائهم أو في خيام عشوائية بحثا عن مكان آمن.
وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في بيان عبر منصة إكس: "نداء إلى كل السكان الذين لم يخلوا البلدات التالية: السلقا وحاراتها، القرارة وحاراتها، بني سهيلا وحاراتها، عبسان وحاراتها، خربة خزاعة وحاراتها وأحياء الشيخ ناصر، مركز المدينة، السطر والمحطة، من أجل أمنكم، عليكم إخلاء تلك المناطق فورا إلى المنطقة الإنسانية" في المواصي.
وكان الجيش الإسرائيلي دعا الأحد الماضي إلى إخلاء أحياء في خان يونس بعد أقل من أسبوع من انسحابه من المنطقة نفسها بعد إطلاق صواريخ تجاه مدينة أسدود الساحلية جنوب إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في نهاية يوليو الماضي انسحابه من خان يونس بعد استكمال عملياته كافة.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع الساحلي في السابع من أكتوبر الماضي يواجه السكان معاناة النزوح من منازلهم، حيث يطالب الجيش الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لشن عمليات عسكرية فيها.
وبلغ عدد النازحين داخل القطاع بسبب الحرب الحالية نحو مليوني شخص من إجمالي 3ر2 مليون نسمة بحسب بيانات صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" أدت لاستشهاد أكثر من 39 ألف شخص ودمار كبير في المنازل والبنية التحتية.