استقبلت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، بيني جانتس، عضو مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي، لإجراء محادثات في البيت الأبيض، يوم الاثنين، بعد يوم من انتقادها الشديد لنهج إسرائيل في الحرب ضد نشطاء حركة حماس في غزة. وعقب الاجتماع، قال البيت الأبيض إن هاريس أعربت لجانتس، وزير الدفاع سابقا، عن "قلقها العميق إزاء الظروف الإنسانية في غزة والمأساة المروعة الأخيرة حول قافلة مساعدات في شمال غزة"، والتي استشهد فيها أكثر من 100 فلسطيني خلال محاولتهم الحصول على إمدادات. وقيل إن "نائبة الرئيس تحدثت عن الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق رهائن وهدنة". ودعت هاريس حركة حماس إلى قبول الشروط المطروحة على الطاولة "حيث سيؤدي إطلاق سراح الرهائن إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع وتمكين زيادة المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة"، وفقا لبيان البيت الأبيض. وناقش الجانبان أيضا الوضع في مدينة رفح في جنوبغزة والحاجة إلى خطة إنسانية قابلة للتطبيق قبل النظر في عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة هناك. • لهجة متشددة وبسبب الوضع الإنساني المتردي في غزة، تشدد الحكومة الأمريكية لهجتها تجاه الحكومة الإسرائيلية منذ أسابيع، وتدعو إسرائيل إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى المنطقة الساحلية وفتح معابر حدودية جديدة. ووصفت هاريس، يوم الأحد، ظروف الأشخاص في قطاع غزة، الذي يتعرض لقصف إسرائيلي منذ حوالي خمسة أشهر، بأنها "غير إنسانية" و"كارثة إنسانية". وقالت: "ما نراه كل يوم في غزة مدمر"، مضيفة: "لقد رأينا تقارير عن عائلات تأكل أوراق الشجر أو علف حيوانات، والنساء اللواتي يلدن أطفالا يعانون من سوء التغذية مع القليل من الرعاية الطبية أو بدونها، والأطفال يموتون من سوء التغذية والجفاف". وأضافت: "السكان في غزة يتضورون جوعا. الظروف غير إنسانية. وإنسانيتنا المشتركة تجبرنا على العمل". • لقاء ضد رغبة نتنياهو وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، عندما سئل يوم الاثنين، أن الاجتماع نظم بناء على طلب جانتس. وتردد أن جانتس سافر إلى واشنطن ضد رغبات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية. وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن رئيس الوزراء رفض إعطاء الموافقة على زيارة جانتس، "التي يعتبرها جزءا من محاولة لتقويض سلطته". وتردد أن نتنياهو أمر السفير الإسرائيلي في العاصمة الأمريكية بعدم منح وزيره أي دعم بروتوكولي، بهدف تحويل الزيارة إلى زيارة خاصة. وتمت دعوة جانتس، الذي يعتبر سياسيا في المعارضة، للانضمام إلى مجلس وزراء الحرب الذي شكل على عجل عقب هجوم 7 أكتوبر. ويتمتع أعضاء مجلس وزراء الحرب بصلاحية في اتخاذ أهم القرارات العسكرية. ووفقا لمراقبين، يلعب الجنرال السابق دورا أكثر تعقيدا في المجلس الوزاري. وفي استطلاعات الرأي، يبدو أن حزب الاتحاد الوطني (يمين الوسط) الذي يقوده جانتس الآن في المقدمة بوضوح وأصبح أقوى قوة في المعسكر المعارض لنتنياهو، بينما شهد حزب الليكود الذي يقوده رئيس الوزراء تراجعا في جذب دعم الناخبين. وفي حالة إجراء انتخابات جديدة، وفي حالة استمرار تقييمات استطلاع الرأي لصالح جانتس، فسيكون هو رئيس الوزراء المقبل. ومن المقرر أيضا أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع جانتس اليوم الثلاثاء.