الوطنية للانتخابات: بدء فرز الأصوات بنيوزيلندا.. والكويت الأعلى تصويتا حتى الآن    انتخابات النواب بالخارج.. إقبال كبير للمشاركة بانتخابات النواب باليوم الأخير في السعودية وسلطنة عمان |صور    إقبال المصريين على سفارة مصر بباريس في اليوم الثاني للتصويت بانتخابات مجلس النواب    إدراج 29 جامعة مصرية في تصنيف QS 2026.. والقاهرة تتصدر محليا    تراجع أسعار الحديد والأسمنت بأسواق مواد البناء اليوم السبت 22 نوفمبر    وزيرة «التخطيط» تبحث مع «بروباركو» الفرنسية خطط تمويل و تمكين القطاع الخاص    مركز بحوث الصحراء يستقبل وفدًا طلابيا لتعزيز التعلم التطبيقي في البيئات الصحراوية    إصابة 3 فلسطينيين برصاص الاحتلال في مناطق متفرقة من قطاع غزة    وزير الخارجية يشيد بما وصلت إليه العلاقات بين مصر وإسبانيا    فيديو.. قوات إسرائيلية تتوغل في ريف القنيطرة جنوبي سوريا وترفع علم دولة الاحتلال    ستارمر يعلن عن لقاء دولى خلال قمة العشرين لدفع جهود وقف إطلاق النار بأوكرانيا    موسكو: المسيرات الروسية تضرب نقطة انتشار اوكرانية مؤقتة    تشكيل برشلونة المتوقع أمام بلباو في الدوري الإسباني    تشكيل مانشستر سيتي المتوقع أمام نيوكاسل.. موقف مرموش    وزير الرياضة يدعم البطل الأولمبي أحمد الجندي في رحلة علاجه بألمانيا    جون بارنز يبرئ صلاح ويكشف سبب أزمة ليفربول    موعد مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدوري الأبطال.. والقنوات الناقلة    إسلام سمير: الفوارق بين الأندية "كبيرة".. وأحمد سامي ليس سببا في أزمات الاتحاد    ارتفاع جديد للحرارة على الإسكندرية ولا فرص للأمطار اليوم    الأدلة الجنائية تفحص آثار حريق بمعرض موتوسيكلات بالظاهر وتستدعي المالك    وزير التربية والتعليم يقرر وضع مدرسة "سيدز الدولية" تحت الإشراف المالي والإداري وإدارتها من قبل الوزارة    ضربة استباقية.. سقوط بؤر مخدرات وسلاح ومقتل عنصر شديد الخطورة فى قنا    بدء فعاليات إجراء قرعة حج الجمعيات الأهلية لاختيار الفائزين بالتأشيرات    لاتهامها بقضايا غير أخلاقية.. ضبط التيك توكر «دودو المهرة الملكة» في أكتوبر    إصابة 11 عاملا إثر انقلاب ميكروباص بالمنيا الجديدة    مخرجة لبنانية: مهرجان القاهرة منح فيلمي حياة مستقلة وفتح له أبواب العالم    بعد تصدره التريند.. موعد عرض برنامج «دولة التلاوة» والقنوات الناقلة    استخدمت لأداء المهام المنزلية، سر عرض تماثيل الخدم في المتحف المصري بالتحرير    دولة التلاوة.. أصوات من الجنة    الصحة تقدم تعليمات مهمة لحماية الطلاب من العدوى التنفسية داخل المدارس    دايت طبيعي لزيادة التركيز والمزاج الإيجابي، نظام غذائي يدعم العقل والنفس معًا    الرئاسة في أسبوع| السيسي يشارك بمراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بالضبعة.. ويصدر تكليفات حاسمة للحكومة والوطنية للانتخابات    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 22 نوفمبر 2025    شيكو بانزا يظهر فى مران الزمالك الأخير استعدادا ل زيسكو بعد وفاة شقيقه    زيارة مفاجئة لوكيل زراعة أسيوط للجمعيات الزراعية بمركز الفتح    سعر كرتونة البيض في بورصة الدواجن والأسواق اليوم السبت 22 نوفمبر 2025 فى المنيا    وزير التعليم العالي يعقد اجتماعًا مع مجموعة خبراء تطوير التعليم العالي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة الأقصر    انتخابات مجلس النواب بالخارج، بدء التصويت بالسفارة المصرية في طهران    غرفة عمليات الهيئة الوطنية تتابع فتح لجان انتخابات النواب فى الخارج    وزارة الصحة توجه رسالة هامة عن تلقى التطعيمات.. تفاصيل    منظمة الصحة العالمية: أكثر من 16.5 ألف مريض بغزة في انتظار الإجلاء الطبي    دراسة جديدة.. عصير البرتقال يؤثر على نشاط الجينات    سعر الجنيه الإسترلينى اليوم السبت فى البنوك 22-11-2025    اليوم.. محاكمة 6 متهمين بقضية "خلية مصر الجديدة"    فرنسا لمواطنيها: جهزوا الطعام والماء لحرب محتملة مع روسيا    «يوميات ونيس».. العمل الذي صنع ذاكرة جيل ورسّخ قيم الأسرة في الدراما المصرية    المرأة العاملة| اختيارها يحمي الأسرة أم يرهقها؟.. استشاري أسري يوضح    فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم حي الضاحية في نابلس شمال الضفة الغربية    تطورات مثيرة في قضية سرقة عصام صاصا للحن أغنية شيرين    أبرزها وظائف بالمترو براتب 8000 جنيه.. «العمل» توفر 100 فرصة للشباب    محمد موسى يهاجم الجولاني: سيطرتك بلا دور.. والسيادة السورية تنهار    استشارية: خروج المرأة للعمل لا يعفي الرجل من مسؤولية الإنفاق أبدًا    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    محمد التاجي: اعتذار محمد سلام اللحظي خلق «شماتة» ويتعارض مع تقاليد المهنة    مصطفى حجاج يكشف حقيقة الخلاف بينه وبين هاني محروس    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الأحد في الدوري الممتاز    شوقي علام حول التعاملات البنكية: الفتوى الصحيحة تبدأ بفهم الواقع قبل الحكم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القدس وغزة والجدار العازل في الخلفية: ما تفاصيل ومآلات قضية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية أمام محكمة العدل الدولية؟
نشر في الشروق الجديد يوم 19 - 02 - 2024

مصر من 57 دولة تقدمت بمذكرات قانونية وستدلي بمرافعات تعليقا على طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة
الدول المتدخلة قدمت مذكراتها قبل 25 يوليو 2023 والإجراءات التحضيرية لطلب الجمعية العامة انتهت في 25 أكتوبر 2023
لا علاقة بين هذه القضية وقضية الإبادة الجماعية المرفوعة من جنوب أفريقيا بسبب العدوان على غزة
المحكمة تبحث في الآثار القانونية الناشئة عن استمرار الاحتلال والوضع الدولي للأراضي الفلسطينية بما فيها القدس المحتلة
آلاف التقارير والبيانات عن الأوضاع الحياتية للشعب الفلسطيني وممارسات إسرائيل وجرائمها أمام المحكمة
بدأت محكمة العدل الدولية في لاهاي اليوم الاثنين جلسات الاستماع في طلب الإفتاء المقدم من الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى المحكمة حول الآثار القانونية الناشئة عن سياسات إسرائيل وممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وهو الطلب الذي تم قيده لدى المحكمة رسميا في 30 ديسمبر 2022 أي قبل أحداث طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة بأكثر من تسعة أشهر.
وتشارك مصر والعديد من الدول العربية والأفريقية والآسيوية في الجلسات بمرافعات، بعدما قدمت مذكرات مكتوبة، تدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ووقف جميع صور الاحتلال والاستيطان والتمييز والقتل والتهجير التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي.
لا توجد علاقة قانونية مباشرة بين هذا الطلب الذي تبدأ محكمة العدل الدولية نظره اليوم تمهيدا لإصدار فتوى قانونية منها ضمن اختصاصها الإفتائي، وبين الدعوى الأخرى المقامة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة انتهاك معاهدة منع الإبادة الجماعية بسبب العدوان الحالي على غزة.
كما لن يكون لهذه الفتوى أو غيرها أثر مباشر على الحكم في قضية الإبادة الجماعية، ولا العكس، حتى إذا استندت محكمة العدل الدولية في حيثيات الفتوى إلى الوقائع محل الحكم، أو العكس، إذ أن الفتوى تظل استشارية وغير ملزمة، ويتمثل هدفها في تبصرة الجمعية العامة للأمم المتحدة وإعانتها على اتخاذ القرار الصحيح بشأن المسألة محل الطلب، حيث تختص المحكمة بتفسير الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية وبيان كيفية تطبيقها على المسألة.
وتتيح المادة 96 من ميثاق الأمم المتحدة لكل من الجمعية العامة ومجلس الأمن طلب الفتوى من محكمة العدل الدولية في أية مسألة قانونية، ولكن لكل منهما القرار النهائي في كيفية التعامل مع محصلة الفتوى وحيثياتها. وفي القضايا التي لا تملك الجمعية العامة للأمم المتحدة اتخاذ قرار ملزم، فإن الأمر النهائي يرجع لمجلس الأمن، الذي تحكمه –كما هو معلوم- اعتبارات معقدة بسبب امتلاك الدول الخمس دائمة العضوية حق النقض (الفيتو) مما يؤدي إلى عرقلة العديد من قرارات الشرعية الدولية حتى وإن اتفقت عليها الغالبية الكاسحة من دول العالم. نذكر في هذا السياق –على سبيل المثال- قرار الجمعية العامة الصادر في ديسمبر الماضي بوقف إطلاق النار في غزة والذي لم يجد أي سبيل للنفاذ حتى الآن.
بالعودة للطلب الذي تبدأ نظره محكمة العدل الدولية اليوم الاثنين؛ تثور أسئلة عدة حول أسبابه وخلفياته، وتفاصيله وإجراءاته، وآفاقه المحتملة، ومدى اتصاله بقضية الإبادة الجماعية في غزة وما إذا كان يمكن أن يؤثر على الواقع الحالي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. أسئلة يمكن إجمال إجاباتها في السطور التالية:
أولا- ما الذي دعا الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى طلب الفتوى من محكمة العدل الدولية؟
- في نوفمبر 2022 تقدمت بعثة دولة فلسطين، ذات وضع "المراقب" في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمشروع إلى اللجنة الرابعة بالجمعية العامة المختصة بطلبات إنهاء الاستعمار، لطلب فتوى من محكمة العدل الدولية حول المركز القانوني للاحتلال الإسرائيلي الممتد للأراضي الفلسطينية والآثار القانونية المترتبة عليه.
وفي نهاية ديسمبر 2022 وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على المشروع ورفعت الطلب إلى محكمة العدل الدولية، بهدف البحث في الآثار القانونية الناشئة عن الاحتلال طويل الأمد للأراضي الفلسطينية، ومدى تعارض ذلك مع الاتفاقيات الدولية القائمة، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين في زمن الحرب، والقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة على مدار العقود الستة الماضية.
وتضمن الطلب تأكيد الجمعية العامة للأمم المتحدة على حق جميع الشعوب في التمتع بحقوق الإنسان، وضرورة التزام إسرائيل باعتبارها سلطة احتلال بالالتزام باتفاقيات حماية المدنيين في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، والوقف الفوري لجميع التدابير والإجراءات التي من شأنها خرق اتفاقية جنيف الرابعة وباقي مواثيق القانون الدولي، وإنهاء التشريعات والسياسات التمييزية في الأ{اضي المحتلة.
ثانيا- هل تضمن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة أي إشارة إلى الأوضاع الإنسانية في فلسطين المحتلة أم اكتفى بالسياق السياسي والدبلوماسي؟
- ركزت الجمعية العامة في قرارها وطلبها على ضرورة "وقف جميع صورانتهاك حقوق الإنسان المقررة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك قتل وإصابة المدنيين، والاعتقال التعسفي للمدنيين وسجنهم، والتهجير القسري للمدنيين، ومحاولات النقل القسري لمجتمعات البدو ومحاولة نقلها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتدمير ومصادرة الممتلكات المدنية بما في ذلك هدم المنازل، بما في ذلك إذا تم تنفيذها كعقاب جماعي في انتهاك للقانون الدولي الإنساني، وعرقلة المساعدات الإنسانية.
ودعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إسرائيل إلى التعاون الكامل مع المقررين الخاصين المعنيين، وتسهيل الدخول إلى الأرض المحتلة بما فيها القدس الشرقية، لرصد حالة حقوق الإنسان فيها والإبلاغ عنها وفقا لما للمقررين من ولاية واختصاصات قانونية.
كما دعت الجمعية العامة إسرائيل باعتبارها السلطة القائمة بالاحتلال بوقف جميع أنشطتها الاستيطانية، وبناء الجدار العازل، وأي تدابير أخرى تهدف إلى تغيير الطابع والتركيبة الديموغرافية للأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية وما حولها.
ونوهت الجمعية العامة في مذكرتها المرفوعة إلى محكمة العدل الدولية إلى أن ممارسات إسرائيل تجور على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتقلل احتمالات التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة وشاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتبعا لذلك تلقت المحكمة من الأمم المتحدة تقارير وبيانات عن: الأوضاع السياسية في الأراضي المحتلة والمستوطنات الإسرائيلية، والظروف الحياتية للشعب الفلسطيني، والظروف الحياتية للأطفال الفلسطينيين والنساء الفلسطينيات، وكيفية التعامل مع السيادة والموارد الطبيعية لدى الشعب الفلسطيني، وحق الدفاع عن النفس، وارتباط القضية الفلسطينية بالوضع في الشرق الأوسط بالكامل، وتقارير لجان تقصي الحقائق عن أوضاع حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، وتقارير من الأونروا.
ثالثا- ما المسائل التي تستشير فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة محكمة العدل الدولية؟
- عملا بميثاق الأمم المتحدة ارتأت الجمعية العامة ضرورة حصولها على رأي استشاري من المحكمة حول:
1- ما هي التبعات القانونية الناشئة عن انتهاك إسرائيل للاتفاقيات الدولية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإنهاء احتلاله والاستيطان والتمييز وضم الأراضي المحتلة منذ عام 1967 وتغيير التركيبة الديموغرافية ووضع مدينة القدس ذات القدسية الدينية.
2- كيف تؤثر سياسات إسرائيل وممارساتها على الوقائع سالفة الذكر، وما هي التبعات القانونية التي تتصل بجميع دول العالم والأمم المتحدة على ضوء هذا الوضع؟
رابعا- ما الإجراءات التي اتخذتها محكمة العدل الدولية بعد تلقيها طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
- تلقت المحكمة الطلب بواسطة الأمين العام للأمم المتحدة في 17 يناير 2023.
وفي 3 فبراير 2023 قررت المحكمة فتح الباب أمام الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة، والدول الأعضاء، ودولة فلسطين "المراقبة" لتقديم طلبات المرافعة المكتوبة من خلال مذكرات رسمية، وتقديم طلبات المرافعة الشفهية وذلك حتى 25 يوليو 2023، وحددت أيضا تاريخ 25 أكتوبر 2023 لتقديم التعليقات والردود على المذكرات المقدمة.
وفي الأيام التالية أرسلت الأمانة العامة إلى المحكمة ملفات عديدة تجمع كل القرارات الأممية الصادرة من الجمعية العامة ومجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية منذ عام 1967.
وتوالى تقديم المذكرات المكتوبة من الدول المهتمة بإبداء رأيها في المسائل المعروضة، حتى بلغ عددها 57 دولة، بعضها تقدم بمذكرة ثم بتعليقات –مثل مصر- ثم سمحت المحكمة بالتدخل لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي.
وفي 25 أكتوبر 2023 –أي بعد طوفان الأقصى وبدء العدوان على غزة بنحو أسبوعين- حددت محكمة العدل الدولية يوم 19 فبراير لبدء جلسات الاستماع.
خامسا - هل هناك دول تقدمت بمذكراتها تأثرا بالأحداث التي أعقبت طوفان الأقصى في 7 أكتوبر؟
- لا، لأن موعد تقديم المذكرات التحريرية وطلب المرافعات انتهى 25 يوليو الماضي. وخصصت الفترة اللاحقة حتى 25 أكتوبر لتقديم مذكرات ملحقة من نفس الدول التي قدمت المذكرات في الفترة الأولى.
وبالتالي فحتى إذا تضمنت المذكرات الملحقة والتعليقات، أو المرافعات أمام محكمة العدل الدولية، إشارات أو توضيحات حول العدوان الإسرائيلي على غزة والتهديدات التي تتعرض لها رفح، فالأكيد أنها لم تلعب دورا في مرحلة الإجراءات، فهي مستجدات لم تكن قائمة وقتها.
سادسا- ما الدول التي تقدمت بالمذكرات وسوف تترافع أمام محكمة العدل الدولية؟
- خصصت المحكمة اليوم 19 فبراير فقط للاستماع إلى فلسطين، وسوف تتوالى المرافعات في الأيام القادمة على النحو التالي:
الثلاثاء 20 فبراير: جنوب أفريقيا، الجزائر، السعودية، هولندا، بنجلاديش، بلجيكا، بيليز، بوليفيا، البرازيل، كندا، تشيلي.
الأربعاء 21 فبراير: كولومبيا، جزر القمر، كوبا، مصر، الإمارات، أمريكا، روسيا، فرنسا، جامبيا، جويانا، المجر.
الخميس 22 فبراير: الصين، إيران، العراق، أيرلندا، اليابان، الأردن، الكويت، لبنان، ليبيا، لكسمبورج، ماليزيا، موريشيوس.
الجمعة 23 فبراير: ناميبيا، النرويج، عمان، باكستان، إندونيسيا، قطر، بريطانيا، سلوفينيا، السودان، سويسرا، سوريا، تونس.
الاثنين 26 فبراير: تركيا، زامبيا، جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي، الاتحاد الأفريقي، إسبانيا، فيجي، المالديف.
سادسا- هل سبق أن تعرضت محكمة العدل الدولية إلى القضية الفلسطينية في أي من مراحلها الممتدة؟
- نعم؛ مرة واحدة قبل قرارها الصادر في 26 يناير الماضي بالتدابير المؤقتة ضد إسرائيل في الدعوى المرفوعة من جنوب أفريقيا بشأن صور الإبادة الجماعية في غزة.
ففي عام 2004 أصدرت المحكمة فتوى بناء على طلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الآثار القانونية لتشييد إسرائيل الجدار العازل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد انتهت في الفتوى إلى عدد من النتائج التي جردت هذا العمل من مشروعيته ووصمته بالبطلان المطلق ومخالفة جميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الملزمة.
وذكرت المحكمة أن تشييد الجدار العازل يتعارض مع القانون الدولي، وأنه يتوجب على إسرائيل التوقف عن الأعمال الإنشائية فورا بما في ذلك بالقدس الشرقية، وأن تلغي جميع القوانين والقرارات واللوائح المنظمة لهذا الإنشاء، وأنها أيضا ملزمة بجبر جميع الأضرار الناتجة عن تشييد الجدار العازل، وأن على جميع الدول عدم الاعتراف بهذا الوضع غير القانوني، وأن على الأمم المتحدة كجمعية عامة ومجلس الأمن النظر فيما يلزم من إجراءات أخرى لإنهاء هذا الوضع.
وقد ردت المحكمة في حيثياتها على الادعاء بأن مسألة تشييد الجدار لا تعدو كونها جانبا من جوانب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وليس من المناسب نظرها من وجهة نظر القانون الدولي، قائلة إنها تمتنع عن الفصل عندما لا تتوافر لديها الوقائع والأدلة المطلوبة التي تمكنها من الخلوص إلى نتائج، ولكن في هذه الواقعة وجدت تحت تصرفها طلب فتوى من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وملفا ضخما قدمه الأمين العام إلى المحكمة يتضمن معلومات مفصلة عن مسار الجدار وتأثيره السياسي والإنساني والاقتصادي والاجتماعي على الشعب الفلسطيني، وتقارير عديدة عن زيارات لمواقع الإنشاء أجراها مقررو الأمم المتحدة والعاملون بهيئاتها، وبالتالي أصبح لدى المحكمة ما يكفي من معلومات وأدلة تمكنها من الفصل في مشروعية إنشاء الجدار.
سابعا- هل يمكن أن تكون لفتوى الجدار العازل وقرار التدابير المؤقتة في غزة أثر على فتوى الآثار القانونية الناشئة عن الاحتلال؟
- نعم على مستوى الحيثيات والأدلة والقرائن. فالفتوى التي أصدرتها المحكمة بشأن الجدار العازل كانت منصبة على صورة واحدة من صور عديدة للتمييز والجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال، لكنها تؤكد اتجاه إرادتها للإخلال بالتزاماتها بما في ذلك الالتزامات ذات الحجية المطلقة تجاه الكافة، وعلى رأسها: الالتزام باحترام حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، والالتزامات التي يقضي بها القانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي العرفي، التي لا يجوز انتهاكها.
كما تعطي الأدلة والقرائن التي أصدرت المحكمة على أساسها قرار التدابير المؤقتة لوقف صور الإبادة الجماعية في غزة، مؤشرات أخرى على تنوع الجرائم الإسرائيلية في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة والمحررة، بما في ذلك القدس الشرقية وقطاع غزة، والسعي الإسرائيلي الدؤوب لتغيير الخريطة الجغرافية والديموغرافية لفلسطين إلى الأبد.
ثامنا- هل يمكن تنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية إذا صدرت لصالح الشعب الفلسطيني؟
- فتاوى محكمة العدل الدولبة غير ملزمة، مثلها مثل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، طالما بقيت القوة الاستثنائية لمجلس الأمن المقيد بسبب حق الفيتو.
فعلى سبيل المثال؛ بعد صدور فتوى محكمة العدل الدولية بعدم مشروعية الجدار العازل في 9 يوليو 2004، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بأغلبية ساحقة بضرورة وقف إنشاء الجدار وعدم مشروعيته وذلك في 20 يوليو 2004، واعترضت إسرائيل والولايات المتحدة وأستراليا على القرار وامتنعت 10 دول فقط عن التصويت. وهكذا لم يتطور الأمر إلى قرار ملزم من مجلس الأمن بسبب الموقف الأمريكي المناصر لدولة الاحتلال.
تاسعا- ما الذي يمكن أن يستفيده الشعب الفلسطيني من هذا المسار طالما لا يمكن تنفيذ فتاوى محكمة العدل الدولية؟
- شأن الخطوات السابقة أمام القضاء الدولي؛ فإن الفتوى المراد صدورها ستكون لها قيمة قانونية وأدبية ومعنوية لنصرة القضية الفلسطينية، كما أن إجراءاتها تبرهن على وقوف الغالبية العظمى من شعوب العالم الحر إلى جانب الحق الفلسطيني.
ومن الممكن البناء مستقبلا على الفتوى من خلال استصدار قرارات وأحكام أخرى من القضاء الدولي ممثلا في محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية، أو المحاكم المحلية في الدول الغربية لملاحقة منتهكي الاتفاقيات الدولية من الإسرائيليين وداعميهم ومواليهم من الولايات المتحدة وأوروبا.
عاشرا- متى تصدر محكمة العدل الدولية قرارها في طلب الفتوى؟
- تملك المحكمة ولاية كاملة في تحديد مواعيد الإجراءات وفترات الاستماع وموعد إصدار الحكم، ولا إلزام عليها بمواعيد معينة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.