نشرت لجنة تابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي، السبت 24 أبريل، رسائل إلكترونية مربكة لبنك جولدمان ساكس، تظهر كيف استفاد البنك من أزمة الرهن العقاري ليربح عشرات ملايين الدولارات، ورغم ذلك لا تقدم تلك الرسائل أي دليل على مخالفة البنك للقانون لكنها تدل على أن مديريه كانوا يستفيدون من الأرباح بفضل الأزمة في 2007. وقال كارل ليفن رئيس اللجنة الفرعية الدائمة للتحقيق في المجلس في بيان، إن "بنوك الاستثمار مثل (جولدمان ساكس) لم تكن مجرد وسيطة بل شجعت باهتمام منتجات مالية معقدة وتنطوي على مخاطر سهلت تفجر الأزمة". ويتهم ليفن (جولدمان ساكس) بأنه "راهن في أغلب الأحيان على الأدوات التي كان يبيعها واستغل هذه الرهانات على حساب زبائنه". وفي إحدى هذه الرسائل التي نشرها السناتور ليفن، كتب لويد بلانكفين رئيس مجلس إدارة (جولدمان ساكس): "من المؤكد أننا لم نفلت من فوضى الرهون العقارية ذات المخاطر.. لقد خسرنا أموالا ثم ربحنا أكثر مما خسرنا بفضل عملياتنا القصيرة". ويذكر أن العمليات القصيرة هي عمليات البورصة التي تتيح لوسيط تحقيق مكاسب في حال انخفاض أسعار الأسهم. بينما تذكر رسالة أخرى بتاريخ 18 نوفمبر 2007 أي بعد أشهر من بدء أزمة الرهن العقاري أن "الأزمة لم تنته ومَنْ يمكنه أن يقول كيف سينتهي الأمر؟!". وقال رئيس اللجنة الفرعية إن البنك ربح 5.2 مليون دولار بفضل إجراءات تحصينية تمنع انخفاض أسعار أسهم باعها إلى زبائنه. من جهة أخرى، نشر البنك وثيقة من حوالي 12 صفحة يرد فيها على الاتهامات الموجهة إليه، أكد فيها أنه "لم يراهن بشكل واسع ومباشر ضد سوق العقارات الأمريكية أو ضد زبائنه" كانت سلطة ضبط الأسواق المالية الأمريكية، قد تقدمت بشكوى قضائية ضد بنك جولدمان ساكس في 16 أبريل تتهمه بالاحتيال، وبخداع مستثمرين عبر إقناعهم بتوظيف أموال في أسهم غير آمنة كان (جولدمان ساكس) يعرف أنها ستتراجع، بدون إبلاغهم بأنه كان هو نفسه يراهن على انخفاضها عندما كان يقنعهم بشرائها. وذكرت صحيفة واشنطن بوست، السبت 24 أبريل، أن البنك يستعد خلال الأسبوع المقبل، لنفي اتهامه بإساءة التصرف أمام التحقيق في الكونجرس. ومن المقرر أن يدلي فينيار وبلانكفين، الثلاثاء المقبل، بإفادتيهما أمام اللجنة الفرعية التي يرأسها ليفن، ومعهما فابريس تور الموظف الفرنسي في (جولدمان ساكس) محور شكوى سلطة البورصة. يأتي كشف هذه الرسائل في وقت محرج للمصرف الذي يسعى للدفاع عن صورته بينما تستهدفه دعوى قضائية بتهمة الاحتيال.