16 شخصية مصرية غير رسمية سوف تذهب إلى واشنطن يومى 26 و27 من الشهر الحالى، بناء على دعوات وُجهت إليهم من قبل السفارة الأمريكية، لحضور مؤتمر «أوباما لريادة الأعمال فى العالم الإسلامى»، الذى كان قد دعا إليه الرئيس الأمريكى خلال خطابه فى جامعة القاهرة فى العام الماضى. ومن بين هذه الشخصيات، نجيب ساويرس، رئيس مجلس إدارة أوراسكوم تيليكوم، وحسن الخطيب، الرئيس الأسبق لجمعية شباب الأعمال، وعمرو جوهر، نائب رئيس الجمعية ورئيس مجلس ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة الشرق أوسطية، وهالة السعيد، المدير التنفيذى للمعهد المصرفى، وحلمى أبوالعيش، رئيس المجلس الوطنى للتنافسية، وغيرهم. «لم تتدخل الحكومة المصرية فى اختيار أى شخصية»، على حد تأكيد طاهر حلمى، رئيس الجانب المصرى فى منتدى الأعمال المصرى الأمريكى، الذى حل محل مجلس الاعمال المصرى الامريكى، مشيرا إلى أن «وزارة الخارجية الأمريكية كلفت السفارة الأمريكية فى مصر بترشي ح شخصيات لها دور ملموس فى مجال ريادة الأعمال أو أخرى تعبر عن نموذج ناجح لمشروع بدأ صغير ثم نجح بصورة كبيرة، كما هو الحال مع نجيب ساويرس على سبيل المثال». وكانت مصادر حكومية مصرية، طلبت عدم نشر اسمها، قد أشارت إلى «الشروق»، سابقا، إلى أن «وزارات مصرية حاولت أن ترشح أسماء بعض رجال الأعمال المقربين من بعض الوزراء، إلا أن طلباتهم قوبلت برفض أمريكى، ولم يتدخل فى اختيار المشاركين سوى الجهات الأمريكية». وأضاف حلمى لقد «وقعنا على اتفاقية مشاركتنا فى برنامج ريادة الأعمال الأمريكى خلال أول اجتماع لمنتدى قادة الأعمال المصرى الأمريكى فى القاهرة، يوم الاثنين الماضى»، وإن كان التحضير والمفاوضات الخاصة بمشاركة مصر بدأت منذ شهر ونصف العام، تبعا لحلمى. فقد جاء إلى مصر كل من لورين هاريتون، الممثل الخاص للشئون التجارية والأعمال بوزارة الخارجية الأمريكية، وستيفن كولتاى، كبير المستشارين لمشروعات ريادة الأعمال ونشر ثقافة العمل الحر بمكتب الشئون التجارية والأعمال بالوزارة، خلال فبراير الماضى، لبحث مشاركة مصر فى المؤتمر. وتبعا لحلمى، «لقد اختارت الإدارة الأمريكية مصر وأندونيسيا كأول دولتين لبدء تنفيذ المبادرة، وسيمثلهما أكبر وفدين من بين جميع الوفود، بعدد أفراد يصل إلى 17»، وعليه لقد بدأ ممثلو الإدارة الأمريكية جولاتهم بمصر، «فالإدارة الأمريكية تُبدى اهتماما خاصا بمشاركة مصر، وهذا واضح جدا فى مفاوضاتهم معنا»، على حد تعبير حلمى. وقد أشار رئيس الجانب المصرى فى المنتدى إلى اجتماعه مع رئيس الوزراء، أحمد نظيف، إلى جانب جمال مبارك، رئيس أمانة السياسات بالحزب الوطنى، ووزراء المالية والتجارة والبترول والكهرباء، لعرض أهداف المنتدى عليهم، خلال الأسبوعين الماضيين، وخلال تلك الاجتماعات أيضا عرض مشاركة مصر فى هذا المؤتمر، وقد أبدى جميعهم اهتماما بهذا الأمر باعتباره يتماشى مع أهداف التنمية البشرية. وبالرغم من التفاؤل الذى أبداه حلمى، إلى جانب العديد من أعضاء الوفد المصرى، من هذا البرنامج، إلا أن «عدم وضوح العديد من التفاصيل يضع علامات استفهام حول حجم المنفعة التى ستعود على مصر من خلال مشاركتها فى هذا البرنامج»، بحسب تعبير حلمى، مضيفا «هذا البرنامج مازال فى خطواته الأولى، فهناك الكثير من الخطوات التى لم يتم بلورتها بعد». وهو ما أكده أيضا أشرف الجزايلجى، رئيس جمعية شباب الأعمال، قائلا «البداية جيدة جدا ولكن حتى الآن لا يمكن تحديد مدى فاعلية المؤتمر»، والذى أشار إلى أن الجمعية كانت قد بادرت، بعد خطاب أوباما، بالاتصال بالسفارة الأمريكية، لتبدى اهتمامها ورغبتها فى المشاركة فى هذا المؤتمر. ومن الأمور التى مازالت غير واضحة، مسألة التمويل، تبعا لحلمى، «لقد اقترحنا على الجانب الأمريكى إنشاء صندوق يسهم فى تمويل المشروعات التى أمامها فرص نجاح ولكنها تفتقر إلى تمويل، ولكن حتى اللحظة الحالية لم يتم البت فى هذا الشأن»، بحسب قوله، «كما اقترحنا عليهم أيضا إنشاء مكتب خاص بهذا البرنامج فى السفارة الأمريكية لمتابعة البرنامج، ولم نأخذ أيضا الموافقة عليه بعد». ولكن الخطوط العريضة الواضحة لهذا البرنامج، تتمثل فى توفيره مستشارين لاختيار المشاريع، فى الدول المشاركة، التى تبدو أن لديها فرص واعدة، وهؤلاء المستشارين سوف «يتبنون أصحاب تلك المشروعات»، عن طريق مساعدتهم فى عمل دراسات الجدوى، وتقديم الخبرة اللازمة لهم فى مجال الإدارة، «فالهدف الأساسى من البرنامج هو اكتشاف المواهب ومساعدتها على البدء والنجاح فى ظل اقتصاد السوق، الذى يصعب فيه المنافسة مع الكيانات الكبيرة» تبعا لحلمى. والذى أيضا أشار إلى أن منتدى قادة الأعمال المصرى الأمريكى سيلعب دورا من خلال تأسيسه برنامج لتدريب أصحاب تلك المشروعات فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حتى «يتعلموا صناعة البيزنس»، بحسب تعبيره. ومن المتوقع أن يشارك فى الاجتماع نحو 250 شخصا يمثلون 59 دولة، منها 16 دولة غير مسلمة مثل البرازيل وبارجواى والنرويج وفنلندا وإسرائيل، والبقية من الدول ذات الأغلبية الإسلامية. وتغيب العديد من الدول الإسلامية، حيث يبلغ عدد أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامى 57 دولة، وأبرز الدول الغائبة إيران والسودان، رغم أن المشاركين لا يمثلون حكوماتهم. «من الصعب جدا أن تفصلى أمريكا وإسرائيل عن بعض، لازم إسرائيل تشارك فى أى حاجة أمريكا داخله فيها»، هكذا علق حلمى على مشاركة الدولة العبرية فى المؤتمر.