استنكر الدكتور محمد عادل دسوقي، أستاذ العمارة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، عمليات الترميم «غير المسئولة» لمسجد المرسي أبو العباس بمحافظة الإسكندرية، والتي أدت إلى طمس وتدمير زخارف جزء كبير من المسجد. وكشف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «كلمة أخيرة»، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي عبر فضائية «ON»، مساء السبت، مصير تلك الزخارف، قائلًا: «كل النقوش اتكسرت واترمت في شكاير والزبالة، حتى مكنش في فرصة نعمل لها تحليل كيميائي؛ لمعرفة المواد المستخدمة فيها ونسبة الجبس والجير وغيرها من المواد». وقال إن وزارة الأوقاف تولت منذ فترة عملية ترميم المسجد، ذاكرًا أن المواطنين فوجئوا خلال الأسابيع الماضية بإجراء المقاول الذي أسند إليه الترميم تدخل «غير مسئول وسيئ ومؤسف»، أزال على خلفيته معظم الزخارف الموجودة. وتابع: «تلك الزخارف ليست رسمًا ثنائي الأبعاد، ولكنها نقوش من الجبس مصممة بشكل ثلاثي الأبعاد»، قائلًا إن «إعادتها إلى حالتها الأصلية ممكنة من الناحية الهندسية، لكن التكلفة ستكون كبيرة». وذكر أن إعادة الزخارف لحالتها الأصلية يتطلب البحث في الأرشيفات المختلفة للمصورين الفوتوغرافيين، أو المعماريين الذين أجروا بحثًا عن المسجد وصوروا نقوشه بشكل جيد، معقبًا: «الأمر يساعدنا على الاستنتاج ورسم ما كان موجودًا، ونعلم ما كان غائرًا وما كان بارزًا ونرى الألوان، حتى نعيد الأمور إلى أصلها». وأوضح أن ماريو روسي، المعماري الإيطالي الذي صمم المسجد، قرر عدم بناء قبة كبيرة للمسجد؛ لأسباب متعلقة بالتكلفة والحسابات الإنشائية، واستبدلها ب«الشخشيخة» التي احتوت على الزخارف والنقوش البارزة بطول 8 إلى 10 سنتيمترات. ولفت إلى اتخاذ الأوقاف، القرار بإعادة الترميم؛ بسبب تساقط أجزاء من هذا السقف، مضيفًا: «كان من الممكن حقنه أو عزله أو وضع طبلية أسفل منه لحين التوثيق الكامل لما كان موجودًا». ودعا إلى إنشاء جهاز في كل مدينة لإدارة التراث المعماري والحضري؛ من أجل صيانتها بشكل جيد، مختتمًا: «هناك مساجد شوهت وأُعيد بناؤها بشكل غير مدروس، وهناك منابر كاملة في مساجد مملوكية وحاشيات خشبية للأبواب والمنابر سرقت للأسف».
اتكسرت واترمت في شكاير.. أستاذ عمارة يكشف ماذا حدث في زخارف مسجد المرسي أبو العباس بالإسكندرية#كلمة_أخيرة_مع_لميس_الحديدي#لميس_الحديدي pic.twitter.com/Svqvcn4FQE — كلمة أخيرة مع لميس الحديدي (@KelmaAkhira) January 27, 2024