تعد إجازة عيد الفطرة مرحلة للترفيه وقضاء وقت مع الأسرة والذات أيضاً، بعيداً عن ضغوط العمل بكل ما يحمله من تفاصيل قد تكون مزعجة ومرهقة أحياناً كثيرة، ومن الأمور التي يمكن توظيفها في الإجازة بهدف تحسين الصحة النفسية، هي "ثقافة المكافآت الصغيرة". ويقول راي دبليو كريستنر، طبيب نفسي معتمد في ولاية بنسلفانيا، إن صخب الحياة يتطلب الإنتاجية، وتقديم المكافآت الصغيرة هي دافع صغير في تعزيزات أساسية للصحة العقلية، فهي لها دور في الرعاية الذاتية والتحفيز، مؤكدا أن الشعور الذي تثيره المكافآت، وليس حجمها، هو ما يعزز الأداء والمتعة. ما هو مبدأ بريماك؟ في الستينيات، طور عالم النفس الأمريكي ديفيد بريماك نظرية تُعرف الآن باسم "مبدأ بريماك"، وأوضح أن "القيام بشيء من المرجح أنه عندما تفعله يمكن أن يكون مكافأة لفعل شيء لا ترغب في القيام به بالفعل"، على سبيل المثال، "إذا أنهيت مهمة لم تكن مهتمًا بها، مثل تنظيف جزء في المنزل، فيمكنك تدليل نفسك بشيء يعجبك، مثل مشاهدة حلقة من مسلسلك التلفزيوني المفضل"، يستفيد هذا النهج من رغبتنا الطبيعية في المتعة لمساعدتنا في إنجاز المهام التي قد لا نستمتع بها"، وفقا لكريستنر في مقاله بمجلة سيكولوجي توداي. يذكر كريستنر بعض الأمثلة على دراسات نفسية عززت مبدأ بريماك، وأكد أن الدراسات الحديثة تستمر في إظهار أن منح نفسك المكافآت يمكن أن يساعد في تحسين عملك وسعادتك، على سبيل المثال، أثبت باحثان من خلال بحث بعنوان "لقد حان الوقت: المكافآت المبكرة تزيد من الحافز الداخلي"، نشر في مجلة الشخصية وعلم النفس عام 2018، أن الحصول على المكافآت يمكن أن يجعلك أكثر تحفيزًا لأنه يربط المكافأة مباشرة بالمهمة، والأمر المثير للاهتمام هو أن الأمر لا يتعلق بحجم المكافأة الكبيرة، ولكن المهم هو مدى سرعة حصولك عليها لربطها بالفعل. ووجدت دراسة أخرى أجرتها أناييس تيبو لاندري، باحثة في علم النفس الاجتماعي، عام 2019، أن المكافأة ليست في حد ذاتها، بل هي الطريقة التي تجعل الناس يشعرون بشيء مختلف تجاه أفعالهم، وهي التي تساعدهم على بذل قصارى جهدهم، وهذا أمر منطقي لأن المكافآت تعزز مستويات الدوبامين لدى الأفراد، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في كيفية شعور أدمغتنا بالمتعة. كيف نطبق ثقافة المكافآت الصغيرة؟ ينصح كريستنر بخلق عادة دورية لمكافأة النفس، ويرى أنها تكون مفيدة أكثر من مجرد الاستمتاع بالمكافآت العشوائية، ويتضمن خلق هذه العادة اختيار المكافآت التي تتناسب مع أهدافك وما هو مهم بالنسبة لك بعناية. وقال: "تحديد المكافآت يجب أن يكون ذات مغزى، ليست كل المكافآت متساوية، لذا تأكد من اختيار الأشياء التي تجعلك سعيدًا حقًا وتساهم بشكل إيجابي في تعزيز شعورك بالرفاهية، يمكن أن يكون ذلك الاستمتاع بفنجان من قهوتك المفضلة، أو قضاء بعض الوقت في ممارسة هواية تحبها، أو القيام بنزهة قصيرة في الهواء الطلق، أو غير ذلك وفق أولوياتك". وأضاف، "من المهم ربط المكافآت بإنجازات محددة، تأكد من أن مكافآتك مشروطة بإكمال مهام محددة أو الوصول إلى أهداف معينة، إن وجود رابط مباشر بين الهدف أو المهمة والمكافأة يعززك على الانخراط في السلوك الذي تهدف إلى تحقيقه".
