لفترة ثانية .. معلومات عن سحر السنباطي أمين المجلس القومي للطفولة والأمومة    رئيس أركان حرب القوات المسلحة يلتقي رئيس هيئة الأركان بقوة دفاع البحرين    «اسمع واتكلم» لشباب الجامعات يناقش «الهوية في عصر الذكاء الاصطناعي»    امتحانات النقل تنطلق.. و«الشغب» ممنوع    مرصد الأزهر يحذر الشباب من الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي    وزير العدل ورئيس «التخطيط القومي» يشهدان برنامج التدريب الاستراتيجي ومؤشرات الآداء    وزيرة التعاون الدولي: نتطلع لزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري بين مصر والأردن    محافظ أسوان: مشروع متكامل للصرف الصحي ب«عزبة الفرن» بتكلفة 30 مليون جنيه    أسعار الأضاحي في مصر 2024 بمنافذ وزارة الزراعة    القاهرة الإخبارية: بيرنز ونتنياهو ناقشا تعليق الهجوم على رفح الفلسطينية مقابل الإفراج عن المحتجزين    «فلسطين» تثني على اعتراف جزر البهاما بها كدولة    تفاصيل مكالمة رئيس ريال مدريد ل مبابي بعد توديع أبطال أوروبا    إزاحة الستار عن تمثال العامري فاروق في الأهلي (صورة)    وزير الرياضة يفتتح القمة العالمية للقيادات الشبابية الإعلامية    «الأرصاد» تكشف حالة طقس الساعات المقبلة.. أشد الأيام حرارة وتحذير من 3 ظواهر    السجن 5 سنوات لنائب رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة بتهمة الرشوة    بعد 21 عاما من عرضها.. ياسمين عبدالعزيز تروي كواليس مسرحية كدة أوكيه    حسن الرداد يكشف عن انجازات مسيرته الفنية    دعاء استقبال شهر ذي القعدة.. «اللهم إني أسألك العفو والعافية»    هل مكياج المرأة مباح عند خروجها من المنزل؟.. أمين الفتوي يجيب - فيديو    المترو الأول والثانى يدخلان «محطة التطوير»    استرازينيكا تسحب لقاحها ضد كورونا.. والوكالة الأوروبية تلغي التصريح    مناقشة تحديات المرأة العاملة في محاضرة لقصور الثقافة بالغربية    رئيسة المنظمة الدولية للهجرة: اللاجئون الروهينجا في بنجلاديش بحاجة إلى ملاجئ آمنة    أفضل 3 أنواع في سيارات مرسيدس "تعرف عليهم"    تقديم رياض أطفال الأزهر 2024 - 2025.. الموعد والشروط    "عليا الوفد" تلغي قرار تجميد عضوية أحمد ونيس    عبد الرحيم كمال بعد مشاركته في مهرجان بردية: تشرفت بتكريم الأساتذة الكبار    أسهم أوروبا تصعد مدعومة بتفاؤل مرتبط بنتائج أعمال    دفاعًا عن إسرائيل.. أعضاء بالكونجرس الأمريكي يهددون مسئولي الجنائية الدولية    دعاء للميت بالاسم.. احرص عليه عند الوقوف أمام قبره    كريستيانو رونالدو يأمر بضم نجم مانشستر يونايتد لصفوف النصر.. والهلال يترقب    «هيئة المعارض» تدعو الشركات المصرية للمشاركة بمعرض طرابلس الدولي 15 مايو الجاري    يوسف زيدان عن «تكوين»: لسنا في عداء مع الأزهر.. ولا تعارض بين التنوير والدين (حوار)    11 جثة بسبب ماكينة ري.. قرار قضائي جديد بشأن المتهمين في "مجزرة أبوحزام" بقنا    انطلاق الموسم الأول لمسابقة اكتشاف المواهب الفنية لطلاب جامعة القاهرة الدولية    «القاهرة الإخبارية» تعرض تقريرا عن غزة: «الاحتلال الإسرائيلي» يسد شريان الحياة    المشدد 10 سنوات لطالبين بتهمة سرقة مبلغ مالي من شخص بالإكراه في القليوبية    أحدثهم هاني شاكر وريم البارودي.. تفاصيل 4 قضايا تطارد نجوم الفن    «8 أفعال عليك تجنبها».. «الإفتاء» توضح محظورات الإحرام لحجاج بيت الله    فرقة الحرملك تحيي حفلًا على خشبة المسرح المكشوف بالأوبرا الجمعة    تعرف على التحويلات المرورية لشارع ذاكر حسين بمدينة نصر    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    بعد حلف اليمين الدستوري.. الصين تهنئ بوتين بتنصيبه رئيسا لروسيا للمرة الخامسة    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    مصرع سيدة صدمها قطار خلال محاولة عبورها السكة الحديد بأبو النمرس    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    ضبط قضايا اتجار في العملة ب12 مليون جنيه    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    بايدن: لا مكان لمعاداة السامية في الجامعات الأمريكية    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحو ثقافة لمواجهة كوارث الحاضر
نشر في الشروق الجديد يوم 24 - 01 - 2024

مهما كبرت حملات التوعية الفكرية والسلوكية لشباب وشابات الأمة العربية بشأن ما يواجهه وطنهم العربى من جهة وما تواجهه البشرية من جهة أخرى فإنها تظل تلهث وراء تطورات هذا العصر الهائلة فى ساحات الإثنين. دعنا نأخذ المستوى الأول العربى القومى، ولنتعامل مع مستجدات اثنتين تستحقان أن يعى بعضا من وجوههما شباب وشابات الأمة.
المستجد الأول هو مشهد ما بعد 7 أكتوبر الماضى الفلسطينى. فمن حق المواطن العربى أن يطرح السؤال التالى: هل أن خلافات بعض أنظمة الحكم العربية مع بعض فصائل الإسلام السياسى تبرر مشهد الوقوف الغريب وغير المعقول من قتل أطفال ونساء فلسطين الممنهج والمستمر والمتصاعد واليومى من قبل الجيش الصهيونى؟ وإلا فهل يعقل أن كل ما تستطيع الكتلة العربية الإسلامية فعله عبر أكثر من ثلاثة شهور هو عقد اجتماعات يتيمة بين الحين والآخر لإصدار بيانات احتجاجية متواضعة وإرسال وفود إلى هذه الجهة أو تلك لتستجدى ولتعود خالية اليدين وغير مسموعة الكلمة؟ بل ويتساءل البعض، هل أن بعض ما صرح به عدد من المسئولين الأمريكيين والصهاينة من أنهم سمعوا فى الغرف المغلقة من بعض المسئولين العرب موافقتهم على استمرار الحرب الإجرامية فى غزة إلى أن يُهزم الفصيل الفلسطينى المقاوم وحتى لا يبقى له وجود سياسى بعد اكتمال هذه الإبادة الصهيونية الدموية، يتساءلون هل أن تلك التصريحات صحيحة، خصوصا وأن المواطنات والمواطنين العرب لا يسمعون ولا يقرأون تكذيبا لمثل هذه الأقاويل أو احتجاجا لدى وزارات خارجية البلدان التى ينتمى المصرّحون إليها؟
لا يستطيع أحد أن يقنعنا بأن الكتلة العربية الإسلامية، التى يزيد عدد أعضائها على الخمسين دولة والتى لديها إمكانيات سياسية واقتصادية واستراتيجية هائلة، لا تستطيع أن تفعل أكثر من ذلك لمنع إذلال وحرق وقتل شعب فلسطين فى غزة، بل وفى سائر أنحاء فلسطين المحتلة.. هذا الشعب الذى يواجه «هولوكوستا جحيميا بربريا» لم يعرف العالم له مثيلا طيلة عصرنا الحديث.
لا، لسنا فقط أمام بعبع خارجى يمنع القوم من فعل أكثر من ذلك ومن ممارسة سلوك أنبل من ذلك، وإنما نحن أمام مصيبة فضائحية سياسية وقيمية، وأمام كارثة التزامية مشتركة، لم يعرف مثلهما تاريخ العرب الطويل، لا التاريخ القديم ولا التاريخ الحديث على حدّ سواء.
ويزداد المشهد قتامة وهولا عندما يضاف إلى ذلك السؤال السابق السؤال الثانى التالى: ألا تشعر الكتلة العربية المشتركة، وعلى الأخص الجامعة العربية، بالأخطار الهائلة التى يواجهها الشعب العربى الشقيق السودانى، والتى تهب على مجتمعه السودانى كعواصف مدمرة من جراء الصراع الدموى فيها بين جيش السودان وبين مجموعة من الميليشيات.
إن عدم مساعدة شعب السودان الشقيق من قبل سنده العربى الممثل حاليا بالكتلة العربية الإسلامية سيقود إلى تجزئته، بل وحتى إلى تدمير هويته العروبية من خلال هجرة كبيرة إليه من الملايين من غير العرب الذين ينتظرون على حدوده الآن، فهل يريد العرب إضاعة السودان مثلما أضاعوا فلسطين؟ ولا يحتاج الإنسان للتذكير بأن هناك مشاريع متعددة جاهزة لتجزئة العديد من الأقطار العربية باسم شتى المبررات وشتى الشعارات الكاذبة التى يطرحها الغرب الاستعمارى والكيان الصهيونى لإبقاء هذه الأمة، كل هذه الأمة، فى الفوضى التى تعيش جحيمها حاليا.
أهمية إبراز جوانب مثل هذه المواضيع الكارثية لا تكتمل إلا إذا كانت جزءا من التوعية السياسية الوحدوية العروبية التى يجب أن تترسخ فى وجدان شابات وشباب الأمة، ليدركوا بأن عدم قيام وحدة عربية تضامنية جادة وغير مظهرية سيبقى مثل تلك المشاهد السابقة مشهدا يتكرر عبر مستقبل وطن العرب وعبر كل أقطاره.
وبالطبع هناك عشرات المواضيع الممائلة الأخرى التى تنطبق عليها تلك العلاقة التى وصفنا فيما بين الأحداث التى يرونها أمامهم يوميا وما بين المبادئ والسلوكيات القومية العروبية المطلوبة لإخراج هذه الأمة من محنها وتخلفها.
تلك أمثلة مما يجرى فى الوطن العربى أما بالنسبة لما تواجهه البشرية حاليا فإن القائمة أطول وأخطر وأعقد. لكن ما يجب أن يدركه شباب وشابات الأمة هو أن لكل ما تواجهه البشرية من إشكالات مادية ومعنوية، ويتحدث عنها كبار مفكرى الغرب وفلاسفته ومراكز بحوثه، ارتباطا شديدا بكل ما يواجهه الوطن العربى. من هنا الأهمية القصوى ليكون وعيهم الفكرى والثقافى والسلوكى وعيا شموليا أفقيا، وإلا فإنهم لن يتمكنوا من قيادة الحراكات السياسية الجماهيرية العربية الكبرى مستقبلا. وسنحاول أن نبرز بعضا من قضايا العصر المترابطة فى كتابات مستقبلية. لكننا نؤكد لهم ولهن بأن فهم ما يواجهه وطنهم العربى وما يواجهه العالم سيحتاج إلى تنمية وامتلاك ثقافة من نوع جديد واتساع كبير وأعماق متنوعة لا تقدمها لهم مع الأسف أغلبية وسائل التثقيف الجماهيرية المتواجدة حاليا ولا تتعامل معها بشكل جيد حتى البرامج الأكاديمية الجامعية التى يدرسونها. ولذلك فإنها ستحتاج إلى جهود شخصية كبيرة إضافية وإلى مؤسسات توعوية من نوع جديد.
المستقبل ملىء بالتحديات الكبرى، ولكنه أيضا ملىء بالإمكانيات الهائلة التى تنتظر شباب وشابات المستقبل. نقول ذلك بالرغم من أصوات التشاؤم المتصاعدة التى تملأ الأرض حاليا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.