جهود مكثفة لانتشال جثة الشاب طه بعد سقوطه في بئر عمقه 30 مترا بالمنيا

- ابن عم المفقود: مشهد سقوط طه لا يفارقني.. وكان عندنا أمل يخرج حتى لو مكسر هانعالجه
- استمرار التحقيقات حول واقعة سقوط الشاب طه في البئر وتحديد الشبهات الجنائية المحتملة
تستمر الجهود الشعبية والقبلية والتنفيذية والأمنية، لانتشال جثة الشاب طه محمد عبدالعزيز الجازوي، الذي علق في بئر عميق يبلغ عمقه حوالي 30 مترًا في المنيا. وفي ليلة الخميس الماضي، حضر مدير الأمن ونائب محافظ المنيا إلى مكان الحادث، وظلا هناك حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة، لمتابعة أحدث التطورات.
وتسيطر حالة من الحزن على قبائل وأهالي عزبة حامد عزاقة، وقرية طوخ الخيل والتوابع، عقب سقوط الشاب طه في البئر، منذ مساء الاثنين الماضي، أثناء تواجده صحبة أبناء عمومته عقب الإفطار بساعات قليلة.
ومن جانبها، واصلت النيابة العامة بمركز المنيا، تحت إشراف المستشار أحمد عبدالهادي، المحامي العام الأول لنيابات جنوب المنيا، تحقيقاتها في الواقعة واستمعت لعدد من شهود العيان، منهم شريك الشاب المتوفي بالمزرعة ابن خاله، وأحد أصدقائه، الذين أكدا أن الشاب طه، لم يكن على خلاف مع أحد، وأنه كان يعاني من ضعف النظر، وهو من خرج بنفسه للساحة لإجراء مكالمة تليفونية.
طلبت النيابة العامة من إدارة البحث الجنائي إجراء تحقيقات حول الحادثة وظروفها وملابساتها، لتحديد وجود شبهة جنائية، لحين استخراج الجثة ومناظرتها مع أقوال الشهود الذين حاولوا إنقاذ المتوفى باستخدام حبل طويل قبل أن ينقطع ويسقط في البئر، وعند العثور على الحبل وتحرير هاتف الشاب، سيتم استكمال التحقيقات بناءً على الأدلة المتاحة.
وقال محمود الجازوي، ابن عم المفقود "طه" في تحقيقات النيابة، إن مشهد سقوط طه، لا يفارقه فقد ظل طه يتحدث معنا لمدة ساعتين ونصف، ونزلنا له مياه وكشاف، وجلبنا حبلا في محاولة لإنقاذه لكنه انقطع بعد محاولة خروجه بنحو مترين وانقطع الاتصال به.
وأضاف: "والله كان عندنا أمل كبير في الخروج حتى آخر لحظة، وكان بيطمنا خلال فترة وجوده داخل البئر، قبل انقطاع الاتصال، وأخفينا الخبر عن والدته المسنة، ولما بتسأل عليه بنقول لها إنه تعرض لحادث بسيط على أمل إنه يخرج ويعود إلى أطفاله ووالدته وأسرته التي هو عائلها الوحيد".
ويتابع: "كان عندنا أمل في إنه يخرج وحتى لو مكسر هنعالجه، ويبقى بيننا بصوته وحب الناس له، وقد حاولنا إنقاذه بشتى الطرق وبقينا نصبر نفسنا ونقول طه هو ريان المصري، وريان المصري شجاع، مثل (ريان المغربي)، هايطلع من الضيق أشد مما كان، ولما طالت المدة، تجمعت معظم القبائل العربية، وتم جلب كل المعدات في المنطقة بجوار معدات الوحدة المحلية، ولكن يستمر البحث والحفر دون أن نرى حتى جثة طه".
ويقول المستشار حاتم رسلان، رئيس رابطة القبائل العربية بمركز المنيا، إن أجهزة الأمن بمعاونة أهالي قبيلة الجازوي والقبائل والعائلات بمحيط قرية حامد عزاقة، سخرت كل المعدات لمحاولة إنقاذ طه والذي كان لديه طفلين أحدهم 5 سنوات وآخر سنتين.
كان اللواء أسامة القاضى محافظ المنيا، مساء الاربعاء الماضي، أعلن وفاة الشاب الذي سقط في بئر بالظهير الصحراوي الغربي، بقرية حامد عزاقة، التابعة لمركز المنيا، إثر سقوطه فى بئر بالظهير الصحراوى الغربى وتجرى حاليا عملية استخراج الجثمان، وتولت النيابة العامة التحقيقات.
وصرح المحافظ، بأنه أصدر تعليماته إلى رئيس الوحدة المحلية والأجهزة المعنية للمحافظة بالتنسيق مع مديرية الأمن، بسرعة التوجه إلى مكان الحادث، حيث تم الدفع بفريق الإنقاذ البري للحماية المدنية والدفع بعدد كبير من معدات المحافظة (4 لودر كبير + حفار + دقاق + مولد كهربائى)، للمعاونة في استخراج جثة المتوفي.
وذكر بيان المحافظة، أن ذلك جاء فور تلقى غرفة عمليات المحافظة عصر الثلاثاء 2/4/2024 بلاغا يفيد بسقوط أحد الأشخاص ويدعى (طه محمد عبدالعزيز حسن - 30 سنة)، ومقيم بعزبة عزاقة التابعة لقرية طوخ الخيل دائرة مركز المنيا، داخل بئر بعمق حوالي 30 مترا فى زمام مزرعة أرض مستصلحة بالظهير الصحراوي الغربي "قرية 8" دائرة مركز المنيا، استصلاح ابن خاله ويدعى (أحمد عطية حمودة - 44 عاما)، حيث تبين سقوط المتوفى أثناء ترجله بالقرب من البئر.
- ملخص الواقعة
طه محمد عبدالعزيز الغرياني، أحد أبناء قبيلة الجوازي بالمنيا، كان غادر منزله عقب إفطار الإثنين الماضي متوجها لمزرعته لتناول السحور والاستمتاع ليلًا مع أبناء عمومته، وفي أثناء جلوسه معهم جاءه اتصال هاتفي من أحد الأشخاص فخرج للحديث معه، وفجأة سقط داخل البئر المعطلة، والتي تستخدم كخزان صرف صحي للمزرعة المجاورة، وبعد نصف ساعة خرج أبناء عمومته للبحث عنه واستبيان سبب تأخره، فوجدوه يصرخ بأعلى صوته: "إلحقوني.. أنا وقعت في البير".
وأصيب أبناء عمومة طه بحالة من القلق الشديد، فحاولوا إنقاذه بالطرق البدائية، ثم قام أبناء قبيلة الجازوي بتحريك معدات الحفر الخاصة بهم للمساعدة في انتشال ابن عمهم.
طه كان حيًا وقت وقوعه وتحدث مع من في الخارج وقال لهم إن ذراعه كسر جراء وقوعه المفاجئ، وأنزلوا له المياه والطعام، ومدوا له حبلًا مطالبينه بالإمساك به لإخراجه، فأخبرهم بأن يده مكسورة ولا يستطيع الإمساك بالحبل، وبعد عدة محاولات تشبث بالحبل وسحبوه إلا أنه بعد أن وصل لمسافة حوالي 15 مترًا سقط مرة أخرى، وهنا انقطع صوت طه، وحتى الآن، على مدار 4 أيام.