تحوي بين أسطرها الكثير من المواعظ والعبر، ورغم أن أبطال حكاياتها من الحيوانات، إلا أن ما فيها من مواقف وطرائف لا تغيب عن معاملات الإنسان لتكن كل من حكايات كليلة ودمنة درسًا من دروس الحياة. وتسرد "الشروق"، حكاية القملة والبرغوث التي وردت بحكايات كليلة ودمنة. ويحكي أن قملة كانت تستوطن بفراش رجل تتغذي على دمه فيكفيها قوت يومها. وأتي للقملة برغوث يريد من يضايفه فرحبت به القملة وأكرمته، وزادت في ذلك أن جعلته يشاركها موطنها وغذاءها على دم الرجل صاحب الفراش. وكانت القملة تأخذ قدرا يسيرا من دم الرجل لا يشعره بشيء ينبهه لوجودها، وذلك ما حافظ على سلامتها. وقام البرغوث بقرص الرجل بشدة ليحصل على كم كبير من الدم فأحس به الأخير، وانتفض من مكانه. واستطاع البرغوث الماهر، أن يقفز سريعا بعيدا عن الفراش، وهو ما لم تفعله القملة. وأمر الرجل بفراشه، أن ينفض جيدا فنفضوه وقتلوا القملة الكريمة وهرب البرغوث بعد أن أخذ حاجته من القملة. اقرأ أيضا: كليلة ودمنة (14).. ملك الفئران : توم وجيري نسخة العصور الوسطى