أثار توعد إيران بالرد على الاحتلال الإسرائيلي بعد استهدافه مجمع سفاراتها في العاصمة السورية دمشق، توترا كبيرا من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، خاصة بعد تهديد تل أبيب باستخدام سلاح جديد ضد إيران، لو أقدمت الأخيرة على ضرب منشآت إسرائيلية استراتيجية، وسط حالة من الخوف والتأهب ضربت الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية والتحالف الدولي. ولكن ماذا يحدث بين إيران وإسرائيل؟ وكيف كانت ردود الفعل الدولية على التهديدات المتبادلة؟ في الأول من أبريل الجاري، استهدف قصف جوي نسبه مسئولون سوريون وإيرانيون إلى إسرائيل مقرّ القنصلية الإيرانية في دمشق، ودمرها ما تسبّب بمقتل قياديَين أحدهما أكبر مسئول عسكري إيراني في سوريا، وعناصر في الحرس الثوري الإيراني، وفق ما ذكرت شبكة سكاي نيوز. وفيما بعد، ارتفعت حصيلة ضحايا الضربة التي نُسبت إلى إسرائيل واستهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق إلى 16 قتيلًا، 8 إيرانيين و5 سوريين ولبناني واحد ينتمي إلى حزب الله، وكلهم مقاتلون، بالإضافة إلى مدنيَين اثنين. وأفاد الحرس الثوري الإيراني بأنّ 7 من عناصره بينهم العميد محمد رضا زاهدي، الذي يشغل منصب قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان وفلسطين، والعميد محمد هادي حاجي رحيمي، قُتلوا في الضربة، حيث أقامت السفارة الإيرانية في دمشق مراسم عزاء، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس. -إيران تهدد بالرد: إسرائيل ستعاقب في اليوم التالي، هدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بأن الاستهداف "الجبان" لقنصلية بلاده في دمشق "لن يمرّ دون رد"، فيما حذر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي من أن إسرائيل "يجب أن تعاقب وستعاقب". وتوعدت إيران مرارا بمعاقبة إسرائيل على استهدافها للقنصلية، حيث هدد وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني بتوجيه "صفعة قوية" لتل أبيب، فيما تصاعدت تصريحات وتهديدات المسئولين الإيرانيين بالانتقام، والرد. وقالت مصادر إيرانية إن طهران نقلت لواشنطن عزمها الردّ على الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في سوريا حملها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان حمل رسالة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، أثناء زيارته الأحد لسلطنة عمان التي كثيراً ما توسطت بين طهرانوواشنطن، وفق ما نقلت وكالة دويتشه فيله الألمانية. -بعثة إيرانبالأممالمتحدة: لن نتغاضى وقالت بعثة إيران لدى الأممالمتحدة، إن "ضرورة رد إيران" على الهجوم على قنصليتها في دمشق كان من الممكن التغاضي عنه لو ندد مجلس الأمن الدولي بالهجوم. -نتنياهو: سنضرب من يضربنا ورد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل "مستعدة لسيناريوهات في مناطق أخرى" بعيدا عن قطاع غزة، الذي يعيش حربا دخلت شهرها السابع، محذرا من أن بلاده "ستضرب من يضربها". وأضاف نتنياهو، "نحن في خضم الحرب في غزة، لكننا نستعد أيضا لسيناريوهات في مناطق أخرى"، مضيفا، "مستعدون للوفاء بالمتطلبات الأمنية لإسرائيل في الدفاع والهجوم". -جالانت: جاهزون للدفاع عن أنفسنا وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، إن إسرائيل والولاياتالمتحدة تقفان "جنبا إلى جنب" في مواجهة إيران. وشدّد في بيان عقب لقائه قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال إريك كوريلا: "أعداؤنا يظنون أن بإمكانهم المباعدة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، لكن العكس هو الصحيح، إنهم يقرّبوننا من بعضنا البعض ويعزّزون روابطنا"، متابعا: "نحن جاهزون للدفاع عن أنفسنا برا وجوا بتعاون وثيق مع شركائنا، ونعلم كيف نرد". -إسرائيل تهدد بضرب إيران بقنابل كهرومغناطيسية وقالت القناة "12" العبرية، إن "هناك اتجاها في إسرائيل لاستخدام قنابل كهرومغناطيسية لشن هجمات داخل إيران، من شأنها أن تعيدها إلى العصر الحجري". ووفق ما نقلت القناة العبرية، فالقنابل الكهرومغناطيسية لم تُستخدَم في الحروب الحديثة، ولكن تداعيات استخدامها معروفة للخبراء العسكريين، فهي قنابل غير قاتلة للأفراد، إلا أنها تصنع موجات كهرومغناطيسية قادرة على شل محطات الكهرباء والإلكترونيات في محيط سقوط القنبلة. وزعمت قناة "12" العبرية أنه في حال حدوث شلل واسع وتعطل المحولات الكهربائية في بلد مثل إيران، يمكن افتراض أن التداعيات ستطال النظام الإيراني الحاكم. -أمريكا تحذر موظفيها من الخروج من تل أبيب أعلنت الولاياتالمتحدة، أنها منعت موظفيها في إسرائيل وأفراد أسرهم من السفر لأغراض شخصية خارج مناطق تل أبيب الكبرى والقدس وبئر السبع، وسط تهديدات من إيران بالانتقام من إسرائيل عدوها في المنطقة. وقالت السفارة الأمريكية -في تحذير لها-، إنه لمزيد من الحذر، يمنع موظفو الحكومة الأمريكية وأفراد أسرهم من السفر لأغراض شخصية خارج مناطق تل أبيب الكبرى والقدس وبئر السبع حتى إشعار آخر. وأضافت أنه يسمح لموظفي الحكومة الأمريكية بالتنقل بين هذه المناطق الثلاث لأغراض شخصية. -أمريكا تؤكد دعمها الثابت لإسرائيل من جانبه، أكد البيت الأبيض، دعمه الثابت لإسرائيل في مواجهة تهديدات إيران، مع عدم الرغبة على تأجيج الصراع، وفق ما نقلت قناة الحرة الأمريكية. وقال البيت الأبيض: "لا نرغب في اتساع نطاق الصراع ودعم واشنطن لإسرائيل لا يزال ثابتا في مواجهة تهديدات إيران ووكلائها". وتابع البيت الأبيض أنه "نقل لإيران أن واشنطن ليس لها علاقة بهجوم القنصلية في دمشق"، موضحا أن "عدم رغبة الإدارة الأمريكية في اتساع نطاق الصراع". -بايدن: سنبذل كل ما في وسعنا لحماية إسرائيل وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الولاياتالمتحدة "لا تزال ثابتة بشأن التزامها بحماية إسرائيل" في مواجهة التهديدات الإيرانية. وأكد بايدن أن إيران "تهدد بشن هجوم كبير على إسرائيل" في أعقاب مقتل جنرالات إيرانيين في القنصلية الإيرانية في دمشق، متابعا: "كما قلت لرئيس الوزراء نتنياهو، فإن التزامنا بأمن إسرائيل ضد هذه التهديدات من إيران ووكلائها ثابت، وسنبذل كل ما في وسعنا لحماية أمن إسرائيل". -أمريكا تتواصل مع تركيا والصين والسعودية وتحدث وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن إلى وزراء خارجية تركيا والصين والسعودية خلال الساعات ال24 الماضية لتوضيح أن التصعيد ليس من مصلحة أي طرف. وأضافت الخارجية أن الولاياتالمتحدة "لا تزال تشعر بقلق بشأن مخاطر التصعيد في الشرق الأوسط خاصة بعد تهديدات إيران لإسرائيل". -فرنسا وبريطانيا وألمانيا يحذران ومع تصاعد التوتر، دعت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا إيران وإسرائيل إلى ضبط النفس وتجنب "تصعيد إقليمي جديد" في المنطقة. -تحذيرات من السفر للشرق الأوسط وحذرت عدة دول مواطنيها من السفر لدول في الشرق الأوسط، حيث نصحت وزارة الخارجية الروسية مواطنيها بالامتناع عن السفر إلى الشرق الأوسط خاصة إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية. فيما نصحت وزارة الخارجية الفرنسية، المواطنين الفرنسيين بعدم السفر إلى إيران ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية وسط تهديدات إيران لإسرائيل. وقالت وكالة رويترز للأنباء، إن الخطوط الجوية النمساوية ألغت كل رحلاتها إلى إيران حتى 18 إبريل الجاري. -إيران تستولي على سفينة إسرائيلية ووسط حالة التأهب العالمية، أعلنت إيران أن الحرس الثوري الإيراني أوقف سفينة شحن مرتبطة بإسرائيل، استولت عليها القوات البحرية الخاصة التابعة للحرس الثوري بالقرب من مضيق هرمز، ترفع علم البرتغال، تديرها شركة شركة زودياك المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي يدعى إيال عوفر، وذلك ردا على قصف قنصليتها فى دمشق. -إيران تبدأ بالرد وحالة تأهب في إسرائيل ومساء أمس، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، إن إيران أطلقت طائرات بدون طيار وصواريخ باتجاه إسرائيل، مضيفا، "نحن نتابع التهديد في المجال الجوي، إنه تهديد سيستغرق عدة ساعات للوصول إلى إسرائيل". وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إلى أن نظام تحديد المواقع العالمي لن يكون متاحًا في مناطق معينة كجزء من الاستعدادات. -إيران: الهجوم حقق أهدافه وإسرائيل تؤكد إحباطه وبعد أن نفذت إيران هجوما بمسيرات وصواريخ، أعلنت إسرائيل "إحباطه"، في أول عملية مباشرة من هذا النوع تشنها طهران ضد الدولة العبرية، بعد حوالي أسبوعين على قصف القنصليّة الإيرانية في دمشق، في هجوم يثير مخاوف من استمرار التصعيد في المنطقة. ووفقا لفرانس 24، فقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض معظم الصواريخ خارج الحدود الإسرائيلية، مشيرا إلى أن بعض الطائرات ألحقت أضرارا طفيفة بمنشأة عسكرية إسرائيلية. في حين أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري الأحد أن الهجوم "حقق كل أهدافه"