محافظ الوادي الجديد يفتتح مصنعا مطورا للتمور بالخارجة بطاقة إنتاجية 15 طنا يوميا    قيادي بحزب مستقبل وطن: معرض تراثنا نقطة انطلاق لتحويل الحرف التقليدية إلى صناعة رقمية مستدامة    حماس تنفي موافقتها على تسليم سلاحها لهيئة فلسطينية مصرية تحت إشراف دولي    إيفرتون يحرم كريستال بالاس من وصافة ترتيب الدورى الإنجليزى بفوز +90    التعادل السلبي يحسم قمة يوفنتوس وميلان بالدوري الإيطالي    وزير التعليم ومحافظ الإسكندرية يفتتحان إدارة المنتزه أول و9 مدارس جديدة عبر الفيديو كونفرانس    وزارة الداخلية تضبط متهمًا سرق دراجة نارية بالغربية بأسلوب المغافلة    عمرو أديب بعد سرقة لوحة أثرية من مقبرة خنتي كا بسقارة: البلد مليانة آثار.. معرفش دي نعمة ولا نقمة    «شاهد على النصر».. صلاح عبدالرازق: استقبلت «عساف ياجورى» أسيرًا فى السجن الحربى    «أنا مش ظالم».. وزير العمل يرد على انتقادات تخفيض العلاوة الدورية من 7% إلى 3%    نائب وزير الصحة لشؤون السكان: «دليل سلامة حديثي الولادة» خطوة فارقة في حماية الأطفال    الديهي: جيل كامل لا يعرف تاريخ بلده.. ومطلوب حملة وعي بصرية للأجيال    عمران القاهرة.. بين السلطة الحاكمة ورأس المال وفقراء الشعب    «هفضل أدافع عن الأهلي».. شوبير يوجه رسالة لجماهير الزمالك قبل برنامجه الجديد    رونالدو يقرب الأهلي من مدرب أجنبي جديد    500 شاب وطفل من ذوي الهمم يشاركون في القافلة المجتمعية لوزارة الشباب بالمنيا    اجتماع ل «قيادات أوقاف الاسكندرية» لمتابعة ملحقات المساجد والمستأجرين (صور)    اليوم العالمي للمعلمين 2025.. دعوة لإعادة صياغة مهنة التدريس    لينك تحميل تقييمات الأسبوع الأول للعام الدراسي 2025-2026 (الخطوات)    المشدد 10 سنوات ل شقيقين بتهمة الشروع في قتل شخص آخر بالمنيا    تفاصيل جديدة في واقعة الفعل الفاضح على المحور    ماذا قال الجيش اللبناني بعد التحقيق مع فضل شاكر؟    «إوعى تآمنلهم».. 3 أبراج أكثر مكرًا    تامر فرج عن وفاة المخرج سامح عبد العزيز: معرفتش أعيط لحد ما غسلته (فيديو)    بطولة منة شلبي وكريم فهمي.. التحضيرات النهائية للعرض الخاص لفيلم هيبتا 2 (صور)    مواقيت الصلاه غدا الإثنين 6 اكتوبرفى محافظة المنيا.... تعرف عليها    أذكار المساء: دليل عملي لراحة البال وحماية المسلم قبل النوم    مظهر شاهين عن «الفعل الفاضح» بطريق المحور: التصوير جريمة أعظم من الذنب نفسه    هل يجوز استخدام تطبيقات تركيب صور الفتيات مع المشاهير؟.. أمين الفتوى يُجيب    الرئيس التشيكي يضع الانتماء إلى الناتو والاتحاد الأوروبي في صميم مشاورات تشكيل الحكومة المقبلة    وكيل وزارة الصحة يتفقد مستشفى كفر الشيخ العام ويؤكد: صحة المواطن أولوية قصوى    ارتفاع بورصات الخليج مدفوعة بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية    هالاند يقود جوارديولا لانتصاره رقم 250 في الدوري الإنجليزي على حساب برينتفورد    أحمد عابدين يخطف الأضواء بعد هدفه في شباك شيلي بتصفيات كأس العالم للشباب    مباحث تموين الغربية تضبط 42 مخالفة في حملة رقابية خلال 24 ساعة"    سامح سليم: لا أملك موهبة التمثيل وواجهت مخاطر في "تيتو" و"أفريكانو"    دور المقاومة الشعبية في السويس ضمن احتفالات قصور الثقافة بذكرى النصر    ارتفاع حصيلة ضحايا الانهيارات الأرضية والفيضانات في نيبال إلى 42 قتيلا    إيمان جمجوم ابنة فيروز: اختلاف الديانة بين والدى ووالدتى لم يسبب مشكلة    جامعة بنها الأهلية تنظم الندوة التثقيفية احتفالاً بذكرى نصر أكتوبر المجيد    «القاهرة الإخبارية»: لقاءات القاهرة ستركز على تنفيذ خطة وقف إطلاق النار في غزة    تأجيل محاكمة 5 متهمين بخلية النزهة    مستشفى الغردقة العام تستقبل الراغبين فى الترشح لانتخابات النواب لإجراء الكشف الطبي    مبابي ينضم إلى معسكر منتخب فرنسا رغم الإصابة مع ريال مدريد    أفشة: مشوار الدوري طويل.. وتعاهدنا على إسعاد الجماهير    مجلس الوزراء يوافق على تقنين أوضاع 160 كنيسة ومبنى تابعًا ليصل الإجمالي إلى 3613 دار عبادة    رسميًا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة شهر أكتوبر 2025    موعد أول يوم في شهر رمضان 2026... ترقب واسع والرؤية الشرعية هي الفيصل    شهيد لقمة العيش.. وفاة شاب من كفر الشيخ إثر حادث سير بالكويت (صورة)    إزالة 50 حالة تعدٍّ واسترداد 760 فدان أملاك دولة ضمن المرحلة الثالثة من الموجة ال27    وزير الصحة: تم تدريب 21 ألف كادر طبي على مفاهيم سلامة المرضى    وزير الدفاع الإسرائيلي: 900 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة نحو جنوبي القطاع    عشرات الشهداء في 24 ساعة.. حصيلة جديدة لضحايا الحرب على غزة    الأوقاف تعقد 673 مجلسا فقهيا حول أحكام التعدي اللفظي والبدني والتحرش    فاتن حمامة تهتم بالصورة وسعاد حسني بالتعبير.. سامح سليم يكشف سر النجمات أمام الكاميرا    «السبكي» يلتقي رئيس مجلس أمناء مؤسسة «حماة الأرض» لبحث أوجه التعاون    رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى يلتقى بالوفد السودانى لبحث فرص الاستثمار    عودة إصدار مجلة القصر لكلية طب قصر العيني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القدس وغزة والجدار العازل في الخلفية: ما تفاصيل ومآلات قضية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية أمام محكمة العدل الدولية؟
نشر في الشروق الجديد يوم 19 - 02 - 2024

مصر من 57 دولة تقدمت بمذكرات قانونية وستدلي بمرافعات تعليقا على طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة
الدول المتدخلة قدمت مذكراتها قبل 25 يوليو 2023 والإجراءات التحضيرية لطلب الجمعية العامة انتهت في 25 أكتوبر 2023
لا علاقة بين هذه القضية وقضية الإبادة الجماعية المرفوعة من جنوب أفريقيا بسبب العدوان على غزة
المحكمة تبحث في الآثار القانونية الناشئة عن استمرار الاحتلال والوضع الدولي للأراضي الفلسطينية بما فيها القدس المحتلة
آلاف التقارير والبيانات عن الأوضاع الحياتية للشعب الفلسطيني وممارسات إسرائيل وجرائمها أمام المحكمة
بدأت محكمة العدل الدولية في لاهاي اليوم الاثنين جلسات الاستماع في طلب الإفتاء المقدم من الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى المحكمة حول الآثار القانونية الناشئة عن سياسات إسرائيل وممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وهو الطلب الذي تم قيده لدى المحكمة رسميا في 30 ديسمبر 2022 أي قبل أحداث طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة بأكثر من تسعة أشهر.
وتشارك مصر والعديد من الدول العربية والأفريقية والآسيوية في الجلسات بمرافعات، بعدما قدمت مذكرات مكتوبة، تدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ووقف جميع صور الاحتلال والاستيطان والتمييز والقتل والتهجير التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي.
لا توجد علاقة قانونية مباشرة بين هذا الطلب الذي تبدأ محكمة العدل الدولية نظره اليوم تمهيدا لإصدار فتوى قانونية منها ضمن اختصاصها الإفتائي، وبين الدعوى الأخرى المقامة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة انتهاك معاهدة منع الإبادة الجماعية بسبب العدوان الحالي على غزة.
كما لن يكون لهذه الفتوى أو غيرها أثر مباشر على الحكم في قضية الإبادة الجماعية، ولا العكس، حتى إذا استندت محكمة العدل الدولية في حيثيات الفتوى إلى الوقائع محل الحكم، أو العكس، إذ أن الفتوى تظل استشارية وغير ملزمة، ويتمثل هدفها في تبصرة الجمعية العامة للأمم المتحدة وإعانتها على اتخاذ القرار الصحيح بشأن المسألة محل الطلب، حيث تختص المحكمة بتفسير الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية وبيان كيفية تطبيقها على المسألة.
وتتيح المادة 96 من ميثاق الأمم المتحدة لكل من الجمعية العامة ومجلس الأمن طلب الفتوى من محكمة العدل الدولية في أية مسألة قانونية، ولكن لكل منهما القرار النهائي في كيفية التعامل مع محصلة الفتوى وحيثياتها. وفي القضايا التي لا تملك الجمعية العامة للأمم المتحدة اتخاذ قرار ملزم، فإن الأمر النهائي يرجع لمجلس الأمن، الذي تحكمه –كما هو معلوم- اعتبارات معقدة بسبب امتلاك الدول الخمس دائمة العضوية حق النقض (الفيتو) مما يؤدي إلى عرقلة العديد من قرارات الشرعية الدولية حتى وإن اتفقت عليها الغالبية الكاسحة من دول العالم. نذكر في هذا السياق –على سبيل المثال- قرار الجمعية العامة الصادر في ديسمبر الماضي بوقف إطلاق النار في غزة والذي لم يجد أي سبيل للنفاذ حتى الآن.
بالعودة للطلب الذي تبدأ نظره محكمة العدل الدولية اليوم الاثنين؛ تثور أسئلة عدة حول أسبابه وخلفياته، وتفاصيله وإجراءاته، وآفاقه المحتملة، ومدى اتصاله بقضية الإبادة الجماعية في غزة وما إذا كان يمكن أن يؤثر على الواقع الحالي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. أسئلة يمكن إجمال إجاباتها في السطور التالية:
أولا- ما الذي دعا الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى طلب الفتوى من محكمة العدل الدولية؟
- في نوفمبر 2022 تقدمت بعثة دولة فلسطين، ذات وضع "المراقب" في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمشروع إلى اللجنة الرابعة بالجمعية العامة المختصة بطلبات إنهاء الاستعمار، لطلب فتوى من محكمة العدل الدولية حول المركز القانوني للاحتلال الإسرائيلي الممتد للأراضي الفلسطينية والآثار القانونية المترتبة عليه.
وفي نهاية ديسمبر 2022 وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على المشروع ورفعت الطلب إلى محكمة العدل الدولية، بهدف البحث في الآثار القانونية الناشئة عن الاحتلال طويل الأمد للأراضي الفلسطينية، ومدى تعارض ذلك مع الاتفاقيات الدولية القائمة، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين في زمن الحرب، والقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة على مدار العقود الستة الماضية.
وتضمن الطلب تأكيد الجمعية العامة للأمم المتحدة على حق جميع الشعوب في التمتع بحقوق الإنسان، وضرورة التزام إسرائيل باعتبارها سلطة احتلال بالالتزام باتفاقيات حماية المدنيين في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، والوقف الفوري لجميع التدابير والإجراءات التي من شأنها خرق اتفاقية جنيف الرابعة وباقي مواثيق القانون الدولي، وإنهاء التشريعات والسياسات التمييزية في الأ{اضي المحتلة.
ثانيا- هل تضمن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة أي إشارة إلى الأوضاع الإنسانية في فلسطين المحتلة أم اكتفى بالسياق السياسي والدبلوماسي؟
- ركزت الجمعية العامة في قرارها وطلبها على ضرورة "وقف جميع صورانتهاك حقوق الإنسان المقررة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك قتل وإصابة المدنيين، والاعتقال التعسفي للمدنيين وسجنهم، والتهجير القسري للمدنيين، ومحاولات النقل القسري لمجتمعات البدو ومحاولة نقلها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتدمير ومصادرة الممتلكات المدنية بما في ذلك هدم المنازل، بما في ذلك إذا تم تنفيذها كعقاب جماعي في انتهاك للقانون الدولي الإنساني، وعرقلة المساعدات الإنسانية.
ودعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إسرائيل إلى التعاون الكامل مع المقررين الخاصين المعنيين، وتسهيل الدخول إلى الأرض المحتلة بما فيها القدس الشرقية، لرصد حالة حقوق الإنسان فيها والإبلاغ عنها وفقا لما للمقررين من ولاية واختصاصات قانونية.
كما دعت الجمعية العامة إسرائيل باعتبارها السلطة القائمة بالاحتلال بوقف جميع أنشطتها الاستيطانية، وبناء الجدار العازل، وأي تدابير أخرى تهدف إلى تغيير الطابع والتركيبة الديموغرافية للأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية وما حولها.
ونوهت الجمعية العامة في مذكرتها المرفوعة إلى محكمة العدل الدولية إلى أن ممارسات إسرائيل تجور على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتقلل احتمالات التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة وشاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتبعا لذلك تلقت المحكمة من الأمم المتحدة تقارير وبيانات عن: الأوضاع السياسية في الأراضي المحتلة والمستوطنات الإسرائيلية، والظروف الحياتية للشعب الفلسطيني، والظروف الحياتية للأطفال الفلسطينيين والنساء الفلسطينيات، وكيفية التعامل مع السيادة والموارد الطبيعية لدى الشعب الفلسطيني، وحق الدفاع عن النفس، وارتباط القضية الفلسطينية بالوضع في الشرق الأوسط بالكامل، وتقارير لجان تقصي الحقائق عن أوضاع حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، وتقارير من الأونروا.
ثالثا- ما المسائل التي تستشير فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة محكمة العدل الدولية؟
- عملا بميثاق الأمم المتحدة ارتأت الجمعية العامة ضرورة حصولها على رأي استشاري من المحكمة حول:
1- ما هي التبعات القانونية الناشئة عن انتهاك إسرائيل للاتفاقيات الدولية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإنهاء احتلاله والاستيطان والتمييز وضم الأراضي المحتلة منذ عام 1967 وتغيير التركيبة الديموغرافية ووضع مدينة القدس ذات القدسية الدينية.
2- كيف تؤثر سياسات إسرائيل وممارساتها على الوقائع سالفة الذكر، وما هي التبعات القانونية التي تتصل بجميع دول العالم والأمم المتحدة على ضوء هذا الوضع؟
رابعا- ما الإجراءات التي اتخذتها محكمة العدل الدولية بعد تلقيها طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
- تلقت المحكمة الطلب بواسطة الأمين العام للأمم المتحدة في 17 يناير 2023.
وفي 3 فبراير 2023 قررت المحكمة فتح الباب أمام الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة، والدول الأعضاء، ودولة فلسطين "المراقبة" لتقديم طلبات المرافعة المكتوبة من خلال مذكرات رسمية، وتقديم طلبات المرافعة الشفهية وذلك حتى 25 يوليو 2023، وحددت أيضا تاريخ 25 أكتوبر 2023 لتقديم التعليقات والردود على المذكرات المقدمة.
وفي الأيام التالية أرسلت الأمانة العامة إلى المحكمة ملفات عديدة تجمع كل القرارات الأممية الصادرة من الجمعية العامة ومجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية منذ عام 1967.
وتوالى تقديم المذكرات المكتوبة من الدول المهتمة بإبداء رأيها في المسائل المعروضة، حتى بلغ عددها 57 دولة، بعضها تقدم بمذكرة ثم بتعليقات –مثل مصر- ثم سمحت المحكمة بالتدخل لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي.
وفي 25 أكتوبر 2023 –أي بعد طوفان الأقصى وبدء العدوان على غزة بنحو أسبوعين- حددت محكمة العدل الدولية يوم 19 فبراير لبدء جلسات الاستماع.
خامسا - هل هناك دول تقدمت بمذكراتها تأثرا بالأحداث التي أعقبت طوفان الأقصى في 7 أكتوبر؟
- لا، لأن موعد تقديم المذكرات التحريرية وطلب المرافعات انتهى 25 يوليو الماضي. وخصصت الفترة اللاحقة حتى 25 أكتوبر لتقديم مذكرات ملحقة من نفس الدول التي قدمت المذكرات في الفترة الأولى.
وبالتالي فحتى إذا تضمنت المذكرات الملحقة والتعليقات، أو المرافعات أمام محكمة العدل الدولية، إشارات أو توضيحات حول العدوان الإسرائيلي على غزة والتهديدات التي تتعرض لها رفح، فالأكيد أنها لم تلعب دورا في مرحلة الإجراءات، فهي مستجدات لم تكن قائمة وقتها.
سادسا- ما الدول التي تقدمت بالمذكرات وسوف تترافع أمام محكمة العدل الدولية؟
- خصصت المحكمة اليوم 19 فبراير فقط للاستماع إلى فلسطين، وسوف تتوالى المرافعات في الأيام القادمة على النحو التالي:
الثلاثاء 20 فبراير: جنوب أفريقيا، الجزائر، السعودية، هولندا، بنجلاديش، بلجيكا، بيليز، بوليفيا، البرازيل، كندا، تشيلي.
الأربعاء 21 فبراير: كولومبيا، جزر القمر، كوبا، مصر، الإمارات، أمريكا، روسيا، فرنسا، جامبيا، جويانا، المجر.
الخميس 22 فبراير: الصين، إيران، العراق، أيرلندا، اليابان، الأردن، الكويت، لبنان، ليبيا، لكسمبورج، ماليزيا، موريشيوس.
الجمعة 23 فبراير: ناميبيا، النرويج، عمان، باكستان، إندونيسيا، قطر، بريطانيا، سلوفينيا، السودان، سويسرا، سوريا، تونس.
الاثنين 26 فبراير: تركيا، زامبيا، جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي، الاتحاد الأفريقي، إسبانيا، فيجي، المالديف.
سادسا- هل سبق أن تعرضت محكمة العدل الدولية إلى القضية الفلسطينية في أي من مراحلها الممتدة؟
- نعم؛ مرة واحدة قبل قرارها الصادر في 26 يناير الماضي بالتدابير المؤقتة ضد إسرائيل في الدعوى المرفوعة من جنوب أفريقيا بشأن صور الإبادة الجماعية في غزة.
ففي عام 2004 أصدرت المحكمة فتوى بناء على طلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الآثار القانونية لتشييد إسرائيل الجدار العازل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد انتهت في الفتوى إلى عدد من النتائج التي جردت هذا العمل من مشروعيته ووصمته بالبطلان المطلق ومخالفة جميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الملزمة.
وذكرت المحكمة أن تشييد الجدار العازل يتعارض مع القانون الدولي، وأنه يتوجب على إسرائيل التوقف عن الأعمال الإنشائية فورا بما في ذلك بالقدس الشرقية، وأن تلغي جميع القوانين والقرارات واللوائح المنظمة لهذا الإنشاء، وأنها أيضا ملزمة بجبر جميع الأضرار الناتجة عن تشييد الجدار العازل، وأن على جميع الدول عدم الاعتراف بهذا الوضع غير القانوني، وأن على الأمم المتحدة كجمعية عامة ومجلس الأمن النظر فيما يلزم من إجراءات أخرى لإنهاء هذا الوضع.
وقد ردت المحكمة في حيثياتها على الادعاء بأن مسألة تشييد الجدار لا تعدو كونها جانبا من جوانب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وليس من المناسب نظرها من وجهة نظر القانون الدولي، قائلة إنها تمتنع عن الفصل عندما لا تتوافر لديها الوقائع والأدلة المطلوبة التي تمكنها من الخلوص إلى نتائج، ولكن في هذه الواقعة وجدت تحت تصرفها طلب فتوى من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وملفا ضخما قدمه الأمين العام إلى المحكمة يتضمن معلومات مفصلة عن مسار الجدار وتأثيره السياسي والإنساني والاقتصادي والاجتماعي على الشعب الفلسطيني، وتقارير عديدة عن زيارات لمواقع الإنشاء أجراها مقررو الأمم المتحدة والعاملون بهيئاتها، وبالتالي أصبح لدى المحكمة ما يكفي من معلومات وأدلة تمكنها من الفصل في مشروعية إنشاء الجدار.
سابعا- هل يمكن أن تكون لفتوى الجدار العازل وقرار التدابير المؤقتة في غزة أثر على فتوى الآثار القانونية الناشئة عن الاحتلال؟
- نعم على مستوى الحيثيات والأدلة والقرائن. فالفتوى التي أصدرتها المحكمة بشأن الجدار العازل كانت منصبة على صورة واحدة من صور عديدة للتمييز والجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال، لكنها تؤكد اتجاه إرادتها للإخلال بالتزاماتها بما في ذلك الالتزامات ذات الحجية المطلقة تجاه الكافة، وعلى رأسها: الالتزام باحترام حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، والالتزامات التي يقضي بها القانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي العرفي، التي لا يجوز انتهاكها.
كما تعطي الأدلة والقرائن التي أصدرت المحكمة على أساسها قرار التدابير المؤقتة لوقف صور الإبادة الجماعية في غزة، مؤشرات أخرى على تنوع الجرائم الإسرائيلية في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة والمحررة، بما في ذلك القدس الشرقية وقطاع غزة، والسعي الإسرائيلي الدؤوب لتغيير الخريطة الجغرافية والديموغرافية لفلسطين إلى الأبد.
ثامنا- هل يمكن تنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية إذا صدرت لصالح الشعب الفلسطيني؟
- فتاوى محكمة العدل الدولبة غير ملزمة، مثلها مثل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، طالما بقيت القوة الاستثنائية لمجلس الأمن المقيد بسبب حق الفيتو.
فعلى سبيل المثال؛ بعد صدور فتوى محكمة العدل الدولية بعدم مشروعية الجدار العازل في 9 يوليو 2004، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بأغلبية ساحقة بضرورة وقف إنشاء الجدار وعدم مشروعيته وذلك في 20 يوليو 2004، واعترضت إسرائيل والولايات المتحدة وأستراليا على القرار وامتنعت 10 دول فقط عن التصويت. وهكذا لم يتطور الأمر إلى قرار ملزم من مجلس الأمن بسبب الموقف الأمريكي المناصر لدولة الاحتلال.
تاسعا- ما الذي يمكن أن يستفيده الشعب الفلسطيني من هذا المسار طالما لا يمكن تنفيذ فتاوى محكمة العدل الدولية؟
- شأن الخطوات السابقة أمام القضاء الدولي؛ فإن الفتوى المراد صدورها ستكون لها قيمة قانونية وأدبية ومعنوية لنصرة القضية الفلسطينية، كما أن إجراءاتها تبرهن على وقوف الغالبية العظمى من شعوب العالم الحر إلى جانب الحق الفلسطيني.
ومن الممكن البناء مستقبلا على الفتوى من خلال استصدار قرارات وأحكام أخرى من القضاء الدولي ممثلا في محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية، أو المحاكم المحلية في الدول الغربية لملاحقة منتهكي الاتفاقيات الدولية من الإسرائيليين وداعميهم ومواليهم من الولايات المتحدة وأوروبا.
عاشرا- متى تصدر محكمة العدل الدولية قرارها في طلب الفتوى؟
- تملك المحكمة ولاية كاملة في تحديد مواعيد الإجراءات وفترات الاستماع وموعد إصدار الحكم، ولا إلزام عليها بمواعيد معينة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.