لا يترك الرئيس السابق دونالد ترامب تجمعاً أو حديثا حتى يوجه غضبه وتوصيفاته القاسية ضد الرئيس الحالي للولايات المتحدة جو بايدن، ففي آخر تجمع ل ترامب في نيوجيرسي مساء السبت أمام حشد من عشرات الآلاف، وصف بايدن بأنه "رجل معتوه كُلياً"، وأيضاً "يفتقد إلى الذكاء". وفي حديثه إلى أنصاره في منتجع وايلدوود بجنوب نيوجيرسي، ادعى المرشح الجمهوري المفترض للانتخابات الرئاسية لعام 2024 أن القضايا المتورط فيها ليست أكثر من "محاكمة صورية لبايدن"، أي تم نصبها له لمحاربته، وقد وصف ترامب مراراً وتكراراً القضايا المرفوعة ضده بأنها ذات دوافع سياسية، حيث يواجه حالياً العشرات من التهم الجنائية في أربع قضايا جنائية مختلفة. زعم ترامب أن المدعي العام لمنطقة مانهاتن ألفين براج، والقاضي خوان إم ميرشان، "يقدمان العطاءات لصالح جو بايدن المتلاعب"، كما أشار ضمنًا إلى أن جميع الإجراءات القانونية المتخذة ضده تعمل بالفعل لصالح حملته ولا تعرقل جهوده نحو الرئاسة. وخلال خطاب آخر استمر ساعة ونصف في وأوكيشا بولاية ويسكونسن، قال ترامب إن إعادة انتخاب بايدن ستزيد الضرائب وتؤدي إلى تدمير البلاد، وأضاف: "لدينا الكثير من القوى السلبية في هذا البلد" . ادعى النائب جيف فان درو (جمهوري عن ولاية نيوجيرسي) أنه أكبر تجمع سياسي في تاريخ الولاية، وتشير التقديرات إلى أن ما بين 80 ألفا إلى 100 ألف شخص حضروا هذا الحدث، وفقًا لليزا فاجان، المتحدثة باسم مدينة وايلدوود. لم يمر وقت طويل على مهاجمة ترامب لبايدن، فقد لجأ إلى منصته للتواصل الاجتماعي Truth Social مساء الأربعاء بعد أن أكد الرئيس جو بايدن أنه سيوقف شحنات الأسلحة الأمريكية إلى غزة إذا شرعت إسرائيل في عملية عسكرية كبيرة في رفح، وكتب ترامب: "جو بايدن المحتال، سواء كان يعلم ذلك أم لا، قال للتو إنه سيحجب الأسلحة عن إسرائيل بينما تقاتل للقضاء على إرهابيي حماس في غزة". كما وصفه بالملتوي، وقال: " جو الملتوي يقف إلى جانب حماس تمامًا مثلما وقف إلى جانب الغوغاء المتطرفين الذين يسيطرون على حرم الجامعات، إن بايدن ضعيف وفاسد ويقود العالم مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة". ولم يكتف ترامب بانتقاد بايدن على هذه الأمور فقط، وإنما أيضاً حمله مسؤولية الحرب في أوكرانيا وإسرائيل، ويرى أنها لم تكن تحدث من الأساس إذا كان هو الجالس على الكرسي في البيت الأبيض، وكتب ترامب: "لكن قريبا جدا، سنعود". يتذرع ترامب بأن أسباب الهجوم القوي ضد بايدن سببه تصريحات بايدن في حواره لشبكة سي إن إن حول الأسلحة ودعم إسرائيل، وكان قد صرح بايدن الأربعاء إن إدارته لن تدعم إسرائيل أو تزودها بأسلحة هجومية إذا شنت عملية ضد حماس في المناطق المأهولة بالسكان في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ولكن هذا الهجوم مستمر منذ فترات طويلة على عدة مستويات مختلفة.